الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماية الشباب العراقي

حسين علي الحمداني

2012 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


انبرت وبوقت واحد عدد من الإقلام العراقية ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض كتاب الأعمدة في الصحف العراقية بانتقاد الإجراءات الحكومية المتخذة ضد بعض الشباب من مروجي ظاهر الإيمو في البلد وهي ظاهرة تشبُه الشباب بالمرأة في لبسها ومشيتها ومكياجها، وتناسى هؤلاء بأن هذه الإجراءات ليست قمعية بقدر ما هي تهذيبية نابعة من غايات نبيلة تراعي الانتماء الإسلامي للمجتمع العراقي من جهة ومن جهة ثانية من أجل تحصين الشباب العراقي من الأفكار الهدامة والتي تضاهي الإرهاب في بعض صورها وتقود لمخاطر اجتماعية كثيرة وكبيرة ، ولا يخفى على أحد بأن هذه الظاهر قد تكون طبيعية في المجتمعات الغربية التي تعاني من الانحلال لكنها مرفوضة في مجتمعنا وأي مجتمع عربي أو مسلم ، ولا يمكن القبول بها ولا يمكن درجها تحت بند حقوق الإنسان والحريات العامة كما حاول البعض ربطها بذلك دون أن يطالعوا حقوق الإنسان جيداً والتي تقوم على حفظ كرامة الإنسان وليس مسخه كما يحصل من قبل مروجي هذه البدع ومستورديها الآن.
وحقيقة استغربت جداً من دفاع البعض عن هؤلاء،ولكن استغرابي تبدد حين أدركت بأن البعض من الكُتاب العراقيين يدافعون عن أي باطل مهما كان طالما إنهم سيضمنون دفاعهم (شتائم للحكومة) ويعتبرون ما تقوم به الأجهزة المختصة حتى وإن كانت أجهزة طبية نفسية غايتها علاجية وتصحيح سلوكيات شاذة ، يعتبرونها بطشاً ومصادرة للرأي وحرية الرأي متناسين بأن الحرية لا تعني هذه السلوكيات الشاذة والتي تصل حد الزواج بالمثيل ، بينما لا يعتبرون ما يتصرف به البعض وتشبيه أنفسهم بالنساء وارتداء ملابسهن إهانة لمخلوق خلقه الباري عز وجل ليكون رجلاً وليس امرأة ، والغريب في دفاع هؤلاء بأنهم يطالبون الحكومة بملاحقة القوى الإرهابية بدل التفرغ لملاحقة الشباب !! وهنا ضحكت كثيراً لأن هؤلاء الكُتاب أنفسهم كتبوا أعمدة طويلة عريضة في الصحف ومواقع الانترنت ينددون بالاعتقالات التي طالت عدد من الإرهابيين ويطالبون بإطلاق سراحهم رغم إن بعضهم ألقي القبض عليه وهو يزرع عبوة في شارع عام !
وبعض هؤلاء يقول بأن ليس من حق الحكومة أن تنصّب نفسها مسؤولة عن أخلاق الناس وسلوكهم الاجتماعي وملبسهم ومأكلهم، هذا كلام في جزء منه صحيح وهو ما يخص المأكل ،ولكن الحكومة مسؤولية عن تربية جيل حتى لا يقال بأن الحكومة فشلت في تنشئة جيل ، وإلا لما فتحت المدارس والجامعات،هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن ( الحكومة ) لا تصادر حرية الناس في بيوتهم ، لا تقتحم البيوت وتحاسب عن الملبس والمأكل والمشرب ولا حتى من يحتسي الخمور في بيته ، فهذا بيته وهو حر فيه ، لكن الشارع ملك للجميع ولا يمكن أن يكون حكراً لفئة من الشباب يسرحون ويمرحون ، بل من صميم واجب حماية أمن المواطن ، وهذا الأمن لا يقتصر على ملاحقة المجرمين والإرهابيين وتنظيم المرور وإصدار الوثائق الثبوتية وملاحقة مروجي المخدرات ، بل الأمن الحقيقي يكمن في حماية الفكر من الشذوذ الذي يحاول أن يجعله ظاهرة في العراق ومن ثم يكتبون في مواقعهم بأن الحكومة أهملت تربية الناس فشذت الأجيال عن طريق الصواب.
وأنا هنا لا أدافع عن الحكومة بقدر ما إنني أجد بأن بعض المحسوبين على الإعلام العراقي وأغلبهم من حاملي الفكر البعثي ، يتناسون رسالة الإعلام الحقيقية والتي تكمن في التوعية والتصدي للظواهر الشاذة وليس الترويج لها والدفاع عن معتنقي هذه الظواهر خاصة . لهذا من واجبنا جميعا نبذ الأفكار الشاذة وعدم الدفاع عنها لأن الدفاع هنا يعني القبول بها وهذا ما يشجع البعض على التمادي في ذلك .
لهذا أجد بأن جنوح بعض الأقلام والصحف والمواقع والفضائيات العراقية لانتقاد الحكومة في مسألة لا يختلف فيها وعليها الشعب العراقي مسألة يجب التوقف عندها لأنها تمس الإعلام العراقي وواجباته وأهدافه ، فبالتأكيد ليس من واجب الإعلام أن تنهار قيم المجتمع بهذه الصورة إلا إذا كان هدف الإعلام تهديم المجتمع ومسخ الشباب العراقي والعربي المسلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين الحكومة؟
ياسر كاظم المعموري ( 2012 / 3 / 17 - 16:49 )
تحية طيبة للاخ حسين الحمداني
اين هي هذه الحكومة التي تمجد بها والذين هم في نظر الشارع العراقي اشباه حكومة فأدعوك قبل ان تلفت انظارهم الى حالة الشباب هذه ان تدعوهم الى القضاء على الارهاب الذي يتجول باروقة الحكومة وفي مجلس النواب بل يجلسون معهم على طاولة واحدة وماخفي اعظم من تناثر المليارات وتمويعها في ثواني

اخر الافلام

.. السنوار ونتنياهو يعيقان سياسات بايدن الخارجية قبيل مناظرة ان


.. خامنئي يضع قيودا على تصريحات مرشحي الرئاسة




.. يقودها سموتريتش.. خطط إسرائيلية للسيطرة الدائمة على الضفة ال


.. قوات الاحتلال تنسحب من حي الجابريات في جنين بعد مواجهات مسلح




.. المدير العام للصحة في محافظة غزة يعلن توقف محطة الأوكسجين ال