الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدون مؤاخذة-هناء شلبي من ينقذها؟

جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)

2012 / 3 / 9
أوراق كتبت في وعن السجن


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-هناء شلبي من ينقذها؟
لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية توفر الحماية لاسرائيل مهما فعلت، حتى أن قادة اسرائيل يمارسون سياساتهم كيفما يحلو لهم، غير عابئين بخروجهم عن القانون الدولي، أو خرقهم لقرارات الشرعية الدولية، أو انتهاكهم لحقوق الانسان، فالفيتو الأمريكي جاهز لمنع أيّ إدانة لاسرائيل، وهذا دفع اسرائيل بأن تكون عصا أمريكا الطويلة في الشرق الأوسط، بل إن أمريكا نفسها تشكل عصا اسرائيل السحرية التي تنفذ السياسات الاسرائيلية حتى لو تناقضت مع المصالح الأمريكية. فاسرائيل التي تواصل احتلالها للأراضي العربية منذ حزيران 1967، وشنت حروبا ظالمة على دول وشعوب المنطقة بأسلحة أمريكية، لا أحد يتكلم أو يتفوّه عن خطر امتلاكها للسلاح النووي، ولأنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل، بينما تم احتلال العراق وتدميره في العام 2003 بناء على أكذوبة اعترف بها مطلقوها بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل.
وأمريكا تصنف أيّ نظام بأنه شرير إذا ما حاول التصدي للسياسة الاسرائيلية العدوانية في الشرق الأوسط.
وهذا سبب كاف لخلق مشاكل لذلك النظام والعمل على اسقاطه ولو بالقوة العسكرية.
واسرائيل التي لا تحترم أيّ مواثيق دولية، تتعامل مع الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة كرهائن أو كحقول تجارب لسياساتها، فهي تصادر الأراضي وتستوطنها، وتمارس سياسة التطهير العرقي، وتقتل وتبطش وتعتقل كيفما ومتى شاءت، دون أيّ رادع، وهذه المرّة تتنكر لالتزاماتها بخصوص الأسرى المحررين فيما يعرف باتفاقية تبادل الأسرى"صفقة شاليط" فأعادت اعتقال بعضهم. وبما أنها لا تجد تهمة توجهها للمعتقلين لتقديمهم للمحكمة، فإنها تلجأ لقانون الاعتقال الإداري، الذي يتجدد لسنوات بدون تهمة، وهذا القانون ورثته اسرائيل عن الانتداب البريطاني، الذي اعتقل بموجبه بعض نشيطي المنظمات الصهيونية ، ومنهم حاييم شابيرا الذي شغل منصب وزير العدل بعد قيام اسرائيل، ووصف هذا القانون بأنه قانون وحشي يمثل شريعة الغاب، لكنه لم يلغه عندما استلم وزارة العدل.
وجاء الأسير الفلسطيني خضر عدنان ليقاوم هذا القانون باضرابه عن الطعام لمدة 66 يوما، مما هدد حياته بشكل جدّيّ، وها هي الأسيرة هناء شلبي تخوض معركة الأمعاء الخاوية هي الأخرى منذ 22 يوما، احتجاجا على اعتقالها الإداري، وعلى الإعتداء عليها عند اعتقالها بما في ذلك تفتيشها عارية من قبل من اعتقلوها، ومع ذلك فإن من يتشدقون بالدفاع عن حقوق الانسان، ومن يحتفلون بـ"يوم المرأة العالمي" لم يحركوا ساكنا يستحق الذكر دفاعا عن حق هناء شلبي حتى في الحياة، وفي الحرية.
واسرائيل التي تعتبر "العربي الطيب هو العربي الميت"على رأي رئيسة وزرائها الراحلة جولدة مائير، لا تتعامل مع الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب، بل تتعامل معهم كخارجين على القانون، وكأن احتلالها للأراضي العربية قانوني، ومع أنها تتهرب من أيّ متطلبات لتحقيق السلام العادل الذي يحفظ حقوق دول وشعوب المنطقة، لأن المشروع الصهيوني قائم على التوسع، فانها تتذرع بحجة الأمن في تنفيذ سياساتها، مع أنها هي التي تهدد أمن دول وشعوب المنطقة، معتمدة على قوتها العسكرية الطاغية، وما يقابلها من ضعف عربي، وذريعة الأمن الاسرائيلية تسمح لها بضرب أيّ هدف في أيّ دولة من دول المنطقة حتى" ولو كان مصنع أقلام رصاص" في أيّ دولة من دول المنطقة بحجة أن أقلام الرصاص قد تستعمل في رسم خرائط عسكرية، تؤمن بأن من لا يمكن حلّه بالقوة العسكرية، يمكن حلّه بقوة عسكرية أكبر، وإذا كان الشيء بالشيء يقاس، فإن من لا يمكن اعتقاله ومحاكمته من الفلسطينيين بتهمة واضحة، فإنه يمكن اعتقاله إداريا ولسنوات، كعقاب له على نواياه حتى ولو كان فهمهم لها خاطئا، وهذا من أبشع الاعتداءات على حقوق الانسان من دولة تعتبر نفسها ديموقراطية.
من هنا فإن قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، ليست سياسية فحسب، بل هي قضية انسانية من الدرجة الأولى أيضا يجب إيجاد حلول لها، وهذا يتطلب حراكا دبلوماسيا على مختلف الصعد.
9 شباط-فبراير-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف


.. يونيسف للعربية: لا مكان آمنا في لبنان




.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي


.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا




.. -الخسائر بلبنان غير مقبولة-.. المتحدث باسم الأمم المتحدة: أو