الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية الخوف الثالثة

سمير عادل

2012 / 3 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قتل الايمو وسياسة خلق الازمات في المجتمع
حل محل قتل العمال والنساء والطلبة والاطباء والاساتذة والصحفيين وصاغة الذهب، حل قتل الايمو الذي وصل عددهم الى 90 شخص من الشباب ذكورا واناثا خلال اقل من اسبوعين. وابدعت العصبات المجرمة هذه المرة في وحشيتها حيث تمت عمليات القتل بسحق رؤوس الضحايا بالبلوكات الاسمنتية.
من المسؤول عن هذه العمليات التي تحدث امام مرأى رجالات الشرطة والامن وعلى مسمع العالم وفي وضح النهار؟!!

في اعوام السبعينات من القرن الماضي كان يشغل مركز محافظ بغداد رجلا يدعى خير الله طلفاح وهو خال الرئيس السابق صدام حسين، وكان من بطولات هذا المحافظ الذي ينافس محافظ بغداد اليوم صلاح عبد الرزاق هي تنظيم الكمائن في الشوارع بواسطة سيارات النجدة التي كانت توقف النساء اللواتي يرتدين التنوارات القصيرة والمعروفة انذاك ب(المني جوب والمكسي جوب) ويقوم رجال الشرطة بصبغ سياقنهن باللون الاسود ليردعهن عن لبس هذا النوع من التنورات. وكان ايضا يتم توقيف النساء اللواتي يرتدين بنطلون (الجالس) ويعمل على قص البنطلون من الاسفل. وفي اعوام الثمانينات استلم شخص اخر ويدعى سمير الشيخلي منصب وزير الداخلية لينظم حملة على شباب مدينة الثورة الذين عرفوا عنهم بأرتدائهم الزي الغربي بأحدث موديلاته ليعتقلهم او يمزق ثيابهم ويقص شعرهم، ثم مالبث ان استلم نفس الشخص منصب وزير التعليم العالي حيث عبث بالجامعات العراقية يما يعادل ما يعبث يه اليوم علي الاديب وزير التعليم الحالي.

قبل اكثر من شهر اصدرت وزارة الدخلية في العراق تعليمات تقضي بملاحقة الايمو. والمفاجأة اعلن الناطق الرسمي بأسم الوزارة نفسها في 8 اذار 2012 بأن وزارة الداخلية تعتبر ظاهر الايمو هي جزء من الحريات الشخصية وان البعض بالغ حول قتل الايمو. ولكن لم تقل الوزارة لنا لماذا اصدرت تلك التعليمات قبل شهر ومن يقف وراء قتل الايمو؟
عندما تواجه اية حكومة ازمة سياسية وتشعر بأن مكانتها قلقة وآيلة للسقوط او غير مستقرة وعندما تتجه سياط غضب الجماهير نحو الفساد والفقر والبطالة، فليس امام تلك الحكومة الا سياسة خلق الازمات في المجتمع مترافقة معها سياسة ارهاب المجتمع. هكذا كانت حكومة البعث في اعوام السبعينات الذي اطلق العنان لمحافظ بغداد وقبله اعدمت 13 شخص في ساحة التحرير في عام 1969 بذريعة انهم جواسيس لدولة اسرائيل ليأتي بعده قضية ابو طبر ثم قصة المصارع عدنان القيسي وبعد ذلك خلق ازمة البيض والزجاجيات والدجاج والمعجون.....الخ

بعد تظاهرات 25 شباط وعد المالكي جماهير العراق وخلال 100 يوم بأنه سيعمل على تحقيق جميع المطالب العادلة التي رفعت في يوم 25 شباط من توفير الكهرباء وفرص العمل والسكن وزيادة الرواتب وزيادة وتحسين كمية مفرادت البطاقة التموينية والقضاء على الفساد....الا انه وخلال وبعد 300 يوم ابتدع قصة عرس الدجيل ليعدم اناس مثلما اعدم 13 شخص بتهمة التجسس لصالح اسرائيل سابقا وبعد ذلك وفجأة طفت على السطح قضية الهاشمي والمطلك وبين هذا وذاك تحولت الحكومة العراقية وبرلمانها الى مدافعين عن حرية الشعب البحريني.
واليوم برز على المشهد الامني العمليات المجرمة التي اودت بحياة 90 شاب وشابة. واذا عدنا الى اعوام 2006-2008 وتحديدا بعد تفجيرات سامراء حيث امتلئت شواطئ بغداد وازقتها وشوارعها بجثث المئات من مجهولي الهوية مثلما حدث في شوارع سلفادور وتشيلي وكولمبيا في الستينات والسبعينات من القرن المنصرم..وكان ابطال تلك الجرائم يعرفون ايضا مثلما هو الحال في العراق بفرق الموت.
ان سياسة قتل الايمو بهذه الطريقة بعدما فشلت سياسة فرق الموت بترويض المجتمع العراقي هي من اجل اخضاع جماهير العراق للحيلولة دون النهوض ضد الفقر والفساد وقمع الحريات.
ان السكوت عن هذه الجرائم يعني اعطاء الفرصة لتحويل العراق الى جمهورية خوف ثالثة. فالجمهورية الاولى بدأت بين 1968-2003 والجمهورية الثانية 2003-2011 والجمهورية الثالثة بدأت بعد اعلان انتهاء الاحتلال حيث يسعى حزب الدعوة الحاكم الذي يقود الاسلام السياسي في السلطة بقيادة المالكي عن طريق سياسة خلق الازمات وارهاب المجتمع بسط سيطرته ونفوذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشخيص دقيق
عصام صادق ( 2012 / 3 / 9 - 19:05 )
تحية طيبة
شكرا لكم لهذه المقالة الرائعة , ذات التشخيص الدقيق والصائب وذات التحليل المنطقي


2 - لم اقراء في حياتي مقالا سطحيا كهذا ياسيد سمير
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 3 / 9 - 23:56 )
حينما كنا ندرس قبل حوالي ستين سنه في بلدان اوربا المسماة اشتراكيه
كان يقال لنا ان واحدة من ابرز سمات مجتمعهم هو معرفة كتابة وقراءة الارقام الاحصائية-ربما لان المعلم ماركس كان حاذقا حقا في الكتابة الموثقة احصائيا
الفيلسوف العقلاني العميق الغور بليخانوف تنباء وهو في نهاية القرن العشرين
ان جميع العلوم-وحتى الاجتماعية والانسانية-ستستخدم الارقام في تعبيرها عن مقولاتها ونظرياتها ونصوصها
واليوم ياءتينا صديقنا السيد سمير-وهو يدعي الشيوعية وقيادتها ليتكلم عن الف قضية وقضية دون ان يحتاج الى توثيق او ارقام الا البائسة منها والملفقة -من بين اصابعه-لانه يرى انه وكل مايسمى يسارا في العراق فاشل في تعبئة واستقطاب الجماهير في وقت اصبحت صناديق الانتخابات هي الحكم في الاختيار الجماهيري سواء كان ذالك جيدا او سيئا من وجهة نظر اي منا
ان الاعمى والاطرش يرى ان العراق يتعافى وان بلدا ميزانيته 100000000000
دورا -مئة مليار دولار-حتى لو سرقت نصفه يبقى قادرا ان يوزع الباقي ليكون عيش العراقيين اغنى من الفقر المدقع المحيط به في الجوار
كول غيرها سيد سمير حتى الامن والامان يتحسن فلنكن جديين ونبحث عن سبب خيبتنا بعلمية


3 - تحيه وسلام
فؤاده العراقيه ( 2012 / 3 / 10 - 11:25 )
تحليل منطقي وسليم للكاتب سمير بالرغم من ان الاعمى والاطرش يرى ما جاء في المقال ويعلم بجرائم المالكي جيدا ويعلم بأن الشعب العراقي متضرر جميعه من الحكومه


4 - خلق الازمات وترهيب المجتمع
منى حسين ( 2012 / 3 / 10 - 17:47 )
الرفيق العزيز سمير
تحيه طيبه
ان الاسلام السياسي يبني جمهورية الرعب من دماء الشباب الصغار لانهم يشكلون كلمة الفصل الاخيره بدرب الرفض والتغيير لكن اول اخطبوط لف ذراعه وابتلع الامان في بناء اول جمهوريه للخوف هومن بسط ذراع الاسلام السياسي بالمعارك ليتنهي بالقاعده والارهاب هل سنقطع ذراع هذا الاخطبوط ما العمل انه يبتلع الشباب


5 - لايوجد في العراق لااسلام سياسي ولاذبح للشباب
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 3 / 13 - 18:57 )
يجب علينا بلا حماسيات فارغه ان ننظر للواقع كما هو فعليا بلا تزييف
لايوجد في العراق اسلام سياسي اللهم الا الارهاب البعثي الذي اتخذ اسماء
محلية للقاعدة والابنلادنية مرة باسم دولة العراق الاسلامية واخرى النقشبندية
امى بعض اسماء بعض الاحزاب السياسية كالمجلس الاعلى وحزب الدعوة او منظمة بدر الخ فهي احزاب سياسية تحمل اسماء دينية تعبوية -تماما كما في
اوربا الغربية -ايطاليا والمانيا مثالا واثارها باقية حتى اليوم حيث اكبر حزبين
ليبراليين في البلدين يحكمان حتى اليوم اسم كل منهما مسيحي وذالك بسبب هزات الحرب الثانيه واي منهما ليس حزبا دينيا ولم يكونا-كذالك فاءن القائ
د الوطني الكبير الاستاذ نوري كامل المالكي رجل العلماني الاول في العراق
وانه-كما تسميه الجماهير-عبد الكريم قاسم الثاني وان الاحزاب هذه التي فيها بعض المعممين وزراءها اقل من النصف وان محبوب الجماهير المليونية الزعيم عبد الكريم كان يصلي 5مرات ويصوم ولم يكن حكمه دينيا
المشكله في الانتخابات هل تستطيع احزابنا الدمقراطية التاريخية واليسارية ان تحصل على اصوات الملايين تفوز واذا لا فقد انتهى مع البعث وستالين مفهوم الطليعة والخزعب

اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم