الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولماذا لا ينأى بنفسه البطرك الراعي عن أحداث سوريا؟(1)

سعيد علم الدين

2012 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ويريحنا ويرتاح بدل ان نوجه له الانتقادات المحقة على ما يصرح به بين فترة وأخرى من كلام غير مقبول نهائيا أمام ضخامة وهول المأساة الرهيبة التي يتعرض لها الشعب السوري البطل منذ سنة تقريبا على يد السفاح ابن السفاح!
ولماذا لا يبشر بشارة بربيع عربي ديمقراطي تعددي مشرق بدل ان يتوجس خيفةً ويتكهن سلفا بخريف عنيف وعناء، وشتاء مخيف ودماء، وصيف ملتهب حرَّاق؟
ألا يحترم البطرك إرادة الشعوب، أم كل ما يهمه أن يبقى الاستبداد قدر هذا الشرق المنكوب بالحكام المستبدين؟
أين كرامة الشعوب وحقها في العيش الحر الكريم يا غبطة البطرك، أم أن الاستقرار المزيف يبيح للظالم الشرير احتقار كرامة الإنسان والعبث بحياته وكأنها ملكا من أملاكه؟
ولماذا لا يتلطى الراعي خلف عبارة النأي بالنفس كما تلطت بتعثر فاضح حكومة مرشد الجمهورية حسن نصرالله الحزبلاميقاتية الإيراأسدية؟
ولماذا لا ينأى البطرك بنفسه بدل ان يحشرها ومركزه ومقامه في زاوية المشبوهين المدافعين عن الطغاة المجرمين؟
ولماذا لا يصلي الراعي بصمت لأرواح الضحايا البريئة التي تسقط يوميا على الأرض السورية ويسكت، بدل أن يتكلم كلاما باطلا يدافع به عن جرائم عصابات قاتل الأطفال بشار؟
ولماذا يهلل الراعي لإصلاحات بشار التي عبر عنها الأخير ومنذ البداية بقلع أظافر الأطفال في درعا بعد تعذيبهم وقتلهم بهمجية وحشية وتشويه أجسادهم الندية بسادية وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين الأحرار؟
ولماذا يمجد الراعي ديمقراطية بشار التي عبر عنها الأخير بتدمير وتخريب وحرق ونهب وتكسير سوريا الحجر والانسان، فقط لكي يبقى حاكما عليها على مدى الأزمان تتوارث حكمها أجيال آل أسد من جيل الى جيل وكما يقول انصاره سوريا الاسد الى الأبد؟
وهل مفهوم الراعي للديمقراطية ان تتحكم عائلة استبدادية بمصير الجمهورية وتورث حكمها الدكتاتوري من الوالد الى الولد وكما يحدث منذ أربعين سنة في الجمهورية العربية السورية التي حولتها الست أنيسة زوجة المقبور حافظ الى مزرعة لآل مخلوف وأسد ؟
وهل ممكن ان يحدث هذا الا في جمهولكية كاسترو الكوبية، وجمهولكية سنوج الكورية الشمالية، وجمهولكية آل أسد السورية، وأيضا بتذاكي سخيف بين بوتين وميدفيديف في جمهولكية آل بوتين الروسية، والزحف الجمهلوكي قادم لا محال على الصين الشعبية؟
بأي حق يبرر الراعي لاستبداد وبطش بشار الاسد الذي تذبح شبيحته العائلات السورية بالسكاكين فقط ليستعيد سيطرته على الشعب السوري الحر ويعيده الى باب الطاعة ويُعلي جدران الخوف من جديد التي حطمها السوريين الأحرار؟
أخالني وكأنني أمام ميشال عون، حيث انقلب بخفة لاعبي الجمباز المحترفين الى الوراء على كل مبادئ الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال ودماء الشهداء وما زال يتشدق بكلام أسخف من السخف.
مع احترامي الكبير للصرح البطريركي الماروني الوطني اللبناني الشامخ في سماء الشرق وما يمثل من تاريخ مجيد وعريق لأهلنا المسيحيين وبالأخص الموارنة الكرام الذين، وعلى مدى التاريخ كان لتضحيات بطاركتهم ورهبانهم الشجعان في وجه سلطان جائر وحاكم ظالم مواقف وطنية ثابتة كثبات جذور أرزنا في أرضنا وراسخة رسوخ صخور قمم جبالنا الشاهقة، دفعوا ثمنها قديسين وشهداء ولكنها ساهمت مساهمة أساسية في تجذير مبدأ الحرية في سماء الشرق الاستبدادي المظلم وبالأخص في واحته الفريدة الظليلة لبنان.
ادى ذلك الى ولادة دولة استقلال لبنان الكبير عام 1920 على يد البطريرك الحويك كنموذج لدولة حديثة ديمقراطية دستورية مستقرة مبنية على مواثيق وقيم الحرية والتعددية والعيش المشترك بين الطوائف والأديان واحترام حقوق وكرامة الإنسان والتبادل السلمي للسلطة ونقيض لعبادة الفرد الواحد المستبد في الدول العربية المجاورة الشمولية الاستبدادية التي تسعى شعوبها الثائرة بكل الوسائل الى تحقيق تلك القيم الإنسانية التي قام عليها لبنان من خلال ربيعها الذي نشهد تداعيات فصوله المأساوية هذه الايام في سوريا.
وكيف لنا ان ننسى هنا غبطة البطريرك الكبير الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي وضع بهمة عظماء التاريخ حجر الأساس، الذي أدى من خلال روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانتفاضة جماهير الشعب اللبناني في ثورة الارز التاريخية الى إخراج جيش الاحتلال الأسدي وكابوس مخابراته الفاسدة من لبنان، مؤكدا بحكمته وهمته ووطنيته ورعايته وصواب نظرته مقولة "مجد لبنان اعطي له".
ولكن وللاسف فإن تصريحات ومواقف البطرك الراعي والهفوات والزلات التي يقع بها ومنذ انتخابه تزعزع هذا المجد مرة تلو الأخرى.
وكأن هناك قطبة مخابراتية سورية مخفية في حياة الراعي او ان هناك شبيحة من وراء ستار تدفعه الى تصاريح ترقيعية مرفوضة أخلاقيا وسطحية فكريا وضعيفة الحجة سياسيا وغير مقبولة جملة وتفصيلا انسانيا وليس هناك أي مبرر على الاطلاق للإدلاء بها.
فالحكمة وفقط الكلمة المتوازنة الموزونة يجب ان تخرج من فم البطرك وليس أي كلام يتراجع عنه او يحوره أو يحاول الدفاع عنه محشورا بعد أيام.
كيف لا والبطرك الراعي في مقعده الدافئ الوثير يتكلم الكثير دفاعا عن الشرير دون ان يلحظ بكلمة واحدة عذابات الشعب السوري المصلوب على خشبة نظام فاسد دموي لاإنساني حقير
فتصريح الراعي للموقع الالكتروني لرويترز ليست سقطة او هفوة او وزلة ولسان، وانما كلام بعنوان له ثقله في الميزان صدر عن بطريرك الموارنة في لبنان صاحب شعار شركة ومحبة.
وهل من يرفع هكذا شعار ممكن ان ينزل الى هكذا مستوى في الكلام ويدافع ولو مواربة وللمرة الثانية الأولى كانت في فرنسا ولم يتعظ ويكررها الآن في لبنان عن المجرم قاتل الأطفال بشار. يتبع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهادة العفاريت الزرق
موجيكي المنذر ( 2012 / 3 / 7 - 13:42 )
1- أرجو من الكاتب إيراد دليل واحد، واحد فقط، يثبت فيه ادّعاءه لحادثة قلع أظافر الأطفال في درعا، هذه القصة الخرافية التي يقذفها الكاتب وغيره في وجوهنا كلما تكحلّت عيوننا والمقل بمقالة جديدة له أو لهم. وأرجو أن لا يكون الدليل هو: قال فلان عن لسان علان عن ذمة فلتان، علماً أن إمكانية بث مقطع فيديو على شبكة الأنترنت تحتاج لوقت وجهد أقل من وقتي وجهدي المبذول في نقر تعليقي هذا، وعلماً أيضاً أنه يتوافر في سورية ملايين أجهزة الموبايل أم الكاميرا، وعلماً أيضاً وأيضاً أن شبكات تلفزة كثيرة كالجزيرة مستعدة على مدار الوقت لاستقبال وبث هكذا مقاطع دون التثبّت من مصداقيتها!

2- لو جاءت الشهادة بعكس ما يتمنى ويشتهي السيد الكاتب ليس فقط من البطريرك بشارة الراعي، وإنما من الإله السماوي ذاته وغيره من الآلهة المعروفة، لما توانى السيد الكاتب عن الطعن بمصداقية وموثوقية هذا الرأي... الإلهي!

3- نرجو من كتّابنا العرب الكرام في هذا الموقع وغيره الترفع والتعالي قليلاً عن شحن الكلمات والجمل والتراكيب اللغوية بشحنات الحقد الأسود الأعمى اللامبرر، لا لشيء يذكر إلا لحفظ القلة القليلة المتبقية من المصداقية والحياء


2 - العزيز موجيكي
سعيد علم الدين ( 2012 / 3 / 7 - 17:32 )
ان من يكسر الاصابع ويقبع الحناجر يصعب عليه قلع الاظافر؟ النظام الاسدي ملأ سوريا دماء ومجازر وتريد مني دليل والدلائل كلها موثقة حتى ضمن الاقمار الصناعية التي كشفت حجم ما يتعرض له الشعب السوري . وسينتصر الشعب السوري الجبار على القتلة الانذال


3 - إلى من يشكك بسفالة النظام
سمير البزرة ( 2012 / 3 / 8 - 07:53 )
يعني لازم الضحية والمسحوق يقدم دليل
وبنفس الوقت القاتل غير مضطر لتقديم أي شيء غير القمع والقتل
يطلبون دليل ضد القاتل هو أصعب من دليل الإسلام على الزنا
وحتى الأفلام التي تأتي من الجيش العقائدي لاتعجبهم وهي التي يبيعونها من ضمن عملية تشبيحية مزدوجة يكسبون بها المال، ويوصلون رسائل عن مدى القذارة والإجرام الذي يمكن أن يقوموا به ضد ابناء الشعب الذين يفكرون بمجرد حلم إنهاء هذا النظام القاتل

أيها المشككون
نحن مللنا وهرمنا ولنا حق أن نغير حاكمنا غير الشرعي الذي جاء على ظهر دبابة بعثية
وإن كان الخوف أن يحكمنا السلفيون أو ضراب السخنيون فنحن مستعدون لهكذا مخاطرة فهي أفضل من الستاتيك القائم ومن هدر الكرامة غير المسبوق الذي يقدمه هذا النظام السافل للشعب (ولا أقول شعبه لأن هكذا نظام ليس وطنياً ولا سورياً) وإن هذا الشعب العظيم لقادر على طرد أي حكم غير وطني، رغم أنني متأكد أنه لن يكون هناك حكماً لسوريا بمستوى خيانة آل الأسد وعصاباتهم وشبيحتهم

والسيد موجيكي يعلم أن جسم النظام لبيس وقلع أظافر أطفال أو غيرهم أسهل على قطعانه المنفلتة من شربة ماء
فكفانا محاضرات وتشكيك سخيف
تحية للكاتب

اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس