الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية اليسار في -إسرائيل-...باختصار

سليم البيك

2005 / 1 / 15
القضية الفلسطينية


توجد إشكالية حاضرة و متكررة عند وصف بعض الأحزاب و التجمعات "الإسرائيلية" باليسارية.. فهناك نقاش دائم حول مدى "يساريتها". فهذه الأحزاب و التي تتكون في معظمها من المهاجرين اليهود تحاول ما أمكنها أن تغض الطرف عن الجريمة التي ارتكبت على أرض فلسطين عام 1948 (النكبة), فلا تقر بما أجرمه الكيان الصهيوني في ذلك العام من احتلال أراض و إحلال أناس محل شعب و تهجير مئات الآلاف من هذا الشعب و ارتكاب عشرات المجازر بحقه و محاولة مسح الهوية الوطنية الفلسطينية و تدمير ما بناه الفلسطينيون من بيوت و مدارس و مؤسسات و غيرها كما تجريف الأراضي الزراعية و إلى كل ما هنالك من ممارسات صهيونية بكل ما في الكلمة من همجية والتي بتنا معتادين عليها حتى الآن..بعد 56 عام. هذه الأحزاب تعتبر أن الصراع و الاحتلال بدأ منذ نكسة عام 1967 و هي تصر بشكل لا موضوعي على دراسة و تحليل أسباب الصراع بدءا" من ذلك العام, أي بعد احتلال الضفة الفلسطينية و قطاع غزة, و ذلك تجنبا" للنقاش حول مشروعية تأسيس و بالتالي وجود هكذا كيان. علما أن المدة بالمعنى التاريخي قصيرة جدا بين العامين المذكورين.
"إسرائيل", هي التجسيد المادي للحركة الصهيونية و هي الثمرة, والسامة بطبيعة الحال, لتزاوج هذه الحركة مع الإمبريالية. فقامت هذه الدولة الفاشية على قاعدتين إحداها دينية و الأخرى إمبريالية وهي الأكثر إقناعا". بالنسبة للقاعدة الدينية, فقد جمعت الحركة الصهيونية و الغرب الكولونيالي يهودا" من بقاع متعددة و متنوعة من العالم, بمختلف اللغات و العادات و التقاليد و القوميات... على أرض فلسطين تحت عناوين عقائدية دينية كالـ (أرض الموعودة) و (شعب بلا أرض لأرض بلا شعب) وغيرها! هكذا يتخلص الغرب من اليهود برميهم إلى فلسطين, بعيدا" عن أوروبا. فقامت الدولة اليهودية, دولة لكل يهود العالم..اليهود فقط! و كأي حزب يساري في العالم كان, و لا يزال, على هذه الأحزاب مواجهة الدولة القائمة على أساس ديني و المحتكرة لذلك الدين لنفسها.
أما بالنسبة للقاعدة الأكثر رسوخا" و المتعلقة بالإمبريالية الأمريكية التي كانت, ولا تزال, الراعي الرسمي و الداعم بلا شروط لهذا الكيان. فقد قامت "إسرائيل" كقاعدة أمامية للرأسمال الغربي والإمبريالية الأمريكية في هذه المنطقة الحساسة من العالم بالمعنى الجيوبوليتيكي, وهي تتبجح بكونها بارجة طائرات أمريكية..مطعم وجبات سريعة أمريكي..وكولاية أمريكية أخرى - تجوز بضم الهمزة وبفتحها. فدعم الولايات المتحدة لهذا الكيان أحتم عليها أن تتخطى حدود الانحياز لتصل إلى درجة الشراكة الكاملة لكل ما ترتكبه "إسرائيل" من إرهاب دولة منظم في حق كل ما هو فلسطيني من بشر و شجر و حجر.
مما تقدم نلاحظ أنه من المتوقع من الأحزاب اليسارية في كل العالم أن تكافح هذه الدولة و هذا الكيان القائم على أساسات تنفي عنه أي شرعية للوجود, ليس فقط على الأراضي التي احتلها عام 67 بل أيضا" تلك التي احتلها عام 48 ..على كل فلسطين التي سلبها من شعبها. فهذا الكيان أثبت بجدارة تناقضه مع كل ما هو تقدمي و إنساني عبر ممارساته العنصرية اليومية و انتهاكاته المتكررة لكل مواثيق حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية تحت رعاية الكاوبوي الأمريكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف