الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر

نزار جاف

2005 / 1 / 14
الادب والفن


کنت واحدا من ضمن النقاد المسرحيين الثلاثة الذين کلفتهم وزارة الثقافة في حکومة أقليم کوردستان بکتابة بحث تقييمي حول الفنان أحمد سالار بمناسبة تکريمه ، وقد سررت للامر کثيرا فقد کنت من الذين واکبوا جانبا من العطاء المسرحي الواسع لهذا الفنان و إسهاماته الجادة من أجل بناء مسرح کوردي جاد و بناء بمقدوره عکس و إستيعاب حاجيات و إرهاصات المجتمع الکوردي . أحمد سالار الذي نال الشهرة الجماهيرية العريضة من خلال فرقة المسرح الکوردي الطليعي و باکورة نتاجاتها الجادة التي ساهمت الکثير في بلورة وعي سياسي ـ ثقافي بخصوص الواقع الموضوعي للمجتمع الکوردي ، کان و لايزال إسما لامعا في سماء المسرح الکوردي الملتزم ، وقد بذل قصارى جهده من أجل رسم ملامح مسرح کوردي أصيل و معاصر . وتجلت دعوته للاصالة بتعمقه في التراث الثقافي و الفکري للشعب الکوردي و سبره أغوار الاساطير و الحکايات الشعبية الکوردية بحثا عن الابعاد الدرامية لها بما يخدم تطلعاته في أيجاد المسرح الکوردي المنشود .سالار في بحثه المضني عن الرمز و الاسطورة في الموروث الشعبي الکوردي و تغشية ذلک بالوشائج الدرامية ، لم يدع مجالا کي ينساق وراء طروحات الآخرين من عمالقة المسرح أمثال سوفوکليس و أريستو فانس و شکسبير و بيتر فايس و ميرهولد و بيتر بروک ...الخ بخصوص الاسطورة ، وإنما إستن لنفسه طريقا خاصا للتعامل إنطلق أساسا من کونه جعل الاسطورة تنطلق من الواقع الى الخيال وليس العکس ، وهو بهذا يؤکد على إن الاسطورة أساسا نتاج الذهن الانساني و ليست خارجه أو منفصلة عنه . هذه الرؤيا السالارية ترجمها في العديد من أعماله المسرحية التي کتبها وأخرجها الفنان الشاب " أرسلان درويش" ،وقد کثف أحمد سالار هذا النهج في التعامل مع التراث في مسرحه الاحتفالي الذي يعتبر عصارة و خلاصة العطاء السالاري بالنسبة للمسرح الکوردي . المسرح الاحتفالي الذي ينظر إليه العديد من مسرحيو الجيل الحديث بنوع من الامبالاة و عدم الاکتراث ، هو حقيقة واقعة باتت تترجم ضمن سلسلة أعمال مسرحية متتابعة تقدمها " فرقة سالار المسرحية"في مدن کوردستان عموما وفي أربيل خصوصا. المسرح الاحتفالي السالاري أجواء مشبعة بالطقوس والمراسيم الشعبية المجللة بحلة قشيبة من الرقص الجماعي تنسل من خلال وقع الانغام الشعبية و الغناء الفردي و الجماعي الافکار و المفاهيم الجديدة التي يدعو أليها أحمد سالار . ولعل المرأ يلاحظ في المسرح الاحتفالي کونه مشرئبا تماما بأجواء الفلکلور و التراث الکوردي من حيث عموم الديکور و الملابس و الاغاني و الشخصيات ، إلا أنه سيجد مع ذلک روح هذا العصر متجليا في نوع القضايا التي يتصدى لها . مضمون المسرح الاحتفالي مرتبط إرتباطا وثيقا بالحاضر المنطلق من الماضي أساسا و يرنو صوب آفاق المستقبل بخطى طموحة تعکس الامال الکوردية الانسانية في نيل حياة حرة و کريمة تعکس إنسانية الانسان بعيدا عن کل أنواع الاستغلال و الظلم . من هنا ومن خلال کون المضمون و المحتوى في المسرح السالاري لم يغفل العامل الزمني وأنما إعتبره العماد الاساسي الذي يقوم عليه الشکل المسرحي ، أضاف أحمد سالار بذکاء عامل العصرنة الى البعد الاصيل لمسرحه مما منحه وهجا و عمقا إنسانيا أبعد و أشمل . صحيح أن سالار جعل الهم الکوردي أساس بنيان مسرحه الاحتفالي لکنه مع ذلک لم يغفل إطلاقا عن الماهية الانسانية الشمولية التي تجمع شعوب الارض قاطبة تحت المظلة الحضارية التي تمنح المعنى الحقيقي للوجود الانساني .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في ألمانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف