الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدوامة المكررة للعنف ضد المرأة !!!!

ميسون ابوعمره

2012 / 3 / 6
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


في مجتمعاتنا المعاصرة، يأتي العنف من الأقوى متجها للضعيف، وأي مقاومة من الأضعف يعتبر تهديدا للوضع القائم يقابل بعنف اكبر، ويغلب ذلك في مجتمعنا العربي ..
السلطات التي توجه العنف بإشكاله الماكرة، مثل مصادرة الرأي بحجة حماية المجتمع والرقابة، ووضع القوانين التعسفية التي تضر كل من يطالب بحريته.. تلك السلطات تسمح بالاعتقال والسجن، وحتى القتل لهؤلاء الذين يحملون أفكارا مختلفة، لا تقنع بالوضع القائم وتطالب بتغييره.. (وبشكل ماكر تحول السلطات عنفها ليكون مقبولا اجتماعيا) (1) عبر إصدار القوانين الجائرة والفتاوى الدينية، وهى تبرر عنفها بأنه حماية للمجتمع والحفاظ على ترابطه من اجل الاستقرار والأمن.
ولأننا في مجتمعنا العربي مجتمع ذكوري ، فالعنف من السلطات وتحويله ليكون مقبولا اجتماعيا- من باطل إلى شرعي- يؤثر في الرجل فيمارس الرجل بدورة عنفا ضد الطرف الأضعف في العلاقة وهى المرأة .. على اعتبار أن عنفه هو عنف ضروري لحماية الأسرة.. وهكذا يجد الرجل في عنفه ضد المرأة ملاذا يهرب منه من عنف السلطات.
و(العنف كتعريف هو خطاب أو فعل مؤذ أو مدمر يقوم به فرد أو جماعة ضد أخرى. ) (2)

وللعنف ضد المرأة صور منها العنف الأسري ويتضمن التهديد والحرمان والإيذاء الجسدي والنفسي والعاطفي من قبل الرجل على الزوجة أو الأخت أو الابنة.
و الأكثر انتشارا هو العنف والجسدي والعنف الجنسي والعنف النفسي ....
وللعنف الجسدي عدة أشكال منها تكسير العظام والضرب والركل والضرب بالسكين أو أي آلة حادة .
كما أن العنف الجنسي يوجد بكثرة في مجتمعنا العربي ومن أشكاله الاغتصاب والتحرش الجنسي وسفاح القربى وقد توجد هذه الأشكال في الأسرة وفي المجتمع بشكل عام والشارع أيضاً ، كما أن العنف النفسي هو اشد قسوة من أي عنف ورغم ذلك لا يعترف به القانون لعدم وجود آثار واضحة عليه وهو غير ملموس أو محسوس ، وهو يهدف إلى السيطرة والإذلال والحرمان والتهديد .
إن أسباب العنف وخاصة العنف النفسي أو المعنوي، هو القيم الثقافية والعادات و التقاليد الموروثة التي غرست أنماط العنف في الأفراد ومن ناحية أخرى غرست الشعور بالضعف في شخصية المرأة، واتهامها بأنها إنسان لايمكن الوثوق به ،
وغير قادرة على القيام بشؤونها في الحياة بمفردها، أن التنشئة الاجتماعية الخاطئة لها دور كبير في ممارسة العنف ضد المرأة، فيتم عزل المرأة من طفولتها عن عالم القدرة، أي عالم الأفعال المستقلة التي تؤكد شخصيتها وتزيد ثقتها بنفسها .. ومن خلال الإذعان تستسلم المرأة لعزلها عن المساهمة بقوة في المجتمع، وطول حياتها لا تسمح بإعادة ثقتها بنفسها.. انه استسلام للعنف مؤكده على شرعيته .
كما أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها فئات كثيرة في المجتمع العربي له أثر كبير على المرأة وينتج عنه العنف الاقتصادي الذي يندرج تحته الحرمان من الميراث في مجتمعات معينة، وحرمانها من احتياجاتها هي وأبنائها(حيث أصبحت بعض النساء المعنفات ضعيفات الشخصية ، ويعانين من كثير من الأمراض النفسية السيكوسوماتية، مثل الضغط والسكري والقرحة والقالون العصبي والجلطات، وهناك ممن تعاني من الاكتئاب والقلق وفقدان الشهية والبكاء المستمر وعدم الثقة بالنفس،والعديد من الأمراض الجسدية والنفسية ،وهناك حالات عديدة قابلتها في المجتمع من خلال الزيارات الميدانية ، وتعاملت معها من خلال جلسات العلاج والدعم النفسي .)(2)
إن الدور الحيوي للمؤسسات الأهلية في الحد من العنف ضرورة, وليس المقصود فقط مجرد التوعية والدعم النفسي.. بل الكفاح مع المرأة ضد العنف بكل أشكاله من خلال اتخاذ مواقف ضد من يمارسون العنف..وتثقيف المرأة وتعريفها بحقوقها ، فذلك له دور أيضاً في تجنب العنف وأخذ الحق عن طريق القانون.
........................................
هوامش وإحالات :-
1- الأنماط الثقافية للعنف – باربرا ويتمر ، ترجمة د. ممدوح يوسف عمران . سلسلة عالم المعرفة – مارس 2007 –الكويت .
2- مصدر سابق
3- من واقع زيارات ميدانية للكاتبة وجلسات العلاج والدعم النفسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف سنية الدهماني يوحد صوت المحامينات في البلاد


.. فتحية السعيدي ناشطة نسوية وأخصائية في علم الاجتماع




.. المحامية بركة بودربالة


.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط




.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي