الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الضياع يدخلني في النشوة

بشرى البستاني

2012 / 3 / 9
الادب والفن


يبللني رذاذكَ الصيفيُّ بالشذى
أعرف أنَّك تكذب
لكن ذلك لا يعنيني....

***

يأخذني النغمُ بعيدا على أجنحة هدهدْ
أعرف أنَّه ليس هدهدَ سليمانْ
لكني لا أحتاج الهيكلَ ولا الصرح
بل أتوقُ لبوحٍ ملكيْ..

***
ليس الصدقُ والكذبُ ما يعنيني
ما يُغريني .... وقعُ الكلماتْ..!

***

لا.....
لا تُعدْ لي بوصلة اتزاني،
فقد خامرني فرحٌ طفوليٌّ مذ فقدتها معك
حين صار الشَّوق يلاعبُ خصلات انتظاري ،
وصارت اللحظات تنفرط عن بلابلَ ملونةٍ،
ونُدفٍ من الثلج،

***

لا تُعدْ لي بوصلة الأماكنْ
فهذا الضياع الأثيريُّ يُدخلني في النشوةْ
وإذ أتيهُ في الطريق إلى بيتي،
أشعرُ أنك معي،
تبحثُ لي عن الدرب في خرائط البلدانْ ..
................
ضبّبْ الوعودَ والكلماتِ واللكماتِ والمنى
فألا نصل يعني الوصولَ ذاتَهْ،
ألا نصل يعني أننا منهمكون بالوجد ،
وأنك ستأتي

***

لا يعنيني أنْ تقاسمني الألم أو الشوقْ،
دع الشوقَ لي وحدي،

***
لا يعنيني أنْ نتقاسم القلقَ وانتظارَ اليمامْ،
دع الليلَ ينساب في جرحي،
ما يعنيني أن أظلَّ أنتظركْ،
وأنك ستجيء

***

لا يؤلم رسائلي انك تتركها في الوحشة،
مادامت الملفاتُ في أناملك تُطلع عشبا وردياً،
وندىً أخضرْ،
أشمُّ عن بعد عبيرهْ..

***

لا يجرحني أن تحيط النساءَ بالحبِّ غيري
" فلو كان لك ألفُ امرأةْ
ما نبض فيَّ عِرقُ غيرةْ..
هنَّ شيءٌ، وحبي شيءٌ آخرْ.."
..........
ولأنك تعرف أنَّ ما معيَ أبقى
يزداد توهجا ما تعاقب الليل والنغم ..
مستمدا من زرقة السماء ألقها ،
ومن عذاب المعرفة أنوارهْ.
ومن مشاكستك العذوبةْ.

***
لا يعنيني ألا تجيءَ لموعدي
ناسيا أن البحرَ ملكُ يدي،
والليلَ وقناديلهْ
وأني أرقصُ معك على موجهما معا
في لعبة فاتنة تصل الشواطئ بالمنفى ..
ومن حولنا تشهقُ الملائكةُ
وتهيم النجومْ ...
......................
وينسى الفجرُ مواقيتهْ..

***
لا يتعبني ألا تأبه بأسئلتي
متمنّعا بغلائل العتمة
فذلك ما يُبقيك في فضاء تأويلي
ويفتح لي نوافذَ أجوبةٍ مشاكسة..

***

لا يتعبني أن تغيب طويلا
مادامت تتهجّاك معي:
عصافيرُ حدائقي
ولوعاتُ قصائدي
وأعمدة سريري..
وكؤوسُ الخمرة المترعة بانتظاركْ..

***
لا يحزنني أن تحاول إطفاء غيمي
لأني سأرث بك الجنان وما عليها
وسأضم فوح طفولتك الشقية
رافلةً بضوء زندي ..
لاهيةً ببلابل حزني ..
أنا... تاج الخليقة يا سيدي
وحلقة الوصل بين الملائكة وبينك •

***

لا يؤلمني أنك لا تجيبُ ندائي،
مادامت الأجوبةُ محتملةً كلَّ آنْ ،
واللحظاتُ حبلى
وأقولُ.....
" كلَّ يومٍ تتبدلْ
غيرُ هذا بكَ أجملْ " •*
فتبدّلْ، تبدّلْ،
كي أضيعَ في التجلياتْ،
وأنضوي معك في كمالاتٍ تشتبكُ بمفردة (غير)
الصدقُ ومواعيده
والكذب والاعتذار عن الكذبْ،
والحبّ وادعاءاتهْ،
والوصل ونقيضه ْ
وتضمُّ الاختلافَ والإرجاءْ
والتشتيتَ وشظايا الأثرْ
وتضم صوتك الحريريَّ /المستوحشْ
ومع نيتشه،
مع كل هذا التشذير أقولُ لكْ...
تلك هي سماتُ ما بعد الحداثة...!
في داخل اشتباكاتها
تضيءُ مفردة واحدة بجلالْ:
" أحبكْ "
....................
يا الهي...
كم كنت حداثياً معي...!





*" المرأة تاج الخليقة "، مقولة الفيلسوف الألماني: يوهان هيردر ، "إن المرأة هي حلقة الوصل بين الملائكة والرجال" ، مقولة الفيلسوف الأمريكي جون جراي.
**البيت لشاعر صوفي قديم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي


.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه




.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان


.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو




.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف