الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 20 فبراير : تجدر النضالات واستمراريتها وضرورة انبثاق حزب ثوري لقيادة الجماهير ....

محمد بودواهي

2012 / 3 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن الرأسمالية العالمية تغرق في أزمتها ، و تجرف معها كل يوم وساعة شرائح هائلة من الإنسانية و تقذف بها إلى دوّامة الحيرة والبطالة والبؤس ، ساعية بذلك إلى الحفاظ على مكاسبها ومغانمها ، فيما تزداد الرهانات المتعلقة بالغذاء و الصحة وانعدام الشغل وقضايا البيئة و المناخ .. إلحاحا . و في بلادنا البئيسة المفقرة اليوم لا نرى دعاة الليبرالية المتوحشة يقرون بفشل هذه السياسة التي أملتها علينا القوى الكبرى ( رغم اعتراف كل ليبيراليي العالم بهدا الفشل ) ، سياسة بددت طاقاتنا ومواردنا ، و فككت قدراتنا الإنتاجية ، و فتحت أبواب أسواقنا على مصراعيها مشرعة للشركات المتعددة الاستيطان ...وفيم تاب العديد من الحكام والمسؤولين ( الدين يحترمون أنفسهم وشعوبهم ) في العديد من الأقطار عن سياساتهم التبعية الليبرالية المتطرفة و الانتحارية بإعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية لحماية اقتصاداتهم ....و فيما تسعى القوى العظمى جاهدة لإلغاء الإجراءات المحتشمة الخاصة بحماية اقتصاداتها ، وتستنفر كل قواها لتنظيم العقوبات الديبلومسية على كل من يتجرأ للمس بمصالحها ، يبقى مغربنا المحكوم بحكومته المهووسة بقراءة اللطيف ورفع أكف الدراعا إلى السماء ضعيفا و هشا ، بل و مشلولا ، و يغرق في المزيد من التخلف والانحطاط ..... أما الطبقات الأكثر غنى والفاحشة الثراء فقد ألفنا عبثيتها وسداجتها وسئمنا كثيرا من مدى ضحالتها الفكرية والثقافية بل وحتى الاقتصادية ، ناهيك عن تبعيتها السياسية المطلقة لدوائر المخزن ، بحيث جعلها اندماجها في اقتصاد الريع و في دوائر البزنسة والسمسرة والاستيراد والتصدير الممسوخين والعمليات والصفقات الاقتصادية
المشبوهة ... تعارض أي توجه أصيل يدعو إلى حماية المنتجين المحليين وبناء اقتصاد وطني مستقل لا علاقة له بالتبعية الاقتصادية للغرب الرأسمالي ....

رأينا كيف قام بنكيران رئيس الحكومة الإخونجية الملتحية مباشرة بعد توليه المنصب بجولة مكوكية للقارة الأميريكية ليواصل منح العقود و الامتيازات للشركات المتعددة الجنسيات لتعمل أكثر فأكثر على تعميق تبعيتنا الغدائية والاقتصادية ....هدا ناهيك عن نشر حكومته لقائمة المستفيدين من رخص النقل عبر الحافلات ، وما أحدثته من صخب وفرقعات إعلامية وسياسية حيث لا وجود لإجراءات عملية لمعالجة هدا الملف من جدوره . وعلى الرغم من أهمية المبادرة في حد ذاتها، إلا أن هناك تخوفا مشروعا من أن تكون مجرد تنزيل محدود تطبعه الانتقائية في التعامل مع ملفات الفساد الضخمة . فرخص النقل التي تم الكشف عن أصحابها ليست سوى صورة مصغرة جدا عن الفساد الأكبر الذي يتمثل في رخص الصيد بأعالي البحار التي يستفيد منها مجموعة صغيرة من كبار المسؤولين في الدولة ، ولا يمكن البثة المقارنة بين ما تدره رخص الصيد هده من أموال وأرباح طائلة وما تدره هذه الرخص الصغيرة ، وهي العملية ( نشر اللائحة ) التي استهجنها زميله عبد الباري الزمزمي ، الدي يوجد ضمن
المستفيدين ، والتي وصفها بـ “العمل الغوغائي والعبثي” الذي تريد منه حكومة بنكيران “الإشهار واللعب بعواطف الناس والإثارة”....

ففي الوقت الذي يجد الشباب أنفسهم في وضع هش جدا ، وحاملي الشهادات في مواجهة يومية مع آلة القمع الهمجية التي لا ترحم ، و فيما تحس الجماهير الشعبية بالمزيد من الفقروالظلم الاجتماعي والطبقة المتوسطة بالتراجع المستمر على المكتسبات التي تحققت سابقا ، وغالبية الشعب بالغبينة والحكرة والتضييق كل يوم ، وفيما تضاف قوافل جديدة من المسرحين عن العمل إلى جيوش العاطلين ، وفيما تستمر شرائح كثيرة من المثقفين المدجنين والسياسيين الخونة في صمتهم الرهيب اتجاه ما يحدث من استنزاف لخيرات الوطن وموت بطيئ للجماهير الواسعة من فئات الشعب ....، يتواصل يوميا الاعلان عن المزيد من مشاهد الفساد البشع و الرشوة الشاملة و النهب الجشع من طرف المافيات الحاكمة في صالح الأثرياء المحليين و أسيادهم الأجانب ....

فهل يمكن ، بناء على هكدا وضع ، أن نعوّل على أرباب التبعية و الاستيراد من أجل بناء اقتصادنا الوطني !! وهل يمكن أن نعوّل على من يستفيد من استغلالنا من أجل تحسين حالة الجماهير الكادحة ؟ و هل يمكن أن نعوّل على بورجوازيتنا المتعفنة هذه ، و هي تبني ثرواتها على الصفقات المشبوهة و الفساد والنهب والاستغلال البشع ...؟؟ وهل يمكن أن نعتمد على حكومة ، ولدت من رحم سياسة نظام متعفن ، تستهلك الكثير من الخطاب الدغمائي والديماغوجية السفسطائية ولا تستطيع أن تنبس ببنت شفة على سلوكيات المخزن التي تضيع على خزينة الدولة ملايير الدراهم هي في اشد الحاجة إليها في هذه الظرفية الصعبة والحرجة ؟ .... وهل وهل وهل ...؟؟؟؟

لقد عبر الشباب وكل فئات الشعب على غضبهم ، حيث اجتاحت المظاهرات كل المدن الكبرى والصغري والقرى عبر الوطن مند 20 فبراير 2011 حتى الآن ،
وبشكل أسبوعي ومستمر ، وهتفوا بملء حناجرهم برفضهم للفساد والاستبداد والرشوة التي تنخر البلاد ونهب المال العام واقتصاد الريع وللحكرة والإدلال الممنهج لغالبية جماهير الشعب ، وسخطهم أمام الثراء الفاحش للبرجوازية المتعفنة وللأغنياء الجدد ، كما عبر عن دلك العمال والفلاحين والموظفين بكل فئاتهم والأجراء والمعطلين
وكل طبقات المجتمع المعدمة منها والدنيا والمتوسطة ، معلنين بذلك عن فشل السياسات اللاشعبية واللاديموقراطية واللاوطنية المنتهجة منذ عدة عقود من طرق المخزن الاقتصادي والطبقة الحاكمة الكومبرادورية ، مؤكدين بما لا يدع مجالا للجدل بأن الخيار الليبرالي الراديكالي المتوحش الدي يستميث للبقاء على السياسة الاقتصادية للسوق الحرة ، سياسة تتناقض تماما مع ضرورة التكفل بالحاجيات الضرورية للجماهير الشعبية ، ولا يمكن أن تعمل من أجل خدمة حاجيات الشعب ، بل هي موجودة فقط ، بقوة الحديد والنار، للحفاظ على مصالح المخزن الضيقة وخدمة أسياده الإمبرياليين الأمريكيين والغربيين ...

إن قيمة الدرهم ما لبثت تتدهور بشكل خطير مند أكثر من ثلاثة عقود و ذلك من أجل توفير يد عاملة رخيصة ، شبه مجانية للمستثمرين على اختلاف أشكالهم وأجناسهم لتغدية ما يسمونه " حرية السوق " ! ومع ذلك لا زالوا يخفضون قيمته بقرارات إدارية تلبية لأوامر سادتهم في صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية ... ، في نفس الوقت الدي يقومون فيه بتحرير الأسعار ! وبدلك أصبحت تلك الزيادة الهزيلة في الأجور ، التي حصل عليها عمال القطاع العام قبل سنة ونيف تقريبا ، بعد سنوات من النضال والإضرابات والقمع ، لا تساوي شيئا أمام هذا الغلاء الفاحش الدي ضرب أطنابه في السنة الأخيرة حيث تضاعفت أثمان السلع عشرات المرات ، خاصة بالنسبة إلى الفئات الدنيا في هرم الأجور ، أي الأغلبية الساحقة من الشعب .... هذا فضلا عن كون العمال في القطاع الخاص لم يحصلوا إلا على فتات لا يستطيع أن يسد رمقهم!

إنهم يريدون ويطلبون من الشعب الفقيرالدي عاش ويعيش في قهر متواصل أن يصبر وينتظر، بينما نحن نرى ثرواتهم تزداد وتتضخم دون انتظار ! فبالرغم من استمرار كل مظاهر الفاقة والتهميش الاجتماعي تمكنت أقلية قليلة البرجوازيين الجشعين من مراكمة الكثير من الأموال ، والاستحواذ على الحصة الكبرى من ثروة البلاد بكل الطرق والوسائل المتاحة أمامها من نهب المال العام ، وريع اقتصادي وصفقات عمومية مشبوهة ، وامتيازات لا حصر لها : إعفاءات ضريبية في القطاع الفلاحي والصناعي والتجاري معا ورخص استغلال البر والبحر وتسهيلات إدارية وقروض بنكية هائلة ..... إن رجال الأعمال يحبون مغرب الصفقات الكبرى ، وشبابنا يهربون منه على متن قوارب الموت !

إنهم لا يريدون أن تخضع جميع الاتفاقيات القطاعية لما يسمى بالسّلّم المتحرك للأجور ، بمعنى أن كل زيادة في الأسعار يجب أن تتبعها زيادة مساوية لها في الأجور !
بينما الشعب يريد دلك ويريد فرض الأسعار من طرف الدولة على كل المواد الاستهلاكية الضرورية ، مع تحديد هوامش الربح بكل دقة وشفافية .... ويريد أن تصرف عائدات الفوسفاط وكل خيرات الوطن في مشاريع عملاقة توفر لشبابنا ومعطلينا الشغل والحياة الكريمة وتعود على الوطن والمواطن بالنماء والرخاء .. لا أن تستحود عليها كمشة من المافيوزيين مصاصي دماء الشعب وتراكمها في البنوك الأجنبية في سويسرا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا ...

إن الشعب يريد أن تكون كل استثماراتنا في خدمة التنمية المحلية والوطنية ، وتلبية حاجيات الشعب من السكن ، والشغل ، و الصحة ، والتعليم ، والنقل ، و التكوين ...لا أن يتعمق الفارق الطبقي بين مغربين ، مغرب الأقلية المسيطرة الذي يزداد غنى ، ومغرب الفقراء الذي يغوص في مستنقع الجهل والبؤس والحرمان والعزلة ...، حتى أصبح الشعب المغربي بدون كرامة وفاقدا لأي حق من حقوق العيش الكريم ، حيث أصبح يعيش في فقر تصل مستوياته إلى ما تحت عتبة الفقر بكثير وسط هدا الغلاء المهول للمعيشة ....

فبعد سنوات من الإضرابات الممنوعة و التجمعات المقموعة في المعامل والأوراش والضيعات الفلاحية ، والمسيرات المحاصرة في المدن والقرى والأحياء والمداشر ، والاعتصامات المفرقة بقوة النار والحديد .... ، و بعد سجن و إدانة شباننا الطلاب والتلاميد والمعطلين الثائرين و التحرش بالسياسيين والنقابيين والحقوقيين المخلصين لقضايا الشعب و اعتقالهم ، ها هي النضالات الشعبية تعود من جديد ، في ثوب حركة 20 فبراير التي مرت على انطلاقتها أكثر من سنة ، وفي ثوب حركة ( العيالات جيات ) النسائية التي كسرت المألوف بطرحها لقضايا وشعارات نوعية وجريئة ، وفي ثوب حركة النضال العمالي الدي انسلخ وتحرر عن البيروقراطية النقابية في مواقع عمالية قوية كالفوسفاط والصيد البحري ومناجم إميضر وعوام وقطاعات الوظيفة العمومية والقطاع الخاص ...، وفي ثوب الحركات الجماهيرية الواسعة التي انطلقت شرارتها في العالم القروي والقرى والجبال النائية ، وفي ثوب العصيان المدني الدي أصبحت تمارسه وتلتجئ إليه حركة المعطلين .......

وتستمر النضالات في السنة الثانية لسيرورة حركة 20 فبراير التي رفع فيها شعار تغيير النظام في أكثر من مدينة وطبع على أكثر من نداء ، وأقيم فيها اعتصامات بساحة الحمام بالدار البيضاء وساحة التغيير بطنجة .. إن الحركة تتجذر على مستوى مطالبها وشعاراتها وهي ذاهبة في الطريق الصحيح ...

فلنقم في ظل هده السيرورة بتنظيم التعبئة العمالية و الشعبية وتأسيس الحزب الثوري وحركة سياسية تمثل حقا العمال والفلاحين وجماهير الشعب وكل المقهورين لنفرض حرياتنا الديمقراطية . و لنكن كلنا من أجل نقابة طبقية مستقلة ديمقراطية و مناضلة .....

وفي هده السيرورة نتذكر شهداء الحركة الفبرايرية الجماهيرية ونتذكر معتقليها.. ونشد على أيدي كل مناضليها الشرفاء والأوفياء من النساء والرجال والشباب والشيوخ الذين يرفضون العيش تحت حكم وهيمنة المخزن الديكتاتوري وطبقته الكومبرادورية الجاثمة على صدور أغلبية الشعب الفقير في وطننا الحبيب ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي