الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة هي الضحية دوماً

أسماء الرومي

2012 / 3 / 8
الادب والفن


حين كنت أقرأ الأخبار في إحدى القنوات السويديه،كان أحد الأخبار المنشورة
عن ولية العهد للسويد،فقد رزقت ببنت في الصباح الباكر من ذاك اليوم،وكان
ذلك قبل أيامٍ قلائل،أسعدني الخبر وقلتُ معلقة:أشرقت الأميرة الصغيرة ومع
الفجر لتطل بإشراقةِ وجه والدتها الصبوح.عدتُ لأستمر بقراءة الأخبار،لفت
نظري خبر يقول،لقد زاد عدد النساء اللواتي يلجأن إلى عمليات
الأجهاض،حين يكون الحمل بنتاً.
وهذا ينقلني للقاء أجرته إحدى القنوات الأنكليزية قبل فترة قصيرة،مع طبيبة أطفال هندية
تعيش في الهند.تلك المرأة كانت متزوجه من طبيب وتعيش مع عائلته،وحين
عرفت أم زوجها بأنها حامل وكان حملها الأول،أخذت تلح عليها بوجوب
إجراء الأشعه اللازمه،لمعرفة جنس الجنين
في الهند أمهات الأزواج يتحكمن في عوائل أبنائهن،وهذا إعتيادي هناك،كانت
الزوجه ترفض رفضاً قاطعاً إجراء مثل هذا الفحص،فهي تعلم كراهية أكثر
العوائل لأنجاب البنات حتى صار إجراء عملية الأجهاض حين يكون الحمل
بنتاً،أمراً إعتيادياً جداً،ورغم إن الدوله منعت إجراء الفحص لمعرفة جنس
الجنين،إلا أن ذلك لم يمنع شيئاً مما يجري،إذ بدفع مبلغ لايزيد عن عشرين
دولار للطبيب المختص تستطيع أي امرأة إجراء الفحص
عادت أم الزوج لتلح على زوجة ابنها لأجراء مثل هذا الفحص حين حان
الوقت ولكن الزوجه أصرت على رفضها القاطع.لجأت الأم إلى حيلة بعد أن
إتفقت مع الطبيب المسئول
كانت الزوجه تشكو من حساسية شديدة من البيض فهي لاتستطيع أكله
وضعت أم الزوج البيض أثناء إعدادها للطعام،أدى ذلك إلى نقل الزوجه
الحامل إلى المستشفى،وهناك وهي في حالة من الأعياء الشديد أجري لها
الفحص،بالأتفاق مع أم الزوج بعد أن دفعت مايلزم للمختص.تبين إن الزوجة
حامل بتوأم من البنات،أخذت الأم الكبيره تطلب وبإلحاح إسقاط االحمل ولكن
الطبيبة كانت ترفض رفضاً قاطعاً،لجأت الجدة إلى أساليب كثيرة لتتخلص
من حفيداتها،حتى إنها كانت تلجأ إلى تجويع زوجة ابنها،والأبن الطبيب
يسمع ويرى ولكن القيادة هي للأم الكبيرة
يسير الحمل إلى نهايته وتلد الزوجة إبنتيها ،وحين بلوغ الطفلتين أربعة
أشهر ،أخذت الجدة إحداهن وبلا أي إيعاز من ضمير،رمتها من أعلى الدرج
محاولة قتلها،فقد كان يغيضها جداً أن تكون جدة لفتاتين،أدركت الأم ابنتها
وبعد بذل كل ماتستطيعه كطبيبة أطفال عادت الأبنه لصحتها،وكانت قد أخذت
إبنتيها لتعيش بعيداً عن الزوج وجحيم أمه
حين انتهت هذه الأم من سرد قصتها إلتفتت إلى أحدى ابنتيها الجالستين بقربها
قائلة:كنت أنت ياابنتي من أرادت الجدة التخلص منك،ولكني لن أدع أحداً
يؤذيك وأختك مادمت حية، أجابت الطفلة شكراً لك ماما،أحبك،كان عمرها
ست سنوات
في الهند وصل عدد البنات اللواتي يفقدن سنوياً حوالي أربعون مليون طفلة
من ضمنها عمليات الأجهاض،وقد وصل في بعض المناطق نسبة الذكور
ألف لكل ثلاثمائة أنثى،وهذا التخلخل بنسبة الأناث والذكور صارت تعاني
منه الصين أيضاً،بعد أن أجبرت العوائل على إنجاب طفل واحد،والكثير من
العوائل صارت تبقي الجنين الذكر
هذا الذي يحدث يعيدني لأحدى المناطق البعيدة في العالم والتي لم أعد أذكر
اسمها،كان أحد أبناء هذه المنطقة الصغيرة يدرس في لندن مع قريب لي.في
تلك المنطقة زاد إنجاب الذكور،وصارت العوائل لتزوج أحد أبنائها يجب أن
تدفع الكثير لأهل الفتاة،وصار عدد كبير لايستطيع دفع مثل هذا المبلغ،لجأ
العديد من العوائل إلى إيجاد حل لهذه المشكله،أن يشترك الأخوة بزوجة
واحدة،وطبق هذا الحل وكان أحد الأزواج حين يختلي بالمرأة يضع نعليه
عند باب الغرفة،والأبناء الذين تنجبهم تلك المرأة،إن كان الأب موجود
فباسمه أو باسم الأخ الأكبر
إني أتساءل إن كانت تلك المرأة تتباهى بفحولتها مثلما يفعل الرجال،تلك
المسكينه التي تجبر حتى أن تعيش ضد تكوينها الطبيعي،فأي عالم مجنون
7/3/2012
ستوكهولم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان