الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادارة الامريكية مسؤولة عن حماية الاشرفيين

حسن محمد طوالبة

2012 / 3 / 7
حقوق الانسان


الولايات المتحدة غزت العراق ودمرت البنى التحتية فية , وعملت على تمزيق النسيج الاجتماعي في هذا البلد العربي , فنمت الطائفية من اوسع ابوابها , شاع الفساد المالي والاداري , وعنت الفوضى فيه . لقد دمرت كل ما كان يملكه الجيش العراي الوطني السابق من دبابات ومدافع وعربات وطائرات , وبيعت في الاسواق المجاورة وخاصة في ايران على شكل " خردة " . وصادرت القوات الامريكية السلاح الذي كانت تملكه منظمة مجاهذي خلق الايرانية المعارضة لنظام الملالي , مقابل حمايتهم , وعندما انسحبت هذه القوات من المدن العراقية اسحبت من حول مخيم اشرف شمال شرق بغداد في محافظة ديالى , وتسلمت القوات العراقية هذه المسؤولية . ولما كانت الحكومة العراقية التي يرأسها المالكي تتبع نظام الملالي وتنفذ مخططاته , بدات باستفزاز الاشرفيين في مخيمهم . بنصب مكبرات الصوت ( 300 ) مكبرة رزعاج السكان , ورصد تحركاتهم , ومن ثم دخول المخيم عنوة بالاسلحة العربات المدرعة , وقتل العشرات وجرح المئات , عامي 2009 و 2011 . كل هذا حصل تحت علم الامم المتحدة والولايات المتحدو , علما ان الاشرفيين محميون وفق القانون الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة . وهكذا تخلت الولايات المتحدة عن مسؤوليتها الاخلاقية ازاء سكان مخيم اشرف . ومثلما يقول المثل الدارج , " المتغطي بثوب غيره بردان " نعم ان ثوب الادارة الامريكية لا يدفئ اي بردان في عالم الجنوب , لانه ثوب مثقب ينفذ منه الهواء من كل جانب . كل الادارات الامريكية تعرف نوايا نظام ملالي طهران ازاء دول المنطقة التي في معظمها حليفة لها , وتعرف مقدار النفوذ الايراني في العراق , وطواعية الحكومة العراقية برئاسة المالكي لنظام الملالي , وستعداده لتنفيذ كل مخططاتهم التوسعية والارهابية . ومع ذلك فان الادارة الامريكية التي تكيل بمكيالين تغض الطرف عن افعال نظام الملالي في العراق , ولم تحرك ساكنا ازاء التجاوزات الخطيرة ضد سكان مخيم اشرف , بعد ان جردتهم من اسلحتهم , ومن ثم سلمت مسؤولية المخيم للقوات العراقية , التي تنفذ اوامر الجنرال قاسم سلماني قائد قوات القدس التابعة للمرشد علي خامنئي مباشرة , بعد ان كان تابعا للحرس الثوري , فهذا الشخص متنفذ في العراق , ويحكم باسم الملالي وينفذ مخططاتهم في العراق والمنطقة كلها , ووصل به الصلف ان ادعى انه قادر على تشكيل حكومات في العراق وجنوب لبنان تنفذ سياسة بلاده .
لو كانت الادارة الامريكية جادة في حماية الاشرفيين لما سلمت حمايتهم الى القوات العراقية منذ عام 2009 , , ولما سكتت على جرائم هذه القوات ضد سكان اشرف العديدة , التي ذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى . ولكنه التفاهم المشترك بين الادارة الامريكية ونظام الملالي في طهران , ولب هذا التفاهم في منح الولايات المتحدة نفط العراق , مقابل ترك الساحة العراقية مسرحا لقوات القدس الايرانية تعيث فسادا في الارض . هذا التفاهم يلحقه تفاهمات اخرى تخص الملف النووي ودور نظام الملالي في المنطقة . رغم كل مظاهر الصراع بين الطرفين, اذ من مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تقسيم البلدان العربية على اساس طائفي تتصارع فيما بينها ليبقى الكيان الصهيوني القوة التي يحسب لها حساب في المنطقة .
الولايات المتحدة تتعامى عن نداءات العديدة من اعضاء الكونغرس الامريكي , ومن الاتحاد الاوروبي , ومن البرلمان الاوروبي ايضا , ومن البرلمانات في العالم , ومن الوطنيين العرب والعراقيين التي طالبت الحكومة الامريكية اتخاذ موقف حاسم من مسألة اشرف , ولكن وزارة الخارجية الامريكية اكتفت بمناشدة حكومة المالكي بان يتعاون مع الامم المتحدة , لايجاد حل لقضية اشرف , وهي المناشدة التي تمخض عنها الاتفاق المنقوص في الشهر الاخير من العام المنصرم , القاضي بنقل الاشرفيين الى مخيم ( ليبرتي ) , وهو المعسكر الخاص بالقوات الامريكية , الذي تبلغ مساحته 40 كيلو متر مربع , ولكن حكومة المالكي وبايعاز من قاسم سلماني تم اقتطاع مساحة محدودة لا تتجاوز الكيلو متر الواحد ليكون هو سكن 3500 انسان , منهم 1000 امرأة , هذا يعني ان الحكومة العراقية تنوي كما اوعز نظام الملالي , ان يكون مخيم ليبرتي سجنا للاشرفيين , وليس مكان سكن كريم يليق بالبشر .
باتت معروفة كل العراقيل التي فرضها نظام الملالي لاعاقة نقل سكان اشرف , وملخصها عدم السماح للاشرفيين بنقل امتعتهم وممتلكاتهم الشخصية الى المكان الجديد , وعدم السماح لمهندسي اشرف بالاطلاع على المخيم الجديد قبل الانتقال اليه , لمعرفة الاحتياجات الضرورية للسكان مثل الماء والكهرباء والمواصلات وغيرها من احتياجات السكن الكريم . هذا اضافة الى العراقيل الاخرى مثل اخضاع الاشرفيين الى تعداد جديد وبصمات جديدة واستمارات اخرى , رغم ان القوات العارقية المكلفة بحراسة المخيم سبق ان قامت بهذه العمليات منذ عام 2009 , ولكن المقصود هو وضع العراقيل امام نقل الاشرفيين قبل المدة المقررة نهاية الشهر الرابع من العام الجاري , ومن ثم يكون امام القوات العراقية وقوات القدس الفرصة للتنكيل بالاشرفيين , لانهم هم ـ وهم نواة منظمة مجاهدي خلق ـ المؤهلون من المعارضة الايرانية لاستلام الحكم في ايران اذا سقط نظام الملالي المثقل بالازمات الداخلية والخارجية , ولذلك فهو حريص على ذبح الاشرفيين وهم في ديار الغربة .
ان طلبات الاشرفيين بسيطة جدا , لو توفرت النية الحسنة , وتتلخص بالنقاط الاتية :
1 . اولا وقبل كل شيئ عدم تحويل مخيم ليبرتي الى سجن قاتل .
2 . ضمان تطمينات من الحكومة العراقية بالانتقال الامن للاشرفيين الى المخيم الجديد .
3. ضمان الكرامة والانسانية للاشرفيين .
4 . ضمان حرية التردد والتنقل خارج المخيم لاغراض العلاج وقضاء الحاجيات الضرورية . 5 .تمتعهم ببيئة أمنة خالية من العنف .
6. حق الاشرفيين بنقل ممتلكاتهم ومقتنياتهم وعجلاتهم الى المكان الجديد .
7 . ترك المخيم الجديد بدون مضايقات , وهذا يستلزم عدم وجود شرطة عراقية داخل المخيم , لان مثل هذا الوجود سيكون فرصة لتواجد قوات القدس داخل المخيم وتنفيذ اغراضهم الارهابية ضد الاشرفيين .
8. واخيرا المطلوب احترام المعايير الدولية والانسانية وحقوق الانسان المعترف بها دوليا .
مطالب بسيطة لا تخل بالمعايير الدولية الخاصة برعاية حقوق الانسان , واية حكومة تحترم هذه المعايير لا تخاف من تنفيذها على اي بشر يعيشون فوق اراضيها . وهذه المطالب البسيطة نادت بها المنظمات الدولية والبرلمان الاوروبي , واللجنة الدولية لخبراء القانون الدولي للدفاع عن اشرف , والتي تضم اكثر من 8500 خبير قانوني ومحامي في العالم , ومن يحترم البشر والهيئات الحقوقية والبرلمانية ,والشخصيات المعتبرة , ينفذ مطالبها كونها لا تمس بسيادة البلد , رغم كل الادعاءات الممجوجة التي يطلقها المالكي حول مذكرات توقيف ضد العشرات من قيادات الاشرفيين , بدعوى انهم ارتكبوا جرائم بحق العراقيين , وهو كلام كله افتراء لايجاد الذرائع لقتل الاشرفيين , وتخليص الملالي منهم , لانهم باتوا يشكلون شوكة في خاصرة نظام الملالي الذي يئن من وقع المشكلات العديدة في الداخل والخارج .
وكبادرة حسن النية من قبل منظمة مجاهدي خلق تم ارسال 400 فرد الى مخيم ليبرتي , الذي لا يحمل من معنى الحرية الا الاسم , لقد وجد هؤلاء حالة بائسة في السجن الجديد , لاماء نقي صالح للشرب ولا ماء للغسل , المجاري طافحة , والازبال مكومة في ارجاء المخيم من بقايا القوات الامريكية . اضف الى ذلك مخالفة الاتفاق الموقع بين الامم المتحدة والحكومة العراقية , بوضع قوة امنية عراقية واحدة امام الباب الرئيس فقط , ولكن انتشرت مراكز الامن في كل جنبات المخيم , اضافة الى الدوريات المسلحة الراجلة التي تتحرك طوال الليل والنهار وخاصة حول الحمامات .
ان مسؤولية الولايات المتحدة كبيرة في حماية الاشرفيين , حتى لا تقع مجزرة جديدة ضدهم يدبرها نظام الملالي بتنسيق مع الحكومة العراقية الموالية له . ولا سيما ان عددا كبيرا من اعضاء الكونغرس طالبوا حكومتهم بالاضطلاع بمسؤوليتها ازاء هذه القضية الانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفة تضامنية مع ذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم العالمي بقطاع


.. فعاليات في مدن بالضفة دعما لغزة والأسرى بسجون الاحتلال




.. أجيث سانغاي للجزيرة: غزة تشهد ارتفاعا كبيرا بعدد المعوقين بس


.. الخروقات الإسرائيلية للهدنة تنغص فرحة النازحين العائدين إلى




.. كاميرا العربية ترصد أوضاع النازحين من حلب إلى الرقة