الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق ( مين اللى سارق ومين مسروق )

محمد منير

2012 / 3 / 8
كتابات ساخرة


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتا على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه «مكتوب».

سرت فى الشارع أحمل همى المتصاعد بفعل الحاجة وضيق ذات اليد الى الحد الذى تجاوز قدرتى كمسروق أزلى وخبرتى بالصبر والرضا .
تذكرت مشاهد عملى فى أماكن كثيرة وصراعات الاستغلال الابدى الذى الذى مارسه عليا أصحاب العمل وتمتعت به بفعل إيمانى بالقدر واقتناعى بدورى الذى خُلقت من أجله .
تصدر ذاكرتى حوارات موظفين مصنع الورق الذى عملت فيه عامل نظافة لمدة شهور نلت فيها أجراً هزيلاً يتناسب مع خبراتى كمغبون قديم وكان معظمها حوارات فلسفية لموظفين وأصحاب رواتب ودخول مرتفعة ولهذا اتسمت بالرحابة والوسع والبحبة والجراءة والانطلاق فما أبدع أن تتكلم وتتفلسف وجيبك دفيان وبطنك مليانة وعيالك مستورين .
من أهم الحورات التى قفزت الى ذهنى وانا هائم فى الشارع التى كانت تدور بين هؤلاء الموظفين حول الفقراء وأهمية حل مشاكلهم والعطف عليهم وضرورة حل مشاكلهم ومعظمها حوارات دارت حول موائد غذائية فخمة من أجود المأكولات وأغلاها ، لهذا كانت حوارات دسمة .
من ابرز المتحدثين عن هموم الفقراء " الاشعث بدين " وهو موظف من ذوى الدخول المتوسطة يحظى بحب زملائه واستهتارهم به وبخبراته التى لا ينكرونها ولا يقدرونها حق قدرها ، كان "الاشعث" دائما ما يردد أن للفقراء الحق فى انتزاع قوت يومهم وستر عيالهم ولو بالسرقة ،فالسرقة من وجهة نظره فى هذه الحالة عمل ثورى وليست لصوصية .
تداخلت كلمات "الاشعث" مع همومى وحاجاتى وضيق ذات يدى واستنفرت عزيمتى فنفضت عنى نصيحة المرحوم جدى بأن أعيش وكأنى مش مسروق وقررت أن اعيش واتصرف كمسروق وأعمل بنصيحة "الاشعث بدين" .
فى ذات لحظة التحول فى موقفى لمحت شباك مفتوح فى دور منخفض بعمارة فخمة وبجانبه ماسورة تدعونى للتسلق عليها ففعلت د ون تفكير ودخلت الى الحجرة المظلمة دون تردد لأستعيد جزء من حقى المسلوب ، وبينما أنا اقلب الغرفة بحثاً عن شئ قيم أستطيع تحويلة الى نقود لم أجد سوى جاهزين لاب توب وبضعة موبايلات فقررت أن احملهم وقبل أن أفعل سمعت أصوت تتجه للحجرة فأختبأت أسفل السرير .
تجمع خمسة اشخاص حول مائدة بجانب السرير وعليها كباب رائحتة شهية وبضعة زجاجات مشبرة من البيرة ولمحتهم من وراء اطراف ملاية السرير الذى اختبأت اسفلة ففوجئت انهم بعض من الموظفين الفلاسفة فى مصنع الورق ومعهم "الاشعث بدين" ودار بينهم حوار البيرة المشبرة حول مشكلات الفقراء وهل من حقهم انتزاع حقوقهم ولو بالسرقة وتكلم "الاشعث" مصهللا بفعل كئوس البيرة والمزة واللحم قائلاً "ما فيش حاجة اسمها تكوين حرامى وتكوين شريف والأخ لمبروز اللى وضع ملامح ثابتة للمجرمين ده حمار والانسان ابن ظروفة فإذا وضعته فى ظروف وبيئة سوية كان سوياً وإذا وضعته فى بيئة منحرفة وحاجة دائمة كان منحرفاً لهذا لا يجب أن نقسوا على السارقين من الفقراء والمساكين الم يرفع عمر بن الخطاب حد السرقة عن الذى يسرق قوته ، الم يقل ابو ذر الغفارى عجبت ممن لم يجد يومه ولم يخرج شاهراً سيفة ، يجب أن نغفر لهم ونسامحهم ونتبناهم ، موافقين على اللى بقوله ؟ ".. هز الجميع روؤسهم فى موافقة صامته مترنحة أما أنا فقد لطشتنى كلمات "الاشعث" وبغبغته بعد أن لمست قلبى وظروفى وحاجتى فى الوقت الذى لمست فيه رائحة البيرة عقلى فخرجت لهم من تحت السرير صارخاً فى تأثر " أنا أهه اللى بتتكلمه عليه يا احبائى ، انا مسروق الغلبان خدونى فى حضنكم" .. نظروا لى مندهشين ثم اجتمعوا على صيحة وسباب وقبضة واحدة وأوسعونى ضرباً وسلمونى للقسم الذى حولنى للنيابة بتهمة سرقة منزل وعادوا وأكملوا سهرتهم وحوارهم حول ضرورة التماس الأعذار لأصحاب الحاجة .
فى الحجز بكيت وانا اسأل " مين اللى سارق فينا ومين مسروق " لكنى عدت وقلت كعادتى " قضا أحسن من قضا " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان