الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
استرخاء قصة قصيرة
عمر حمش
2012 / 3 / 7الادب والفن

استرخاء
قصة قصيرة
عمر حمَّش
لمَّا عبرتُ شرخا في حائطِ الراحلين؛ دهمتني رائحةُ الصُبّارٍ، ولطمني شوكُ القبور، حتى وصلتُ رملَ بقعة، أعرفه كأنَّه سجادٌ من حرير، وما أن انطويتُ مسترخيا أرتشفُ ذكرى الغائبين؛ حتى تقشرِ قبرٌ لي تقشر موزة، وهيكل صاحبه قفز، يمزّقُ كفنهُ، ولسانهُ يصيح:
- اخرجوا يا عرب!
ثمَّ أخذ ينفض غباره؛ ويكسو عظامه، وقد توشّح راضيا بكآبته، وشرع- كمعتادٍ - يشهر سبابته، مستغرقا في إنشادِ ما حلا، وهو حالمٌ ممتدٌّ مثلُ وترٍ مشدود، وأخذ يعومُ داخل سحيقِ أعماقٍ غامضة، وما لبث هكذا يموج، حتى اشتدَّ عليه الأمرُّ؛ فصار مثل غيمةٍ تهطلُ المكان بالأشعار!
وبينما أنا لم أزل في ذهول، تهزني دهشتي، حتى خفَّ وزني، وخلتُ ذاتي ريشة لم ترحمها ريح!
وإذ بجوفٍ آخر ينفتحُ، ويخرجُ منه أبي، ليمضي جواري، وقد رمى أمامي كفنه، فلهثتُ خلفه، فوجدته عاد صلبا، كما كان في صباي، ويقاربُ المنشد، ليتلقفُ بعينيه درر الأشعار!
ولمّا لاحظ أبي إشراقتي، سمعت ذات صوته، وقد هتف:
- انظر!
وإذ بالقبور تتفتح تباعا كثمار، وعظامُ نزلائها تتماثل قائمة، ثم تمشي، لتأتي المنشد صامتة، لكنَّ الأرجاء ما لبثت أن اهتزت مع جموع الخلق المنشدين، حتى بدوا لي فرقةً شدوٍّ هائلة!
- الله!!
هذا ما قلتُه أنا، متمنيا لذلك أن يدوم، وألا أفجع بصحوٍ مقيت!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أحمد فهمي : فيلم -أحمد وأحمد -صعب والسقا وأحمد نادر جلال بذل

.. صفاء سلطان تقلد كل فنانات الوطن العربي ببراعة

.. ستايل توك - المخرج محمود رشاد مع شيرين حمدي | 2 يوليو 2025

.. المخرج أحمد نادر جلال : أحمد السقا من أحسن الناس اللي اشتغلت

.. ستايل توك مع شيرين حمدي-إزاي المخرج محمود رشاد ترجم حبه للتا
