الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو مازن يعني: لا للقهر الوظيفي

فايز صلاح أبو شمالة

2005 / 1 / 15
القضية الفلسطينية


هذا أحد الشعارات التي علقت أثناء الحملة الانتخابية لرئاسة السلطة الفلسطينية في كافة المدن الفلسطينية، فهل معنى ذلك أن مرشح الرئاسة، وتنظيم فتح، وكل القائمين على دعم وإسناد الرئيس الجديد أبي مازن، يقرون مسبقاً أن هناك قهراً وظيفياً؟ وأن جملة الشعارات التي تدعو إلى الإصلاح ومحاربة الفساد أثرت بالإيجاب على الناخب الذي يعرف همومه، وبالتالي عدل من موقفه الرافض لممارسات السلطة إلى المؤيد لمستقبها، وأن وجع الفلسطينيين هو في داخلهم، وفي سلوك بعض القيادات قبل أن يكون في إسرائيل؟
إن صح ذلك؛ وأظن ذلك صحيحاً! فإن هنالك مسئولاً عن الفساد، ومسئولاً عن القهر الوظيفي؛ ومسئولاً عن برمجة تدمير الانتماء الصادق للوطن داخل نفوس الشعب!!
لعدة سنوات خلت والحديث لا يتعدى أولئك المقربين من الرئيس الذين سيطروا على قرار من يرث ومن لا يرث، المانحين الحارمين وفق أهوائهم، ولطالما تمت الإشارة إليهم، فمن هم، وأين هم؟
من هم، وأين هم؟ طالما مشهد الرئاسة لم يتغير وما زال على حاله!.
من هم وأين هم؟ طالما ما زال الذين يحيطون بأبي مازن هم أنفسهم الذين أحاطوا بأبي عمار، ويتصدرون المكان نفسه!، ولم يقدم أيهم للحساب بعد.
الذي غاب عن المشهد فقط هو الرئيس أبو عمار، وإن لم تتم محاسبة أولئك علناً، فإن أصابع الاتهام ستتجه إلى الرئيس السابق القائد الرمز أبو عمار، ولا أظن أن أحداً يرضى لشخصية الرمز المرحوم أن يكون في موضع اتهام!
ولتبسيط المهمة على الرئيس الجديد، أقترح عليه أن يعود إلى صحيفة الأيام الفلسطينية، إلى العدد الصادر في تاريخ 10/6/2004، ويتفحص الصفحة الثالثة من الصحيفة، سيجد تقرير المجلس التشريعي عن صفقة الأسمنت المصري التي ذهبت إلى إسرائيل لبناء جدار الفصل العنصري، وسيجد في تقرير التشريعي؛ أن الحكومة المصرية وبعد أن اشتد ضغط المعارضة عليها، قد طلبت شهادة فلسطينية تفيد بأن الأسمنت المصري يذهب إلى تعمير المخيمات، والبيوت التي يدمرها الإسرائيليون في قطاع غزة والضفة الغربية، وبالفعل، فقد قدم السيد عبد الحفيظ نوفل مدير عام الوزارة المعنية، هذه الشهادة المزورة إلى الحكومة المصرية لتعتمد عليها في الاستمرار في تدفق الأسمنت إلى إسرائيل لبناء جدار الفصل العنصري، هكذا جاء في تقرير المجلس التشريعي.
الملفت للنظر؛ أن على الصفحة الأولى من الصحيفة نفسها، تهنئة للسيد عبد الحفيظ نوفل على الثقة الغالية التي أولاها له فخامة الرئيس أبو عمار بترقيته إلى وكيل وزارة مساعد، فهل كان الرئيس السابق أبو عمار يعرف عبد الحفيظ نوفل، ويعرف ما قام به من عمل مشين بحق الوطن، وفق تقرير التشريعي، أم هنالك من زين للرئيس أعمال الموظف؟ وطمأن الموظف بأن مقابل هذه الشهادة الزائفة ترقية مضمونه، فمن هو الخائن الحقيقي؟
هل آن موعد الحساب، وإحقاق الحق العام؟
إن في تتبع هذه القضية وحدها، وفي طريقة علاجها ومحاسبة القائمين على الترقية، ومحاسبة المسئول عن تزييف الحقيقة، إشارة إلى كل أولئك الذين انتهكوا حرمة الوطن، وتعمدوا أن يضعوا الرجل المناسب لخيانتهم في المكان المناسب لمكاسبهم، وفي تتبع هذه القضية بداية تطبيق عملي للشعار الانتخابي الذي أعطى للرئيس الثقة: لا للقهر الوظيفي!.
د. فايز صلاح أبو شمالة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن|فيديوهات مرعبة! هل انتقلت البلاد إل


.. مصابون في قصف من مسيّرة إسرائيلية غرب رفح




.. سحب لقاح أسترازينكا من جميع أنحاء العالم.. والشركة تبرر: الأ


.. اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اجتياح رفح سيؤدي لنتائج كارثية




.. نائبة جمهورية تسعى للإطاحة برئيس -النواب الأميركي-.. وديمقرا