الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي السوري -الطفلة حنظلة-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2012 / 3 / 11
الادب والفن


حبيبي.. 
أقبل الصباح
لا أرتجي مجددا ليلة للحب
اطلب من السياف
أن يقترب بسيفه 
من عنقي الطويل

لأتفنن في الغواية..
غواية السياسة
و أعلم العشاق 
كيف يكون الحب
منزها عن مصلحة
خارجا عن طائفة

وطني.. حبيبي
سوف أغفو الآن
حاول أن تنام
لأنها الدماء
أنست الطفولة 
ترف الحكاية
و أضحت القضية
ننام و لا ننام
نموت و لا تموت...

صوت الدم السوري الذي كان أخرسا لسنوات ( ديكتاتورية) خلت.. يصرخ من البعيد، صراخه في أذني، يمنعني من النوم، فأسهر في هذا العالم الافتراضي.. يذوب قلبي على وطن يضيع، ترتفع صلواتي للأبرياء.. للأطفال، للبسطاء، للمغيبين تحت اسم الدين، للمعتقلين من أجل كلمة أو رأي، للمعذبين لخروجهم في مظاهرة، و لجميع من لهم الحق في الخوف من لحية تتحكم، و تدين بالإكراه، لجنود فقراء وجدوا أنفسهم ( بيادق) الرقعة، و لآخرون جميعهم آخر ممن يحسب حساب أرواحهم في لعبة الكرسي.

جرّب أن ترى بعين واحدة، أغلق عينك الأخرى.. ستبقى ترى الصورة كاملة، لكنك لن تقاسي ظلام العين الأخرى.
جميع السوريين اليوم يرون بعين واحدة.. هم يرون الصورة كلها، ليس نصف الحقيقة،  لكنهم لا يرون السواد و العتمة الذين تقاسيهما العين الأخرى.. لذلك بدأ المجتمع ينقسم.. و مجتمع منقسم لا يصلح حتى لتزيين كلمة ( الوطن).

مازالت الثورة في بدايتها، و أصحاب الأبجدية الأولى أمسكوا (السلم بالعرض) لا مخالف يمر إلا إذا انحنى، و السوري لا ينحني، ترتفع الأصوات، و يكثر كره الحقيقة، و تشويهها من الجميع، فتصعب المعادلة.

لا أحد يرفع معنوياتي اليوم إلا "علي السوري" ، يأتي و معه ( سندويشتين) فلافل، أو ( شاورما) من الدكان العربي في "بلاد العم سام"، ثم يفتح " الانترنت" و كأنه يستعد لخوض حرب..يكتب لي عمن يرسمهن، وحكايا حيوات استثنائية، ثم ينتقل إلى " بيكاسو" و " سلفادور دالي" ، يخبرني أشياء مدهشة عن " مونتيسكيو" و قانون فصل السلطات، عن " ألبير كامو" و نظرية التمرد الرائعة: ( أنا أتمرد.. إذا نحن نوجد).
يعرف لي الحرية كما عرفها " جان جاك روسو"، و يحكي لي بطولات "صالح العلي" و " سلطان باشا الأطرش"، و " ابراهيم هنانو".
هو ( العلوي) يضج بالثورة النقية كثورتي أنا (السنية)، فنتجاهل بمدنيتنا طائفية استيقظت في أنفاس الكثيرين، و نمضي في الثورة التي تكتب و تشتعل في الفضاء الافتراضي، ملتهمة بنارها وقائع على الأرض.

-من أين تأتي بالبراعة كلها.. من أين لك القدرة على تجفيف الدمع في عيني، و أنا لا أمزح ( عن جد) استخدم قطرات دمع اصطناعي، لأن الجلوس مطولا أمام جهاز( الكمبيوتر) يسبب جفاف العينين، منذ يومين استيقظت و لم استطع فتح عيني، الأجفان التصقت من قلة الدمع.
و جاء الرد سريعا:
- و أعطيك الدموع أيضاً،( على حسابك)..لدي غزارة في الإنتاج.

- شكرًا .. القلب عندما يبكي لا يحتاج دموعا.. 

-لماذا غيرت اسمك إلى " حنظلة"؟!خائفة ؟!

- لم أغيره، و ضعت " حنظلة" جانب اسمي..

- بس ما حاسستيه ( مو لابقك)، يعني (كأنو لصبي مو!؟)

ثم وصل على ( الشات) ابتسامة ..

ابتسمت و أنا أرسل إليه ما كنت أكتبه في الأمس:
-أخاف من طبخ غريب في ثورة " سوريا".. القمع و الظلم على الأرض، جعل من البلاد كعكة يطمع فيها القاصي و الداني، ربما حان الوقت ( لأحرد) قليلا، أتذكر اليوم أكثر من أي وقت مضى " حنظلة" الطفل في داخلنا..
يقول ناجي العلي عن سبب تكتيف يدي حنظلة:
(كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.)
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب:
(عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.)

رحل "ناجي العلي".. و لم نر وجه "حنظلة"، و أخشى أنك سترسم يوما " حنظلة" طفلة بلا وجه...
**********

-قلما يمنحك من حولك سعادة.. أمانا، أو حتى استقرارا.. هذه المفاهيم تنبع من داخلك، من أعماقك، و إذا لم تستطع أن تشيدها، فلن يساعدك أقرب المقربين، تخيلت بوجود "عدي" أنني سأصبح سعيدة، و لكنه في كل مشكلة بيننا يجعلني تعيسة ..مع كل الإنقاذ الذي أنقذه لقلبي و كياني.
شربت " أليس" من فنجان ( الميلو) أمامها، ثم تنهدت بعد حديث طويل. 

ها قد غدت " عبير" تعرف  كل ما يمكنها من كتابة سيرة ذاتية عامة ل " أليس"، ففي الأسبوع الماضي كانتا معا كل مساء، في شوارع و مقاهي "دمشق" المترقبة الحزينة.

كانت " عبير" سعيدة جداً بمعرفتها ، فقد انتشلتها أحزان  هذه ( الحكواتية) الذكية من غرق مؤكد في ذكرى من رحل، و " أليس" التي كانت قد ملت من طلب: (احكي لي عن حبيبك)، كانت جد متفاجئة عندما بدأت " عبير" حديثها:
-لم أكن طفلة يوما إلا عندما عرفت الحب.. نشأت في ( ضيعة) بعيدة و منسية أشبهتها و أشبهتني، جبل حزين، لكنه شامخ.. نبع ماء بارد لا يعرف أحد قيمته لأنه موجود دائماً لا ينقطع.. أشجار نلجأ إلى وجودها و ظلها صيفا، و ( نقتلها) حطبا يذل صقيع و ثلج الجبل.
بيتنا المكون من ثلاث غرف، و مطبخ، و غرفة للبقرات، لا أذكر منه إلا صدى صوتي الخائف الهلع لصوت أمي في ليال حزينة، تتلقى ( كرباج) أبي، و تستيقظ صباحا لتحلب البقر، و ( تركش) الأرض.. تعد الإفطار، وتحبنا بطريقتها.. بإطعامنا، بتقليل نصيبنا من ( شغل الأرض)، بمساواتنا ذكورا و إناثا.. لكنها لم يحدث قط أن ضمتنا أو قبلتنا لذلك صدقنا كلام أبي عنها بأنها: ( ولاشي).. و عاملناها على هذا الأساس، حتى صدقت هي ذاتها هذه (الحيونة).. و اقتنعت بكونها ( ولاشي)، لكنها لم تكف عن حبنا يوما.

عندي ثلاث أخوة، و أخت واحدة.. أحبهم، و لكن أيضاً بطريقتي.. و عندما عرفت" عمار"  أحببته أيضاً بطريقتي.. و على ما يبدو طريقتي كطريقة أمي لا تحس إلا بعد فوات الأوان..

نظرت عبير إلى ( تمام الساعة) و قالت كأنما تهرب من ذكريات ملحة:
-(خلينا) نحضر الأخبار.. ( خلينا نشوف) إذا حوكم من عذب الأطفال في " درعا".

-ههههه..(درويشة) أنت صديقتي، هل تؤمنين بأنه سيحاسب؟! .. بتتذكري السبب المباشر و الأسباب غير المباشرة في كتب التاريخ في المرحلة الاعدادية.. أمست الحادثة السبب المباشر لثورة في " درعا"، ستشعل البلد قريبا و  بما أن الفضاء الافتراضي اكتظ بنجومها.. فالله يستر من القادم.

- الله لا يسمع منك.. بكرا الدم بيصير للركب.. صحيح نحن في حاجة إلى تغييرات، و إصلاحات، لكن الثورة في بلاد يحكمها استبداد سياسي، و يتربص بها استبداد ديني ثمنها باهظ جداً، لذا أدعو الله أن يحاكم سبب السبب المباشر، و يعود الأمان.. نحن أناس بسطاء.. شعب طيب.. يريد سلته بلا عنب، لكنه لن يقبل بإذلاله..( عيفينا) من الهم، و تعالي معي إلى غرفتي في السكن، نشرب ( متة) مع ( صبايا) التمريض، و نناقش الوضع السياسي.

-هه(شفت كيف)..هذه أول حسنات " الثورة".. انتقلنا نقلة نوعية من أحاديث الموضة و الأزياء و كرة القدم إلى أحاديث الوجود و الكرامة، المنطق و الخطأ، العلمانية و التشدد.. يعني من الآن هي ثورة لأنها غيرت في دواخلنا الكثير.

-و ستغير في أمننا أيضاً.. تسلميلي يا بلاد العجائب يا أنت .. ( من شوي) كنت تبكين ( حردان) باشا و الآن صرت ( ثورجية).

- حردان؟! يعني قصدك " عدي" سيرجع، يعني لم يتركني.. مع أنني أغضبته، (عيديلي )أنه سيعود.
- يا لطيف إذا صح.. رجعنا من أول الحديث..تأكدت الآن من نظريتي:
 الإنسان لا يستخدم إلا قسما بسيطا من طاقة دماغه، و هو حتما لا يستخدم إلا ( رشة) من روحه، و ( بخة) من ضميره، لذلك يطول عمره و (لا ينجلط).. 
إلا العاشق، فتشتعل روحه بالحب، و ضميره بالحق، لكنه و من كثرة( صرف الطاقة) ينسى استخدام عقله.. امشي ( خلصينا)..  

يتبع...
من رواية" علي السوري" قيد النشر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - aream
aream ( 2012 / 3 / 26 - 01:10 )
ماراح أحكي عن الدور الامريكي والغربي الاسرائيلي الخليجي الوهابي السلفي القذر بالاحداث بسوريا لاني واثق ومتأكد انك بتعرفيه حتى لو ماكبتي عنه ولامرة...رح بلش من البداية,الثورة المصرية يلي كلنا مؤيدين الها وتابعناها لحظة بلحظة خبر حبر ونحنا طاير عقلنا بالشباب المصري وكبر قلبنا بيلي عملو لحتى بلشت توضح الصورة واكتشفنا انو خالد سليم وائل غنيم فقاعات اعلامية وبس دمى كانوا بايد الغرب وفي اي شخص يشوف الفيديوهات ع اليوتيوب لحقيقة موت خالد سليم شقفة محشش وفي يشوف حقيقة الثائر وائل غنيم يلي هو مجرد عميل في فيديو مشهور له ع ع اليوتيوب كانوا عم يعلمو يوغوسلافيين ع تمردطبعا نحنا ما منكر ابدا انو في شباب طلعت من قلبها ونادات بالحرية والديمقراطية وماحدا بيقدر يدافع عن العميل حسني مباركولكن بعد فترة كل العالم اكتشف الحقيقية وصارت تقارير من كل الدول العالم تكشف عمالة بعض الشباب يلي قادوا ثورة متل اسماء محفوض او البنت يلي توفيت نانسي فيكم تكتبو ع غوغل حقيقة موت نانسي ورد الجنانين او فضائح خالدسليم او غنيم المهم الناس كلها اعترفت الاحضرتك هلكتي سمانا وانتي تقولي سامع خالد سليم شايف غنيم وتحطي صورة نانسي


2 - aream
aream ( 2012 / 3 / 26 - 01:16 )
وغيرن واليوم كل الخراب بمصر وسيطرت الاخوان ع مصر يلي اكيد رح يرجعوها للعصر الحجري واساتك بتقولي عنها ثورة!!!!!!!!!اما عن الازمة السورية ويلي انتي دافعي عنها من اول ثانية في البداية كان ممكن يصير شك بالموضوع بس الان بعد كل يلي صار من المعقول اساتك عم دافعي وتكتبي وتحرضي وتخترؤعي شخصيات بكتاباتك هي يلي مافهمتو مافي جريدة بالعالم ولا استخبارات دولة بالعالم ماعرفت انو يلي عم ينعرض سوريا في تشويه للحقيقية وعمل الضحية مجرم والمجرم ضحية.أخي استشهد منذ 10 ايام بتعرفي ليش يادكورة لانو معروف بالحارة انو ضابط علوي ابنته عمرها 6 اشهر اغتالو هدول يلي عم دافعي عنهم صرلك سنة مابقول غير الله يحرق قلبو كلشي كان معهم وناصرهم حتى لو بكلمة وصرخات وقهر مرتو وامي رح تضل تلاحقن ليوم القيامة..بكفي استحي ع حالك بيكفي تشويه قرات لك من فترة عن هي البنت يلي مابعرف شو اسمها ع اساس انو هي علوية مصورتيها مجرمة وتافهة استحي لانو انتي بتعرفي انو العلويين 95 معترين وما اجاهم شي من النظام لاقبل الازمة ولا بعد الازمة غير التعتير والتهديد بالقتل كل ثانية..بيبكفي كل ماحدا حاول يناقشك بتقولي عنو اقصائي طائفي .


3 - aream
aream ( 2012 / 3 / 26 - 01:19 )
استحي كيف بتوقفي مع الناس همن الاول قسيم البلد وابادة الناس تحت شعارات وهمية كالحرية والديمقراطية هي شفنا حرية بامريكا وانا بتابع اخبار ناشطين حركة احتلو وول ستريت وعم اسمع وشوف القمع والاضطهاد يلي عم يلاقو من السلطات بقى اخرسي لانو مافي دولة فيها حرية سياسية بكل معنى اللكلمة باي دولة بالعالم في فساد وفي مستفيدين من السلطة والى اخره..شو بيكون شعورك لو بتكون امك محل امي هلق وهي عم موت كل ثانية ع فراق ابنها يلي ماذنبو شي غير انو فايق الصبح ورايح ع دوامو...انتي وكل حدا سوري ناصرهم واعتبرهم ثوار لهدول المجرمين شركاء بدم اخوي!!!وبالرغم من كل كرهي لبعض رجالات النظام الا اننني الان وفي هذه الازمة اقف معهم لان وقوفي معهم معناها وجود ي ووجودي اطفالي من بعدي وبحب ذكرك رغم كلشي النظام عندو من الايجابيات يلي ماحدا بيقدر ينكرها...انتي درستي وصرتي دكتورة بمدارس وجامعات هادا النظام بتكلفة لا تجاوز 100 دولار او نسيتي!!!انا الان ماغلطت بحقك مع انك غلطانة بحق بلدك كتييير,موهبتك بالكتابة ممكن تفرغيها باي شي غير السياسة لانو مانبقتلك وكل مواقفك طلعت غلطت ابتداء بخالدسليم وانهاء بعلي فرزات يلي واشنطن بوست


4 - كل حياتك بترفعي الراس
سالي حكمت ( 2012 / 3 / 27 - 21:40 )
دكتورة لما الرائعة يكفي أن تقرئي التعليقات السابقة الكاذبة و أظنها لقريبة لك و تحكي عليك طالع نازل قدامنا.......حتى تعرفي لماذا يريد الشعب إسقاط النظام و تقفي مع المظلومين و المهددين

أنا أصدقك دكتورتنا الصادقة التي وقفت مع فقراء الجيش و الأمن و المتظاهرين السلميين فقط و التي لم تشخصن الموضوع و لم تنحاز إلا للحق........ و أول من وقف في وجه الجرائم بحق الإنسانية التي ارتكبوها تحت اسم الثورة...........و كنت ابعد الجميع عن حب الانتفاع و الشهرة فلا كسبتي معارضة و لا كسبتي موالاة.......كسبتي فقط الحقيقة.........

كل حياتك بترفعي الراس و قصة حياتك اللي كتبتيها في فراش حب :غدي...........بنرفع راسنا فيها و تدعو للفخر.....

سأرسل لك اسمي الكامل و اسم قريبتك على البريد الانبوكس...........

محبة قد السما.............

اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل