الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأوطان تحترق-4- وعقل إطفائها العلم والمعرفة والمواطنة..

فيفا صندي

2012 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عند البحث في الروايات الأدبية يمكن أن نجد بعض الحلول المثالية لمشاكلنا.
وعند الاطلاع في كتب التاريخ قد نجد المشكلة وكيف تصرف فيها الآخرين، ومنهم يمكننا تفادي نفس المشاكل التي قد نتعرض لها بنفس السيناريو..
وعند قراءة كتب وأبحاث علماء النفس قد نجد العلاج المثالي للتخلص من أمراض الشعب العربي..
وعند التمحيص والتدقيق في الرسائل الجامعية في شتى علوم الاقتصاد والسياسية والطب والهندسة والزراعة والعلوم قد نجد جملة من المشروعات النهضوية التي قد تنهض بأمتنا..

إذن المشكلة ليست في العلاج أو طرائقه، فهناك ألاف العلاجات لحل جميع أزماتنا، فمن يبدأ وكيف يبدأ؟

وهناك ملحوظة عامة الكل يعرفها جيدا ألا وهى ضرورة التسليم أولا بأنه لا علاج فعال إلا إذا قمنا بتشخيص جيد للحالة.
وقد حاولت تشخيص هذه الحالة في مقال الأوطان تحترق بأجزائه الثلاثة من قبل، محاولة وضع اليد على مواطن الخلل في تركيبتنا العربية.. وعلينا أولا كأفراد وشعوب الاعتراف بعللنا ونواقصنا كي نستطيع تخطيها، وكي نستطيع البدء منها من أجل العلاج أو على الأقل الحد منها حتى لا تنتقل العدوى إلى الأجيال القادمة.

نحن شعوب تكمن مشاكلها في مجموعة من الموروثات الفاسدة التي توارثناها سواء عن بعض، أو غرستها فينا الأنظمة من أجل تغييب عقولنا ومسح ارادتنا كي تتمكن من الاستمرارية في الظلم والفساد واحتكار السلطة. وتلك الموروثات يمكن تلخيصها في الجهل، العادي منه والمركب، والعاطفة الزائدة، والأنانية القاتلة، والاتكالية والسلبية.
وشعوب بتلك التركيبة أمر واقعي أن تعاني كل تلك المشاكل والنواقص، فمن الغباء التفكير أن بمجرد أن تطالب بالحرية والديمقراطية قد تعرف كيف تستغلها وتطبقها وتنهجها.. والسبب بسيط، فالحرية هي تحصيل حاصل ونتيجة لوصول الشعوب إلى درجة متقدمة من الوعي والمسؤولية والنضج الفكري، فهي في اعتقادي لا تمنح فقط، بل تكتسب، فهي طريقة وسلوك حياة قبل أن تكون مجرد حق يجب المطالبة به.

لكن أن تطمع الشعوب في تغيير نظام حياتها من نظام استبدادي / قهري إلى حر/ ديمقراطي كأول خطوة بعد الثورة، فكأنك تخرج من قضى في الكهف وظلماته كل حياته، وتتوقع منه أول ما تخرجه إلى نور النهار أن يرى الحياة بعين صافية وواضحة بحيث يمكن أن يسلك طريقه دون تأثير أشعة الشمس على رؤيته، ولنا أن نتخيل كم سوف يتعثر، ويسقط، ويتوه عن طريقه قبل أن تتضح له الرؤية وتزول الضبابية عن عينه.. ولنا في برلمانات "الربيع العربي" خير مثال.

وبعد حصاد العام المخيب للآمال، وجب علينا حرق الأرض حتى تعود لها عافيتها. وما اقصده هنا بالحرق هو التخلي عن الفكر المنغلق والفعل المتسرع والعاطفة البلهاء والتخبط الذي شهدناه على مدى عام ما بعد إسقاط الأنظمة.

ما نحتاجه اليوم كخطوة مستعجلة هو خروج صوت عاقل من جموع هذه الأمة، صوت يوحد كلمتها حول مشروع ذو أولويات محددة نبدأ منها وتكون أول الطريق.
لا نعرف كم سوف يستغرق هذا الطريق، لكني على ثقة أننا إذا أرادنا نتائج ايجابية فسوف يتطلب منا الكثير من الوقت، أكثر حتى من صبرنا، والأكثر من الجهد والعمل.

وصوت العقل يقول أن مشوار الألف ميل يبدأ بمشروع تعليمي / تنويري هادف، مع تكريس مبادئ المواطنة مما يمنح الشعوب الثقة في أنها تنتمي لهذه الأوطان، وأن لا تقدم للوطن إلا بمساهمة ومشاركة الشعوب أفرادا وجماعات.. يعني تعليم العقل العربي على أساس سليم ومنهج قيم ومتنوع، ومنح هذا العقل الثقة والأمان.. وجعل الفرد عنصر فعال وذو قيمة داخل منظومة الدولة.. فكلما منحت له الثقة أكثر، كلما سعى أكثر في تحقيق ذاته وفي التطوير من إمكاناته، مما ينعكس إيجابا في تقدم البلد.

وإن كنا نرفض فكرة أننا شعوب كسولة، دعونا نتبنى برنامجا أصلاحيا يبدأ من داخل الأسرة، والعائلة.. والحي.. والمنطقة.. ليشمل فيما بعد البلد بأكمله.. برنامج يربي فينا القيم، ويعلمنا ما علينا من واجبات وما لنا من حقوق، برنامج يوضح لنا معنى الحرية ومعنى الديمقراطية وكيف لنا أن نجعلهم سلوك فردي / حياتي كي نستطيع فيما بعد تحقيقهم كحق وطني ذو أساس متين.

العلم والفكر الناضج والمعرفة الواعية والمواطنة هم المفتاح الذي نحتاجه كي نسلك طريق التغيير، وبهم تتحقق الأماني، وبانعدامهم سوف نضل مكاننا نحكي نفس الكلام ونعطي نفس التبريرات ولو بعد مئة عام.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع