الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول العنف الأُسري -2-

عمار مها حسامو

2012 / 3 / 7
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة



الإغتصاب الزوجي :
دُعيت عبر الفيسبوك إلى مظاهرة سلمية في لبنان بتاريخ 14 كانون الثاني 2012 للمطالبة بإقرار مشروع قانون العنف الأسري دون المماطلة به للهروب من المادة التي تقضي بتجريم الإغتصاب الزوجي و بعض المواد الأخرى المتأصلة في العرف .
رفضاً لشرعنة الإغتصاب و للمطالبة بقانون يجرم التحرش الجنسي في إطار المجتمع بشكل عام و في إطار الأسرة بشكل خاص ، فالبعض كان متحفظاً حول النوع الثاني " الإغتصاب والتحرش في إطار الأسرة " الإغتصاب الزوجي .
يُعرّف الزواج في اللغة على أنّه الإقتران والإزدواج ، زوّج الشيء أي جعله زوجاً " اثنان " وأقرنهما ببعض ، لكن اصطلاحاً يختلف تماماّ عمّا هو عليه في اللغة ، فالزواج هو عبارة عن عقدٍ اجتماعيٍ طرفيه هما الذّكر والأنثى ،عقدٌ قائمٌ على التوافق والإنسجام العقلي ، العاطفي والمنطقي وعلى أساسه يتكاثر الآباء فتتشكل الأُسر التي تكون البُنية التحتيّة والأساسيّة لنشوءِ المجتمعات السَّليمة في حين توافرت تلك الشروط السابقة .
طالما اعتبر الذكر الأنثى ملكاً له ويحق له التصرف بها كما شاء من بيع ، إجارة ، قتل ، ضرب وإغتصاب ، فله الحق أن يطأها متى شاء و إن لم ترغب ، بل ويطالبها القانون و العرف أن تكون لقمة سائغة له متى أراد أن يأكلها فرغبته الجامحة لا يمكن لها أن تُكبت ولا أن يحد منها ، وهي كالآلة لها أن تُجيب مالكها متى أراد استخدامها فإن عصته فرض جبروته عليها ، و إن أوقفت عن العمل استبدلها .
تم ابتكار الأعضاء التناسلية الإصطناعية " المهبل الإصطناعي و القضيب الإصطناعي " من أجل تلقيح و ضبط عملية التكاثر عند الحيوانات ، يُستفاد منها بالحصول على البويضات و المني من الأنثى و الذكر كي يتم التلقيح الإصطناعي " اللا طبيعي " فما كان على البشر سوى الاستفادة من هذه الدُمى البلاستيكية و إعداد دُمى أُخرى لمحاكاة العملية الجنسية الحقيقية ، تناسب الإنسان و حجم أعضائه ، بأشكال وحجوم مختلفة وألوان مثيرة و مزايا تشابه مزايا الأعضاء البشرية من ناحية تردد الرعشات و إفراز السوائل المخاطية و يمكن ضبطه من ناحية الشد والإسترخاء ، كما يمكن أن تستخدمه عن بعد ، لا سلكياً أيضاً .
الإنسان ليس كتلك الدُمى لك أن تقوم بضبط تردد الإرتعاشات ، طول أعضائه و قطرها و مقدار السوائل المخاطية ، فالعلاقة الجنسية عبارة عن مجموعة تفاعلات هرمونية ، شعورية وجسدية فتلك الإيماءات و الأصوات ليست عبارة عن بروفا لمسرحية ذات اعداد وسيناريو إلا اذا مورس الجنس مع تُجاره .
المعاشرة الزوجية السليمة ليست عبارة عن عمل ميكانيكي بل أساسها زواج ناجح و مقوماتها قبول و موافقة بين الطرفين في وسط من الراحة النفسية و المداعبة المتبادلتين ، و إن لم يتوفر ذلك فالعلاقة شهوانية وبالإكراه إي الإغتصاب .
ففي ملف زواج الصغيرات تستقبلنا نجود علي الأهدل الطفلة اليمنية ذات ثمانية سنين ، لم يبلغها الحيض بعد ، طفلة تهوى اللعب في أزقة الشوارع ، ترغب بالدراسة والحصول على الإجازة في الحقوق أو الصحافة ، في وجهها ترى القوة والجِرأة كجبال العيبان في وعرها ، زوِّجت في الثامنة بشابٍ يبلغ من العمر ستً وثلاثين عاماً رتبّت لها أمها شعرها الطويل واصطحبتها إلى بيت زوجها ، لبّستها الفُستان الأبيض ، نجود لم تفرح بالفستان الأبيض وطرحته المُنسدِلة كباقي الفتيات ، فبكت .
اغتصبها عدّة مرات أرادت الهروب فكان خوفها الوحيد من أهلها ، لتتجرأ وتذهب إلى المحكمة وحيدة تُطالب بالطلاق والخلاص ، طُلِّقت بعد أن أصبحت قضيتها قضية رأي عالمي وعربي ... لها ما أرادت التخلص من العبوديّة الزوجيّة ، نجود ليست الحالة الفريدة في زواجها فهناك أروى وريم والكثيرات ، لكِنها كانت الفريدة في جرأتها وقوتها ، لم تتخلى عن طفولتها و إنسانيّتها .
زواج الصغيرات ليس بالعقد الاجتماعي السليم و الصحيح ، عقد خال من الإنسانية ، الطفلة لن ترغب الجنس ، فسارق الطفولة لابدّ له أن يكرس حيوانيته ، فلن يعاملها كإنسانة .. فيغتصبها .
اعتُقِد سابقاً أنّ المرأة سلبية في الجنس فهي تتلقى و تستمد متعتها الجنسية من الذكر " الإيجابي جنسياً " ، لكن الدراسات الحديثة في علم النفس تؤكد أن المرأة تمتلك " أورجازم جنسي "Sexual orgasm " وتمتلك رغبة و نشاط جنسي كالذكر تماماً .
فالأنثى ليست عبارة عن آلة صينية المنشأ ، سهلة الاستخدام ، متوافرة بكثرة ، تُشترى و تُباع بثمنٍ زهيد ، يُمكن الإستغناء عنها بسهولة واستبدالها بأُخرى أسهل إن كثُرت أعطالها أو مللتَ منها ، تسبدلها بالإنتاج الأحدث ، هي إنسان له ما للذكر من مشاعر و رغبات .
يمتلك المغتصب عقدة الذكر فيرى باغتصابه لزوجته تثبيت لقوته وذكوريته فهو الآمر الناهي وعلى ذلك يجب على زوجته أن تكون له متى أرادها وكيفما أرادها ، في مصر انتشرت ظاهرة لمداعبة جنسية من نوع آخر ففي عش الزوجية يأمر الزوج زوجته بأن تجلده بالسوط قبل ممارسة الجنس فعند إنتهائها من جلده يكون قلبه قد امتلئ غضباً وغيظاً فينفض عليها بعنفوانٍ رهيب .. ساعياً إلى أن يقتص منها .
عندما يقضي المُشرع بحلاليّة اغتصاب الزوج لزوجته إن لم تكن راغبة في ممارسة الجنس في ذاك الوقت ، فإنه يعتبر عقد الزواج عبارة عن صك تجاري ، بيع وشراء ، إجارة ، تنازل أو مقايضة .

يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال


.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا




.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة