الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقارب العراقي _السعودي/أرادة أمريكية,أم تنازل عن الثوابت الوطنية,أم تكتيك مرحلي لإسقاط الخصوم وذرائعهم))

علي الشمري

2012 / 3 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


منذ سقوط النظام في العراق والحكومة العراقية تتهم الحكومة السورية بإدخال الإرهابيين والسلاح إلى العراق,أرسلت وفود عدة من العراق إلى سورية تطلب منها ضبط حدودها مع العراق فلم تجد أذن صاغية لطلباتها المتكررة ,بل زادت من ذلك حيث عمدت إلى تجميع الإرهابيين في معسكرات قريبة على الحدود العراقية وتدريبهم ومن ثم إرسالهم إلى العراق ,لتمعن تلك البهائم الجهادية في قتل وترويع العراقيين وتدمير ممتلكاتهم عبر سلسة تفجيراتهم الإجرامية الإرهابية,,وأخرها أعلن بشار الأسد بأنه أفشل المشروع الأمريكي في العراق,.
النظام السوري المتحالف مع إيران يفعل هذا من أجل أن لا تصيبه رياح التغيير العاصفة التي هبت على المنطقة,
قبيل بدء الانتفاضة السورية بأشهر هدد العراق سوريا بأنه سوف يقدم شكوى إلى الأمم المتحدة بخصوص تعاملها مع الإرهابيين وتهديدها السلم الأهلي في العراق والعمل على زعزعة الاستقرار فيه,
بعد الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري ,أعلن العراق موقفه الرافض للتغيير في سوريا ,موقف ينم عن عدائه للديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها وبإيعاز من الحليف الإيراني ,راح العراق إلى تقديم مساعدات مالية إلى النظام السوري وسارعت مليشيا القوى المشتركة بالعملية السياسيةالى إرسال مقاتلين إلى سوريا لمساعدتها على قمع الانتفاضة بالتزامن مع أرسال متطوعين من فيلق القدس عبر الأراضي العراقية إلى سوريا ,وهناك أخبار تفيد الى أرتفاع أسعار البنادق الالية في الموصل والانبار وانتعشت تجارتها الى سوريا لزيادة الطلب عليهاهناك.بعدما أعلن تجمع عشائري في الانبار وقوفهم مع الانتفاضة السورية وهو موقف مخالف لتوجهات حكومة المالكي.
لكن قبل أيام تغير ت تصريحات المسوؤلين العراقيين بشكل مفاجئ ,فهناك زيارات لمسوؤلين عراقيين الى السعودية وأخبار عن تبادل السجناء بين البلدين بعد زيارة لوزير العدل العراقي حسن الشمري للسعودية وعلى عجل أعلنت السعودية عن تعيين سفير لها في العراق بعد مرور أكثر من تسع سنوات وهي لم تعترف بالنظام في العراق ولم تعين سفيرا لها وتصف النظام بالطائفي,
قادة العراق يفسرون هذه الخطوة بانها أنفتاح على المحيط العرب ورفع العزلة العربية,أما ما يفسر هذا الانفتاح خليجيا وامريكيا ,هو محاصرة النظام السوري وقطع الترابط بينه وبين أيران الذي يمر عبر الكتل العراقية,الموالية لايران ,وربما سوف تتخذ قمة بغدادقرارات ضد سوريا وأيران لاحقا من أجل كبح جماح النظام الايراني وتقليص مساحة تمدده في المنطقة العربية,وقد يكون هذا التقارب شهر عسل بين البلدين ينتهي بانتهاء القمة وأسقاط النظام السوري ,لان في كلا البلدين وجود متطرفين يعملون على عدم أستمرار العلاقة بين البلدين ,وخصوصا الجماعات المتنفذة في حكم العراق والموالية لايران فهي تعمل بالضد من اجل أبقاء العراق ساحة للنفوذ الايراني و حلقة الوصل بينها وبين حليفهاالنظام السوري,وبالمقابل هناك في الجانب السعودي من المتشددين الوهابيين الذين يكفرون الشيعة وينعتوهم بالرافضة .لا يرغبون ببقاء النظام الحالي في العراق .,
العراق يعد الخطوات التي أقدمت عليها السعودية ومنها تسمية سفير لها في بغداد وتبادل السجناء وحضور القمة هو أنتصار للدبلوماسية العراقية,
وهناك من يرى بان هذا الانفتاح لن يكون على حساب بلد أخر (في أشارة واضحة وتطمينية لإيران)بقدر ما هو محاولة للعب دور فاعل وسط محيطه الاقليمي ,
اليوم تعهد سعودي بحضور القمة العربية في بغداد والعمل على أنجاحها.شريطة ان تحل المشاكل العالقة بين البلدين قبل القمة ,هذا ما صرح به وزير خارجيتها سعود الفيصل.,قائلا بان خلاف ذلك لن يجعل من الحضور السعودي فاعلا في القمة
,المالكي يصرح لجريدة عكاظ السعودية بأن العلاقة بين السعودية والعراق لا بد وان تعود الى سابق عهدها وبدون وسطاء ,لان الوسيط هو من يخرب العلاقة بيننا؟؟ما الذي تغير؟هل جاء للمالكي أيعاز أمريكي بإعادة العلاقات بين البلدين,خصوصا وان أمريكا مهتمة هذه الأيام بالتهيئة لضربة عسكرية محتملة لإيران ,
وفود وتحركات عراقية الى جميع الدول العربية لتوجيه دعوات لرؤسائها لحضور القمة ,وربما يصاحب تلك الزيارات عقد الصفقات من خلف الكواليس لجعل العراق طرفا في لعبة تغيير الأنظمة مقابل التنازل عن قسم من الديون المستحقة على العراق او التعهد بعدم تغييره وبضمانة أمريكية .
وربما أعادة العلاقات سوف يعود النفط العراقي بالجريان في الانبوب النفطي بين البلدين المعطل منذ حرب الخليج الثانية,؟وأتخاذه وسيلة لتعويض النقص في الإمدادات النفطية الى أوربا في حالة توجيه ضربة لايران وأغلاق مضيق هرمز,خصوصا وأن العراق قد أعلن مؤخرا أرتفاع انتاجه النفطي الى 3 مليون برميل يوميا,وهناك أحتمال أخر وهو ان المالكي ادرك متأخرا بان لا أستقرار لكرسيه وللوضع في العراق طالما بقيت مؤخرته في مواجهة السعودية ودول الخليج وهم من يقودون عربة التغيير في عالمنا العربي هذه الأيام.حتى ملك البحرين أعلن في بداية الأمر عدم حضوره القمة واتهم العراق بأذكاء الفتنة الطائفية في البحرين ,. والآن عاد وأعلن عن أستعداده لحضور المؤتمر.
خطوة المالكي هذه ربما ورائها صفقة سياسية غير معلن عنها بشكل رسمي وهو التخلص من خصمه العنيد أياد علاوي وتصريحاته المستمرة بالاستقواء بالخارج (الدول العربية ذات الأنظمة السنية)وهذا ما يقصده المالكي بان الوسطاء هم من يخربوا العلاقة بين السعودية والعراق,؟ومن المتوقع بعد مؤتمر القمة سوف توجه تهم لأياد علاوي على غرار تهم الهاشمي للتخلص منه وإقصائه عن الساحة السياسية العراقية,هذا مقابل التعاون مع توجهات الحكومات الخليجية.
أياد علاوي وبعد ان نفض كلتا يديه في التوصل الى حلول لإنهاء الأزمة السياسية العراقية من اجتماعات الكتل السياسية ,وما كان يعول عليه من دعم عربي من قبل الأنظمة السنية,كون الأخيرة أبدت أستعدادها للتعامل مع حكومة المالكي وحضور مؤتمر القمة.راح علاوي الى انقرة حاملا معه ملف تدويل الأزمة السياسية العراقية مقترحا على اردوغان أن يصار الى عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة ,وانقرة رحبت بالفكرة شريطة أن تلقى قبول الكتل السياسية
هل أدرك المالكي حتمية سقوط نظام الأسد ؟وهل أدرك بان العون الإيراني لسوريا لم يجدي نفعا لنظام متسلط موغل بارتكاب جرائم لا أنسانية ضد شعبه؟وهناك شبه أجماع دولي على ضرورة إسقاطه وإقامة نظام ديمقراطي بديل من ديكتاتورية عائلة الأسد.أم انه خرق أمريكي خليجي للجبهة السورية الايرانية الممتدة عبر الأراضي العراقية لمحاصرة النظام السوري وإسقاطه ومن ثم الالتفاف على النظام الإيراني.
مقابل ماذا تنازل المالكي عن الثوابت الوطنية المتمثلة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة كانت ,و على ضوء ذلك تم إلغاء معسكر اشرف وأخلاء ساكنيه المعارضين للنظام الإيراني,وتصريحات قادة العراق المستمرة بأننا لن نسمح لأحد باتخاذ الأراضي العراقية كمنطلق للعدوان على بلد اخر.,
فهل يستحق التقارب مع المملكة التنازل عن الثوابت؟؟؟وكيف سيسمح لنفسه بالتدخل في الشأن السوري؟
المتوقع و من خلال إصرار قادة دول الخليج حضور قمة بغداد هو الإعلان رسميا ومن بغداد دعم المقاومة السورية وإمدادها بالمال والرجال وعبر الأراضي العراقية ,بعدما أعلن برلمان الكويت رسميا موافقته على دعم وتسليح المعارضة السورية.وما زيارة رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الى الكويت وفي هذا الظرف بالذات الا لتنسيق المواقف بهذا الخصوص .
فهل سيتخلى العراق عن ادعاءاته بالسير وفق النهج الديمقراطي ,والقبول بلعب دور حصان طروادة في المنطقة.هذا ما ستكشف عنه وقائع وأحداث الأيام القادمة ,وتفضح كلا وجهي وازدواجية تعامل الساسة مع الأحداث التي تهم الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي