الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ( اللأيمو ) في العراق؟!

فليحة حسن

2012 / 3 / 11
حقوق الانسان



انتشرت في الآونة الأخيرة في العراق وبين شريحة المراهقين تحديداً ظاهرة غربية تسمى
( الأيمو) يعود تاريخ ظهورها في العالم الى عام 1985 حين ظهرتْ لأول مرة في أمريكا في (واشنطن) تحديداً،
وقد اختلفتْ فيهم التعريفات ، فمنهم من ينسبهم الى (عبادة الشيطان) أو (جماعة الموسيقى والموضة ) استناداً لطقوس خاصة يمارسونها يعتمدون فيها على موسيقى (الهارد روك ) التي ظهرت وبنطاق واسع في أمريكا الشمالية في الثمانينات ،
ومن الناس من يرى فيهم (جماعة متسكعة يلفها الحزن والضيق) نتيجة لما يرتديه هؤلاء المراهقون من أزياء يطغي عليها اللون الأسود ليس إلا ،
وهناك من يكنيهم بجماعة (المسكنة و الضعف والانتحار) كنتيجة لما قامتْ به إحدى المنتسبات الى هذه الجماعة عندما ناقشتْ هذه الفتاة مع أهلها وعن طريق الانترنيت انتشائها حين إيذاء نفسها قبل أن تُقدم على الانتحار ،
أما علماء الاجتماع فيعدونهم جزء من جماعة شبه منقرضة تسمى (البانكس)،
لكنني أرى في ظاهرة (الأيمو العراقية) رأياً آخراً قد يفترق عما هو مطروح ،
أرى فيها نوعاً من التنفيس عن كبت داخلي يعيشه المراهق العراقي ،
فهذا المراهق حين يرى طغيان التشدد الديني الذي يمارس ضده ، واضطهاده اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وفكرياً يحاول أن يثور بطريقته هو،
يثور على نفسه وذاته فيلجأ الى الحزن حتى يغدو ذلك الحزن مظهراً يتسم به ،
ويرتدي السواد تعبيراً عن إحساس يعيشه يرى فيه إن كلّ حياته تصطبغ بهذا اللون ،
وهو حين يلجأ الى ممارسة طقوس خاصة تقوم على موسيقى معينة فهذا نابع من شعور تربى عليه في المجتمع العراقي المتشدد دينياً والذي يرى إن كلّ ما يمت للموسيقى حرام ، فيقوم بتلك الممارسات اعتقاداً منه إنه يوجه رفضاً لهذا الحرام ،
كما إنني أعتقد إن ذلك المراهق المسحوق طبقياً -كما هو حال الشعب العراقي بكافته – إذا ما توجه بعبادته للشيطان فهذا نابع من إحساسه بأنه لم يجد في (رجال الله على الأرض ) وأعني الساسة والحكام المتنفذين والمتحكمين بمصيره لم يجد فيهم أداة لإنقاذه، وتوفير أسباب الرفاهية له وتحقيق سعادته ، بل على العكس من ذلك وجد فيهم أداة للقمع والإسكات والموت ،
لم يجد الله بوجه الجميل الذي تدعو إليه الدينات بكتبها ، بل وجد فيه (إلهاً) يدير ظهره الى خلقه دونما اكتراث بمصائرهم
(إلهاً) سلّم زمام عبيده الى من نكّل بهم وشردهم وفرق شتاتهم وقتّلهم ، فماذا يفعل هذا المراهق وهو لا يجد إلا الخوف والتهديد بكلمة (حرام) تلاحقه كجزاء على إي فعل بسيط قد يفعله ؟!
فما كان منه سوى النزوع الى صورة الشيطان السوداء التي زرعها فيه (أصلاً) المجتمع بوعي أو دون وعي فتلبسها كمناقض لما هو مألوف وسائد ،
من هنا يتوجب علينا أن نفهم إن هذه الظاهرة من الممكن معالجتها إذا ما ثاب حكامنا الى رشدهم وتبينوا بأنفسهم ما ستؤول إليه الأمور الى سوء كبير إذا ما تُرك العراق يرزح تحت نير الظلم والظلام ولم تتحقق له مستلزماته الحياتية في الأقل !
فبدلاً من أن نقتل هؤلاء (المراهقين) -وأصر على هذه الكلمة- لأن كلّ هؤلاء هم في عمر السابعة عشرة ، العمر الذي يجد فيه الإنسان نفسه في منطقة حرجة،
منطقة لا يفهم بها الى أي مرحلة ينتمي هو الآن، هل الى الشباب أم الى الطفولة ؟
مرحلة يسميها علماء النفس (مرحلة الاقتراب من النضج وليس النضج نفسه )،المرحلة التي تحتل فيها مشاكل جمة أنفسنا ،
إذن لنعتبرها مشكلة ولكّل مشكلة حل والحل يكمن فينا، كحكام وكمجتمع وكمؤسسات وكأسرة وكأفراد ،
والحل لا يكون بالقتل أبدأ !
نعم بدلاً من أن نقتل هؤلاء المراهقين لننقذهم مما هم فيه،
فنوفر لهم العيش الرغيد ، ونحاول تأمين مستقبلهم بتوفير فرص العمل لهم ومساعدتهم الى الوصول الى مرحلة الشباب بوعي ومساندتهم في تكوينهم لأسر يحلمون بها ،
نحاول أن نقترب منهم لا أن نعاملهم كفئة شاذة يتوجب القضاء عليها بالقتل لأنهم ببساطة أولادنا أولاً وهم الجيل الذي يقوم عليه المستقبل ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القادم اسوأ
ابو نواف ( 2012 / 3 / 12 - 09:19 )
وهل ممكن للخونه ان يثوبوا الى رشدهم
وهل ممكن لعميل ان يعمل لصالح شعب لا ينتمي له اساسا
السيده الكاتبه لك احر تحياتي
هذه الظاهره التي اسموها الأيمو هي نتاج طبيعي للافكار الظلاميه التي جاء بها المحتل ورجالاته
والقادم اسوأ اذا بقيت نفس الأحزاب والشخصيات على سدة الحكم

اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر