الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى مؤيدي الأسد: انتبهوا إنه يقودكم إلى خراب مؤكد

محمود يوسف بكير

2012 / 3 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


للأسف لا زالت الأغلبية في سوريا تنشد الحرص والسلامة على حساب الحرية والكرامة ويصدقون الأكذوبة التي يروج لها الأسد ونظامه العفن بأن بقاءه يعني الأمن والاستقرار لسوريا. ولو أن هؤلاء فكروا قليلاً لأدركوا أن ما يحدث في سوريا الآن على يد الأسد وشبيحته لا يقود إلا إلى نتيجة واحدة هي دمار سوريا.
إن الأسد وأسرته وشبيحته قرروا أن يضحوا بسوريا كلها من أجل بقائهم بعيداً عن يد العدالة التي حتماً ستطالهم فلن ينسى الشعب السوري ولا العالم ولا التاريخ كل ما ارتكبه هذا السفاح من جرائم في حق هذا الشعب الطيب.

ولهذه الاغلبية الخائفة نقول أنه حتى لو بقي الأسد بفضل آلته العسكرية لعدة سنوات أخرى فقد فقد شرعيته أمام العالم الذي أجمع على إدانته ماعدا بعض الأنظمة القمعية التي تعد على أصابع اليد الواحدة وهي أنظمة غير مستقرة داخلياً وتجلس على قنابل زمنية موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة. وسياسات حكومات هذه الدول وعلى رأسها روسيا والصين وإيران تجاه سوريا لا تعبر عن رؤى شعوبها المقهورة وربما تؤدي هذه السياسات العبثية وغير الإنسانية إلى التعجيل بانفجار الأوضاع الداخلية في هذه الدول.

الأسد يبرر تمسكه بالسلطة بأن أغلبية السوريين معه، ولكن المذابح التي قام بها ضد آلاف السوريين وحصارهم وتدمير بيوتهم وتشريدهم تعتبر جرائم ضد الإنسانية حتى ولو كانت ضد اقلية من السوريين كما يدعي وتستوجب هذه الجرائم عزله ومحاكمته وليس التفاوض معه كما تطالب روسيا والصين.

ولمؤيدي الأسد وللصامتين نقول أن ما فعله هذا السفاح وما قاد إليه سوريا من عزلة وعقوبات ومواجهة في العالم كله سيكون لها مردود سيئ على الأوضاع الداخلية في سوريا ، ومن ثم فإنها مسألة وقت فقط بعدها سيدرك هؤلاء الصامتون أن حالة الاستقرار التي نجح النظام في إيهام الأغلبية بها ما هي إلا كابوس مروع وأنه كان من الأجدى التضحية بالأسد ونظامه الفاسد بدلاً من التضحية بسوريا كلها.

مرة أخرى نقول أنه لا يمكن أن تتمتع سوريا بأي أمن أو استقرار طالما بقي الأسد وأسرته في الحكم.
إن المسألة أصبحت مسألة ثأر بين أهالي آلاف الشهداء الذي قتلهم الأسد في حمص ودرعا وحماه وغيرها وبين أسرة هذا المجرم الذي لا أشك لحظة في أنه يموت في جلده كل يوم عشرات المرات وهو يعيش حياة الفئران بين الجحور خوفاً على حياته.

لقد وصلت الأمور إلى نقطة اللا عودة ولم يعد هناك خيارات عديدة أمام الأسد وأسرته الحاكمة وهو يعلم جيدا أن سوريا لم تعد العزبة أو الإقطاعية التي ورثها عن أبيه وأن التغيير قادم لا محالة وأن مصيره هو نفس مصير القذافي أو مبارك أو بن علي فإما أن يقتل أو يعتقل أو يهرب مثل الفئران ولذلك فإنه يتصرف كالمجنون ويعتقل سوريا كلها ويقتل بلا تمييز ويدمر مقدرات سوريا ويجرف ثرواتها بنظام علي وعلى أعدائي أو أنا ومن بعدي الطوفان.

أما آن الأوان لكل شباب سوريا في دمشق وحلب على وجه التحديد أن يستيقظ من سباته وينزع الخوف من قلبه لإنقاذ بلاده من هذا المصير المروع الذي يقودها إليه هذا السفاح الأرعن؟

الشباب في مدن سوريا الكبرى ليسوا أقل شجاعة من شباب تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن، ولماذا نذهب بعيدا، ألم يروا حجم التضحيات التي بذلها ويبذلها أقرانهم في حمص ودرعا وحماه وغيرها من أجل تحرير سوريا من عائلة الأسد وبناء مجتمع ديمقراطي حر يقوم على المساواة والعدالة ودولة القانون والمؤسسات؟

إذا كنتم صامتين أو متفرجين أو تكتفون بالدعاء في انتظار المعجزة فإن عصر المعجزات قد ولى منذ آلاف السنين ولم يعد لنا من سبيل لتحقيق أمانينا في الحياة إلا الكفاح وبذل العرق والدماء.

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا



محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حبكة عليك أن تفهمها قبل غيرك ياسيادة المستشار
يوحنا مالوم ( 2012 / 3 / 11 - 21:07 )
ليتك تقرأ المقال المعروض على يمين مقالك بعنوان ربيع الشعوب أم أعدائها. هذه الحركات العاطفية والمسلحة المشحونة والمدفوعة قيمتها من حكام الخليج ووسائل إعلامها ومن شيوخها الغرض منها هو تلبية الخطة الأمريكية الصهيونية للقضاء على كل وحدة وتطور وكرامة متبقية بينما تستغل إسرائيل انشغال العرب بهمومهم وتستولي وتعتدي على أراضي وأهالي البلد الأصليين
هل تحرص أمريكا والصهيونية على حرية الشعب السوري وحقوقه وهل سيكون ربيعاً مجرد القضاء على الأسد أم كل ذلك لفتح الطريق سهلاً لإفتراس ايران التي هي مشكلة إسرائيل الأولى

يتبع


2 - حبكة عليك أن تفهمها قبل غيرك ياسيادة المستشار
يوحنا مالوم ( 2012 / 3 / 11 - 21:09 )
تابع

سعي العملاء الحثيث لتنفيذ الأجندة الأمريكية لحماية إسرائيل إحدى الولايات الأمريكية كما صرح مؤخراً باراك أوباما وتجزئة الوطن العربي حتى لاتقوم له قائمة تقلق إسرائيل المستقبل . ولم نعتبر مما رأيناه من ربيع ليبيا وتونس ومصر والسودان والعراق بعد زوال حكامهم. العمالة والخيانة موجودة في كل زمان ومكان ولكن أن تكون بهذه الجرأة وهذا الوضوح وهرولة دول الخليج والسعودية والجامعة العربية لتسليم الوطن العربي لقمة سائغة لنهبها والطلب الوحيد هوإسقاط الأسد الذي عملوا منه ماعمل الحمَل المسالم بوش من الطاغية المجرم صدام العراق وبزوالهم سيسود السلام وستهبط الحرية والديمقراطية طالما أن البرنامج الأمريكي الصهيوني جاهزاً بديلاً عن الحكام الذين يقفون حجر عثرة أمام تنفيذ خطة الشرق الأوسط الجديد حبكة عليك أن تفهمها قبل غيرك ياسيادة المستشار وتُجنِب بلدك من الإنسياق بهذه المجازفة الخطرة على أولادك وأهل بلدك إن كنت أصلاً تعيش فيها


3 - وانا اقول
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 3 / 12 - 07:49 )
الى مؤيدي مملكة الخيانة والعمالة السعودية وامارة قطر الصهيونية: انتبهوا إنههما يقودانكم إلى خراب مؤكد وذالك باستبدال حكم سيء الى حكم اسوأ منه خدمة للامبرالية والصهيونية العالمية.
متى كان فاقد الشيء يعطيه؟؟.اذا كانتا السعودية وقطر حريصتين على دماء السورريين فلماذا لا تكونا حريصتين على دماء الفلسطينيين؟؟.
لماذا يصدر ملك السعودية امرا ملكيا يحظر على رجال دين بلاطه التعرض لامريكا؟؟. الا يعني ان السعودية وقطر واسرائيل وجهان لعملة واحدة؟؟.
ومتى كانت السعودية محبة للخير والسلام وهي منبع الارهاب وحاضنه؟؟.
كفانا استهبال ايها الاخ النبيل.
ماذا جنت ثورات الربيع العربي غير استبدال انظمة بانظمة متخلفة لا تؤمن بالديموقراطية الا بما تخدم مصالها فقط.
على الشعب السوري المطالب بالحرية والعدل ان يعتمد على نفسه ويبعد الدول العميلة التي لا يهمها الا تنفيذ الاوامر الامريكية لمشروع الشرق الاوسط الجديد.


اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا