الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأجل تصحيح المسار اليساري- الحلقة الأولى

بوجمع خرج

2012 / 3 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لقد علم أبناء تربية الأحزاب الوطنية المؤمنين بالفكر والتوجه كخيار وجودي مؤسساتي اكثر من ما هو بحث عن مواقع للإستعراض الإيديولوجي منذ بداية الثمانينيات أن هذا الأخير أي الإيديولوجي سيتراجع امام الإقتصادي بحيث لوحظ تنامي البرغماتية في الوعي المجتمعي تحت قهرالحاجة التي أصبحث تؤثر بشكل قوي في سلوكات المواطنين. ولعل ما في المسألة من اشكالية هو أن هذا يقع في ظل ضعف وهشاشة المؤسسات المهيكلة للدولة خاصة وان آلياتة تدبيرها كانت تخضع لمزاجية المسؤول حينها كان الصراع قويا في ما يتعلق بإثبات الذات بين الهيئات والمنظمات والدولة وللأسف إنه الحال نفسه هو الذي لازالت تعاني منه هذه المؤسسات.
وفي هذا السياق أذكر بكلام للرئيس الفرنسي الراحل فرونسوا ميتران لما اختلف مع رفاقه وهو يتولى مسؤولية الدولة الفرنسية ومهمة استكمال الاتحاد الأوروبي جاء فيه:
" لم يعد هناك سوى هامش ضيق للإديولوجي وعلينا أن نفكر في كيفية توظيفيه"
ربما لأنه كان يعلم على أن المعلمات paramètres ستتغير بما قد يسبب عقما أو انحرافا للقوى اليسارية لذلك نهج استراتيجية تقنعه من باب اللذنة la plasticité العظوية -أكثر من التعصب النمطي أو التحول المشوه- وهو نفس الأسلوب الذي أنهى به السيد اليوسفي مشواره المؤسساتي وكذلك السيد بنزكري رحمه الله.
إن أهم ما يمكن استخلاصه من هذا هو أن اليساريين المغاربة وقعوا في تيه بين التعصب المذهبي والتحول المشوه ولم يتوفقوا في كسب رهان الانخراط في تقاسم المسؤوليات والاستفاذة من الهامش الديمقراطي والسوسيو اقتصادي على علة شروط التفعيل السليم للقيم الكونية مما سبب انحرافات لدى جميع اليساريين.
طبعا لا يقصد هنا الانحراف بما يعني الزندقة الإديولوجية ولكن يقصد به الخروج عن الخطاطة التفكيرية المنشئة للمفهوم اليساري والتقدمي بما لحق تشوها للقيم اليسارية ولعل السبب الأساس هو هواس المقاعد المجالسية والجماعاتية والحكومية الذي جعل "كل الوسائل مقبولة" يطغى وجدانيا بحيث شاهدنا في الأحزاب التي التحقت بالتناوب ظهور نماذج لاعلاقة لها تربية وتفكيرا بالفكر اليساري والتقدمي تحظى بتزكيات انتخابية أحبطت المناضلين الشرفاء كما لاحظنا تفشي العشائرية الحزبية clanisme politique إلى درجة القبلية في الحزبية جنوبا وتولي قيادة المقرات الحزبية اليسارية من طرف مفسدين ورجعيين ومتآمرين على الشأن العام وعلى قيم الدولة وأخلاقيات المواطنة. وفي هذا أذكر على سبيل المثال ما يقع في الجنوب كما هو الحال في جهة وادنون. وإذ أذكر الأشياء بأسمائها وبمسؤولية فلأن الوقت حان لإعادة تنظيف وترتيب البيت اليساري بعد أن أفاذت التجربة على أن استدامة الفعل الإدماجي والتحديثي اليساري والتقدمي ليست في البحث عن المقاعد البرلمانية والحكومية ولكنها في المواقف والتربية المؤسساتية المجتمعية دلك ان النخبوية بغير الكفائة الفكرية والممارسة الميدانية هي ذاتها التي أدت بابتعاد الإشتراكيين عن المجتمع.
فاما بالنسبة للأحزاب التي التزمت بالخط الايديولوجي في قيمته المطلقة فلقد لوحظ تعصبا أكثر منه تشبثا بالقيم اليسارية لدى نماذج تتلذذ بالمثالية في موقف رومنسي ينتظر الشروط المثالية للدخول في ساحة المعركة علما أن اليساري يفترض فيه أن يكون دوما في قلب الميدان المجتمعي لأن الفكر اليساري والسلوك النضالي نشئ في الميدان والحقل والممارسة اليومية للشأن العام منذ بدايات التنظيم البشري وإن صحيح أن عقلنته وأكاديميته تتوقف على الكم المعرفي والتراكم العلمي بما يعني مستويات الذكائات المجتمعية المشخصة في المؤسسات وليس في مقاعد البرلمان والحكومة فقط أو في المقاهي ومقرات تبكي الأطلال وفيسبوك افتراضي الحقيقة كاشف لعورة الشعوب أكثر من ما هو كاشف لمختبرات صناعة الأحداث وصناعة الأذواق وتلفيف السلوكات وغسل العقول بأوساخ لبرغماتية في سلبياتها الأكثر تفعيلا في السوق كتوجه حالي عولمي.
وعن الذين تحولوا من اليساريين فلقد لوحظ فيهم من أضاع مشيته ومن فقد توازنه ومن استغرب عن هويته الفكرية بشكل يحرج الوعي المواطن المشترك في البحث عن المناصب ولربما هم من يعتبرون بين الحمار والبغل في مفهوم الحداثة التي تحمل أسفارا حسب خطاب قيادة الحكومة الحالية في لقاء خاص على أمواج القناة الوطنية.
وعموما يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن لليسار أن يعد العدة لدخول المنافسة أو حتى المعركة في حالة تلاشي قيم التعاقد الكونية والاقليمية؟
اعتقد على أن هناك ثلاث متجهات تأليفية وإنشائية أساسية بحيث الأولى تعني الفكروالخيارات, والثانية تعني المنهجية والفعالية ,وأخيرا الشكل والوظيفة.
ولعل ما أتلف التناغمية والإنسجام بين القوى اليسارية هو ذلك المتمثل في متجهة الشكل والوظيفة (سنعمق النقاش فيها لاحقا) لذلك يلاحظ التفرقة والتشنج في الجسد التقدمي بما يتناقض والمبدء الجوهري أو الدائم. فأما عن ما يتعلق بالخيارات والمنهجية فإن الاختلاف فلا يمكنه إلا أن يكون موضوع المنافسة داخل التنوع اليساري أكثر من ما هو موضوع درامي ينتهي بالتفكك وموت الابطال,,, الخ
إن التغيير لا يأتي من جهة دون أخرى ولكن وإن صحيح أن الفعل التغييري هو قرار يأتي من قمة الهرم لكنه يتوقف على القاعدة بحكم أنها هي "الأمة" وهي الشرعية التي تبرر وجود الأعلى. ولربما لأن المشكلة حاصلة على مستوى الشكل والوظيفة لذلك ضاعت معلمة التناوب التفاعلي وهو ما لم يسمح باكتمال تجربة حكومة التناوب التي اعتبرها مجهضة أكثر من ما هي فاشلة.
ومنه فإذا اليوم يتفق الوعي الكوني والعالمي على أن الالفية الثالثة هي بالضرورة حتمية السوسيو اقتصادي بعد صراع ايديولوجيات يفترض أن يكون في نفايات التجربة البشرية وإن للأسف لازال سلاحا (الصراع) لعدد من منظري القوة العالمية السائدة كالسيد ليو ستراوس والذي يعتمده ضعفاء الهوليغارشيات الوصوليين الغارقين في بريستيج مصطنع والمختمرين بالنرجسية الليبرالية المنحرفة عن مجتمعيتها كما يزعمها منظريها القائلين بالليبيرالية المجتمعية ... فإن الدعوة موجهة لجميع اليساريين لأن يفكروا في هذا السياق لخلق تكتل" رفيع الثقافي" اليساري للتأسيس إلى قوة متجددة متعددة الوظائف وقابلة للتكيف مع مختلف الوضعيات علما أن الاستراتيجيات الدولية في هذا المنحى تضع القوى المتضادة أمام بانوراما واحدة وطاولة واحدة كما هو الحال بين الصين الشعبية والولايات المتحدة من جهة والإتحاديات الروسية وألمانيا الإتحادية وفينزويلا وإيران... يتبع
بوجمع خرج – من كلميم
مؤطر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله: قصفنا 9 مواقع إسرائيلية وهاجمنا بسرب من المسيرات م


.. أعمال شغب في باريس خلال مناظرة مناهضة لليمين المتطرف




.. احتجاجات -الحريديم- تتحول إلى أعمال عنف في القدس


.. نتنياهو سيعلن خلال أيام نهاية عملية رفح.. ووزير الدفاع يقول:




.. ترقب للجولة الثانية من الانتخابات بين بزشكيان وجليلي| #غرفة_