الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخي في ذمة الله

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 3 / 9
سيرة ذاتية


بالأمس القريب ودع العائلة من كان أصغرنا سنا بعد معاناة مع مرض أفقده توازنه، رحل أخي وترك لوعة لا توصف وحرقة في القلب ستدوم معنا ما دمنا أحياء، فبعد علمه بمرضه سلم أمره لله عز وجل وجعل الشفاء بيد الله بعد أن قرر الأطباء أن حالته ميؤوس منها وأنه لا يوجد حلّ ولا طريقة للتدخل فمن يصاب بهذا المرض إما أن يسلم أمره لله وإما أن يعيش حالة نفسية كئيبة طوال حياته.
وتلك عبرة لنا جميعا في أن نقوي إيماننا بالله عز وجل وأن نؤمن يقينا أن ما أصابنا ما كان ليخطئنا وما أخطأنا ما كان ليصيبنا وأن قضاء الله سبحانه وتعالى نافذ لا محالة وأن الموت حق لا يستطيع أحد من البشر أن يؤجل ثانية واحدة من الأجل المحتوم، لن يستطيع إنسان مهما بلغ من العلم علوا أن ينقذك من الأجل والموت وذلك دليل على قوة الخالق جل جلاله وقهره لعباده فهو القاهر على عباده ولكن الناس لا يعلمون.
كنت إلى جانبه في كل لحظة بعد ما سمعت بمرضه وحاولت قدر الإمكان أن أوفر له الجو الملائم حسب الإمكانات المتاحة، لم أتوقع رحيله بهذه السرعة، كان المرض شرسا وكان صبره طويلا تحمل الأوجاع بكل أناة وقوة خاصة وأنه يعيش مرحلة من أصعب المراحل، فمرة كنت قد أخذته لعمل أشعة على بدنه بالكامل استقبلني الطبيب بكل جرأة وبعد أن قرأ ملفه حدثني أن حالة أخيك في مراحلها الأخيرة ولا حاجة لعمل مثل هذه الأشعة خوفا عليه من أن يتعب أكثر، أصبت بإحباط ولا أخفي عليكم أنني بكيت في تلك اللحظة الحرجة ولكني بعد فترة تمالكت نفسي وقلت إن الطبيب لا يعلم الغيب وأنه مجرد إنسان يجتهد فيخطئ ويصيب وإنني متفائل رغم حالته الصعبة جدا فلم أستسلم وحاولت أن أجد طريقة ملائمة لإنقاذ أخي مما هو فيه أو على الأقل تخفيف الآلام والأوجاع واجتهدت في ذلك كما اجتهد الطبيب ولكن الأجل إذا جاء لا يتأخر ولا يتقدم إنما الأمر كله لله، سافرت من تونس السبت على أمل أنه قد تحسن ولكن كانت كما يبدو وكما يقال راحة الموت ولكل ميت راحة فهو يتحسن قبل موته بأيام ثم ينقضي الأجل.
بعد يومين أخبرني الأهل أن أخاك تردت حالته الصحية سألت الله عز وجل أن يشفيه وينقذه وبقيت أترقب في حالة نفسية صعبة فلم يحل لي أكل ولا شرب ولا عمل ولا لقاء ولا أي شيء، همي الوحيد أن يشفى أخي، وجاء الخبر الفاصل فجر يوم الاثنين الخامس من مارس 2012 عبر مكالمة هاتفية نزل كالصاعقة مفاده أن أخاك قد توفي، فحزنت جدا لفراقه لأنه ترك مكانا فارغا في العائلة وفرحت لأنه مات على طاعة ونطق بالشهادتين قبل فراقه وناداني ثلاث مرات حاولت أن أعرف ماذا يريد لكنه لم يتكلم وكأنه كان على موعد مع الموت وانتقل إلى حياة أخرى أتمنى أن يكون في عليين مع الصديقين والشهداء.
لم أستطع أن أحضر الجنازة رغم زياراتي المتكررة له ولكن كان هناك نوع من الارتياح لأنه توفي وقد أكملنا كافة الإجراءات المتعلقة به حسب استطاعتنا والله الموفق.
وبهذه المناسبة الأليمة أشكر جميع من واساني وجميع من وقف معي في هذه المحنة من الأهل والأقارب والأصدقاء من داخل السلطنة وخارجها سواء بالحضور أو الاتصال أو عبر البريد الالكتروني مما كان له الأثر الطيب في نفسي وعائلتي وليس لنا كلام سوى أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فكل نفس ذائقة الموت وإن الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البقاء لله
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 3 / 9 - 17:40 )
البقاء لله اخي فوزي واعطاكم الله الصبر في مصابكم


2 - تحيه وتقدير
فؤاده العراقيه ( 2012 / 3 / 18 - 20:38 )
قبل عام رحلت اختي وايضا كانت اصغرنا سنا وايضا بعد صراع مع المرض وحرت بها وقضيت اوقات صعبه ايام مرضها لكن تلقيت خبر وفاتها بالموبايل كالصاعقه وكان شعوري بين الفرح والحزن شعور مختلط غريب فرحت لخلاصها من الالام وحزنت لفراقها

الفرق بيننا هو اني شهدت جنازتها ويا ريتني لم اشهدها لانها بقيت عالقه بذهني

اخر الافلام

.. مصر تكثف اتصالاتها لوقف حرب غزة.. وتنفي -نقل معبر رفح-| #مرا


.. كيف يمكن توصيف ممارسات الاحتلال واستخدامه لأسرى دروعا بشرية




.. اللواء فايز الدويري: لا أعتقد أن الاحتلال قادر على أن ينجز ع


.. أحداث شغب و تخريب بولاية قيصري التركية بسبب شائعة اعتداء سور




.. الرئيس الفرنسي وزوجته يمشيان بملابس غير رسمية في شوارع لو تو