الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة متأخرة

كامي بزيع

2012 / 3 / 11
الادب والفن


بلغني اليوم انك دافعت بشدة عن استمرار العلاقة بيننا، وذكرت انك تهاتفني على الدوام وانكرت اية قطيعة منذ اربعة اعوام كما نقل لي سليم الذي يأسف على مايبدو لما حصل معنا .
لا اعرف بالتحديد ما هي الغاية من هذه الادعاءات كانك تخاف مثلي ان تصدق ان ما حصل قد حصل .
كانت الفرحة كبيرة في استقبالي في منزل اهلي وهم الذين يعشقون وجودي، ويعتبرونني الفرح الوحيد في البيت، وأنا ايضا أحب العودة الى عائلتي التي تمنحني امانا لا حدود له .
هل سوف تأتي في نهاية الاسبوع المقبل؟ هكذا سألتك بلهفة، وأنت رددت نعم السبت او الاحد على الارجح ..
صدقتك، وصدقت نظرات عينيك التي حملت لي الكثير .
وطالت الامسيات مع اهلي حيث اخذت اسرد على مسامعهم ما مر معي في بيروت، ولكنك كنت تحضر ما بين الحديث والاخر، كنت تطلع من وراء الاخبار، وكنت الوذ بالصمت، ليس عندي الكثير لاخبر عنك، اذ ان مسافة الطريق، والاحساس الاولي الذي يجمع الغرباء لا يترك لديهم الكثير من الكلام، خصوصا وان اغلب ما تحدثنا به لا يتعدى العموميات وأستمرارية وجود الاشخاص الطيبين .
لكنك جعلت لهفتي للقاءك تذهب سدى، ولم تأتي نهار السبت او الاحد .. وهكذا انتهت حكاية قبل ان تولد، على كل حال ليس هناك كثير من النوستالجيا عندي لك، ودروسي تنتظرني لان الامتحانات بعد شهر، ولا وقت طويل امامي لانهاء مراجعة سبعة مواد من حجم مواد القانون .
احيانا اشعر انه كان مقدرا ان انتظرك كل هذا الوقت، واحيانا اخرى اشعر بغبن القدر الذي جعلني انتظر .
لا أعرف ما هو شعوري الحقيقي في لحظة، لا أعرف فيها الكثير عن شخص رافقني الى البيت لمرة واحدة، لا اعرف اسمه او عنوانه او أي شيء عنه لكني افكر فيه بقوة، هل كان هذا منطقيا وأنا التي يطاردني المعجبون من كل حدب وصوب، لا اظنني كنت افكر باكثر من رد الجميل الذي بدر منك في ذاك اللقاء فعزمت على ايصالي الى المنزل دون سابق معرفة .
غالبا ما يهزمنني اولئك الاشخاص الذي يعطون ما لا يقدر بثمن، يعطون من ذاتهم، وأنت كنت واحدا من هؤلاء، ولا انكر ان هذا هو بالتحديد ما جعلني انتظرك في تلك البدايات الاولى .
لم تكن شخصا يمكن المرور عنده بدون ان تترك اثرا و كنت من اولئك الناس الذين اعشق اللحظات عندما اكون معهم، ولكن كيف لي ان التقيك، ولم تجمعنا اكثر من رحلة طريق؟!.
كم أحب الشمس، كم أعشق الدفء، ولو في عز الصيف ..
أحمل كتابي، وفي الحديقة أقضي أكثر نهاري في الدرس والاستذكار، ان الطبيعة تجعلنا اكثر ذكاء واكثر قدرة على الفهم ..
لم تكن دروس الاقتصاد السياسي وتاريخ القوانين والتشريعات الا جزء من المحاضرات التي استعصى علي فهمها، فانا بطبيعتي أقرب الى الرومنسية مني الى القوانين والقضايا والاحكام، وهذا لم اكتشفه في حينه، حيث كان علي ان اضيع السنوات هباء في تحصيل القانون دون جدوى.
تعودت على ان انسى، فلا متسع بداخلي لكل الخراب، والتجارب، والوان الناس وروائحهم، فقلبي صغير لا يحتمل، لذلك فضلت ان الجأ الى النسيان لاداوي جروحي، واستمر...
تدربت على النسيان ... وعندما ابحث بين تلافيف الذاكرة عن ذكريات ما لا اجدها ..كل شيء اصبح سراب، الا انت ...يقولون ان الدين يستمد قوته من انه يبقى حيا برغم الزمن، لكني اكتشفت لاحقا ان الحب يبقى كذلك واكثر.
لم تأت في الموعد المحدد يوم السبت او الاحد كما اتفقنا، لكنك اتيت في نهاية الاسبوع اللاحق، كأنك كنت تتأنى على نفسك مني، كأنك كنت تريد ان تشعل ناري اشتياقا لك، كأنك كنت ترسم ما استطعت تحقيقه لاحقا .
اتيت في نهاية يوم الاحد، بعد الظهر، حوالي الساعة الخامسة، طبعا لم اكن انتظرك بابهى ثيابي ولا كان شعري مرتبا كما يليق باستقبال الضيوف، بل انهم عندما نادوني بأن احدا جاء لزيارتي لم اكن اتوقعك انت، وذهلت ساعة شاهدتك ...
كانت ملامحك قد غابت عني بعض الشيء، وانت ضحكت طويلا يوم جئت تسال عني، لقد نسيت اسمي، فقط بالسؤال عن الفتاة التي تسكن في بيروت استطعت ان تتذكر طريق البيت ذاك الذي اوصلتني اليه ذات يوم وأصبح من احب الطرقات الى قلبك كما كنت تقول .
وكانت المفاجأة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد