الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء القوة في الاتحادات الرياضية العراقية

بشير ناظر حميد

2012 / 3 / 10
عالم الرياضة


في علم الاجتماع مؤخراً أصبح مفهوم بناء القوة ذو أهمية متزايدة وكبيرة في الكثير من المجتمعات المتقدمة وكذلك النامية، وأصبح أكثر ظهوراً في المجتمعات التي حل بها الربيع العربي وإعادة هيكلية بناء القوة في هذه المجتمعات برؤى جديدة، ومغايره في أحيان كثيرة للبناء التحتي الذي تم تشكيلة وفق رؤى الأنظمة الشمولية التي حكمت لعقود. وفي واقعنا الاجتماعي تتخلل القوة الحياة الاجتماعية على أكثر من وجه، فأي علاقة اجتماعية هي علاقة قوة، وأي تنظيم أو نسق اجتماعي هو نسق للقوة. ومفهوم القوة هو التأثير على الآخرين للخضوع لرأي معين أو أمر ما، يصر علية رئيس هذا الحزب أو تلك الكتلة، وبما إن حديثنا عن الاتحادات الرياضية فهو يعني قوة التأثير التي يمتلكها رئيس الاتحاد المركزي على أعضاء الاتحاد، أو الاتحادات الفرعية بما يضمن مصلحته ومصلحة جماعته الرياضية، وفي أدبيات علم الاجتماع أول من حاول تحديد مفهوم القوة بهذا المعنى هو "ماكس فيبر" إذ وجد أن هذا المفهوم يكشف عن فكرة مؤداها "امتلاك شخص ما قدرات قد تمكنه من تنفيذ رغباته في موقف اجتماعي معين رغم مقاومة الآخرين". وكذلك يعني مفهوم القوة في الاتحادات الرياضية هي قدرة رئيس الاتحاد أو الجماعة الأكثر على التحكم في البيئة الرياضية الخاصة باتحادهم وضبطها وتأمينها لخدمتهم بما تشتمل علية هذه البيئة من أشخاص وأحداث ووقائع وقرارات، وكذلك احتواء المقاومة وتهميشها إن وجدت. فعملية صنع القرار تتم داخل الجماعة الرياضية الأقوى وهي غالباً جماعات مصلحيه تجمعها المصلحة الشخصية الموحدة ويفرقها الاختلاف على المغانم والمكاسب، والكثير من النشاطات الرياضية يتم إقرارها داخل هذا البناء (الجماعة الأقوى) مثل المعسكرات الداخلية والخارجية والمشاركة في البطولات، وطريقة صرف الميزانية وحل الاتحادات الفرعية وإعادة تشكيلها بما يناسب المصلحة الشخصية وبعض الأمور المالية وغيرها من النشاطات التي لا يعيها ألا الإداري المتمرس في عملة.
وحين نتكلم عن بناء القوة داخل المجتمع أو الاتحادات الرياضية، فذلك يعني تلك الفئة أو الطبقة التي تمتلك صنع القرار سواء كان ذلك من خلال التدرج الطبقي أو الامتيازات الأخرى، أو من خلال وضع رسمي أم غير رسمي، فبناء القوة هو ذلك البناء الذي يشمل الأفراد والجماعات التي تملك القدرة على ضبط أفعال الآخرين، فالقوة لا ينظر إليها بوصفها قوة رسمية فقط بل أن هنالك أيضاً القوة غير الرسمية والتي يُعد تأثيرها في كثير من الأحيان أقوى من القوة الرسمية، بمعنى إن العلاقات الشخصية التي يمتلكها هؤلاء الإفراد من الممكن تكون أكثر تأثيراً من القوة الرسمية التي يمتلكونها بحكم تواجدهم في قمة الهرم، لهذا يلجأ الكثير من هؤلاء الإفراد إلى تشكيل علاقات مختلفة وبطرق متعددة، من اجل ديمومة وجودهم وتواجدهم في قمة الهرم، وبناء القوة خارج النطاق الرسمي في الكثير من الأحيان تكون خالية من الروح الرياضية، وهذا لا يعني بأن القوة الرسمية ذات روح رياضية وشفافة، ولكن في كلتا الحالتين يكون هذا البناء مصلحي وخالي من روح المواطنة، لأن في الأعم والغالب يكون هذا البناء لصالح أشخاص معينين أو لفئة محدودة، أو إلى غير ذلك فهو نادراً ما يكون هذا البناء بغير عنوان ضيق ومحدود، كما هو حال اتحاد كرة القدم العراقي والاعتراضات على الانتخابات بين من فاز في الانتخابات وبين المعترضين والتي تنظر اليوم بقضيتهم محكمة الكأس الرياضية، هذا من جانب. وفي الجانب الأخر وعلى مستوى جميع الاتحادات العراقية فإن بناء القوة اليوم يتم على أسس غير وطنية وعلى حساب المواطنة الرياضية والجماهير العراقية، فهو صراع بين القيادات الرياضية الشمالية وبين قيادات أهل المركز، فرجال شمالنا الحبيب همهم الشاغل الرياضة في كردستان وفائدة اتحاداتهم، مع العلم بأن جميع اتحاداتنا العراقية بها من القيادات الشمالية الكثير وعلى مستوى قمة الهرم، مع خلو واضح من رجال الوسط والجنوب في اتحادات كردستان. وفي هذا الصدد لا بد من وقفة وإشارة إلى إن الرياضة هي المؤسسة الوحيدة التي استطاعت إن توحد الشعب العراقي، وكذلك هي المؤسسة الوحيدة التي يجمع عليها الجمهور العراقي ويتناسى هموم السياسة من خلالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرياضة والسياسة
مصطفى التميمي ( 2012 / 3 / 10 - 17:26 )
اليوم الرياضة شأنها شأن كل المجالات فقد تم تسيسها وتوظيفها لمصلحة اشخاص معدودين ولهذا فالرياضة العراقية تعاني بشكل كبير، وهي كذلك من الممكن ان تكو دعوة لطلاب الدراسات العليا في علم الاجتماع لدراسات الظواهر والمشاكل الرياضية من اجل دعم هذه المؤسسة وتفعيل دورها

اخر الافلام

.. أول سعودية تفوز بمنافسات كأس العلا.. قصة -شغف- ريما الحربي ب


.. أب أمريكي متهم بالتسبب في وفاة ابنه بسبب سوء المعاملة وإجبار




.. ولي العهد رئيس الوزراء يلتقي الملك تشارلز الثالث في جناح الب


.. الملاكمة المحترفة صوفيا نابت: حلمي أن أمثل المغرب




.. غولف من دون ملاعب.. كيف تطورت هذه الرياضة بالسعودية منذ فترة