الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من الهلال الشيعي، ام من شمس الديمقراطيه؟

رزاق عبود

2005 / 1 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصراحة ابن عبود
بعد ان فشلت كل محاولات حرب طائفيه، او دينيه، او قوميه في عراق ما بعد صدام. لجأ الفاشيون الى حلفائهم من الدول المجاوره عربيه، او اسلاميه. التي مارست، احيانا، دور الناطق الرسمي باسم نظام صدام الساقط. فهم يواجهون خطر مشترك. يتمثل في صحوة المارد العراقي، الذي نهض، وهم يتذكرون نهضته عام 1958. عندما قبرت مشاريع كميل شمعون في لبنان، وجاءت ثورت اليمن، وازداد عضد الثورة الجزائريه قوة حتى فرضت استقلالها على فرنسا الأستعماريه. المد الثوري الذي اسقط حلف بغداد واخرج العراق من دائرة النفوذ ألأستعماري، والتأمر على الجوار، وحولها الى سند للثورات في كل انحاء العالم، من عمان، الى عربستان، ومن اندونيسيا سوكارنو، الى كونغو لومومبا.

ولأن من كان يتأمر معهم ضد الشعب العراقي، ومن كان يمدهم بالحمايه، والدعم اصبح، بسبب مصالحه الخاصه، طرفا في المعادلة العراقيه. اي بريطانيا، وامريكا. فلم يبق امامهم سوى ألأدعاء مره بخوفهم على السنه، الذين يشاركون بقوة بالسلطه في العراق. او بخوفهم من تقسيم العراق على يد ألأكراد الذين بفضلهم اعيد توحيد العراق الرسمي . ورغم انهم يخططون مع ايران ضد ديمقراطية العراق. فانهم يحذرون من خطر سيطرتها على العراق عبر الشيعه . متناسين ان شيعة العراق عرب، واكراد، وليسوا فرس، ولا ايرانيين. ولهم خلافاتهم، وأختلافاتهم مع نمط الحكم ألأيراني. وان الهاشميين، والزرقاويين، والوهابيين، والسلفيين، وعملاء سوريا هم ألأجانب وليس الشيعة، او ألأكراد. لماذا لم يتحدث الملك عبدالله عن سوريا العلويه؟ ولماذا مجدوا حزب الله في لبنان تهدئة لشعوبهم؟

فقط عندما اصبح خطر الديمقراطيه على الأبواب. وخوفآ من تحرك شعوبهم تطالب، بتحرر،وديمقراطيه، واصلاح. اكتشفوا فجأة، أن هناك، هلالآ، شيعيا يزحف من العراق. لو كان شيعة العراق قد اعلنوا انهم سينشأون نظاما شموليا على الطريقه ألأيرانيه لرحبوا بهذا الهلال، واستضائوا بنوره، وباركوه. ولكن حكم ولاية الفقيه في ايران، وحكم العلويه البعثي ليس ديمقراطيا، وحزب الله الشيعي في لبنان ذيل لأيران، ومشاريع حكمهم لا تختلف عما يدعوا له ملالى طهران. وقتها كان ذلك الهلال جيدا، ومقبولآ، ويجب التعاون، والتنسيق معه. اما، وقد اخنرقت هذا الهلال دائرة الديمقراطيه العراقيه، التي ستصبح شمسا بعد الأنتخابات القادمة تحرق اشعتها كل عفونات ألأنظمه المتخلفه، والديكتاتوريه. جن جنونهم، وصارت عروشهم، وكراسيهم، وأمتيازاتهم، واساليب حكمهم في خطر. لكن شعوبهم بدأت تفهم، وستفهم اكثر بمرور الوقت، سرتخوفهم من ديمقراطية العراق، وحنينهم الى ديكتاتورية صدام الدمويه، التي كانوا يقارنون انفسهم بها فيعتبرون ديمقراطيين بنظر شعوبهم. اما، وقد جد الجد، وسيمارس العراقيون ديمقراطيه، فعليه، تعدديه، تداوليه، فدراليه. الحكم فيه للشعب وحده عبر ممثليه، فذلك ما لا، يطيقه هؤلاء الذين فرضوا حكمهم على شعوبهم .

لقد كابرت، وتحججت ديكتاتوريات اوروبا الشرقيه، طويلآ، بالحرب البارده، والحصار ألأمبريالي، والثوره العالميه، وغيرها. لكنها سقطت من الداخل بسبب تغييب شعوبها، رغم كل ألأمتيازات ألأجتماعيه التي تمتعوا بها، دون الديمقراطيه. وصدقت من جديد مقولة "ليس بالخبز وحده يحيا ألأنسان". دول امريكا أللاتينيه تدمقرطت واحدة اثر ألأخرى. ماعدا الديناصور كاسترو. الذي يسئ لنفسه، وللأفكار التي يعتنقها، ولتاريخه النضالي، بتخلفه عن فهم مستجدات، وحقائق الحياة. افريقيا تزحف فيها الديمقراطيه ببطأ، ولكن دون توقف.

أما ابطال، ومرددي المقولات المأثوره مثل: "وامرهم شورى بينهم". أوتراث المشاعيه العربيه: "امير القوم خادمهم". أوحديث نبوي: "الناس سواسية كأسنان المشط". أو صرخة خليفة عادل:"كيف استعبدتم الناس، وقد ولدتهم امهاتم احرارا". فهذه للأستهلاك العام، وليس للتطبيق. ماهو للتطبيق فقط، وجوب "طاعة ولي ألأمر". اي كان هذا الولي ، حتى لو كان سطلآ. احاديث البدو ألأحرار: "ان العربي لا يقبل الضيم، وتعلم الحريه في حضن الصحراء". لكنه وجد نفسه سجينآ، وسط مدن، وحواضر الملكيات العشائريه، والجمهوريات الوراثيه. لأن دينهم اوصاهم "ألأقربون اولى بالمعروف" فتجدهم، ينصبون ابناءهم، واقاربهم في المناصب الحكوميه. ويوزعون عليهم ثروات ألأوطان.

الديمقراطيه كلمه غريبه، وغربيه ، والعياذ بالله ، رغم، ان القرآن أمر: "وشاورهم بالأمر". ولكن قد يكون هذا قرآن فاطمة، وليس قرآن صحيح. وان محمد، هذا العبقري، الذي وحد القبائل العربيه المتحاربه قال: "انا بشر قد اصيب وقد اخطأ". كان وقتها مصاب بالحمى، واخذ يهذي. وعمر الفاروق احد خلفائه، واحبائه، قال "ان اخطأت فقوموني". هذا الكلام كله صحيح، لكنه للترديد، وليس للتطبيق. فنحن امة شاعرة، وملوكنا، ورؤسائنا اصحاب شعارات، ومتمسكين بألأقوال، لا بألأفعال. ورغم تغزل شعرائهم الطويل بالقمر، والهلال، فانهم يخافون من نوره، ويذعرون من اتساعه، واكتماله بدرا ديمقراطيا. فكيف اذا اطل هذا البدر شمسا عراقيه تعيد، لشريعة حمورابي كل صدقها، وتجعل الشعب حاكمأ لا محكوما.

رزاق عبود
15/12/2004
السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق