الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب الفكري ..وخفايا الشر

زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)

2012 / 3 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


غريب امرك يا بلاد الرافدين، غريب ما يحدث فيك، وعجيب ما نراه في بلاد الحضارة في القرن الحادي والعشرون، هل فشل حمورابي في تغيير العقل العراقي، هل فشل البابليبن اصحاب الفلسفة وعلم الفلك في التاثير على اهل الدار واستفاد منهم اليونان امثال افلاطون وغيرهم ، والسومريون غيروا التاريخ وظلوا في متاهة التاثير على عقلية العنف، والحضارة الاسلامية نفسها ظل اسيرة الفهم والمزاج السلبي في الفهم لدى الفرد العراقي، فالحجاج وغيره لم يكونوا طغاة لو كانوا في غير العراق، واستمر العنف الدموي في العراق، فالحكام يتخلصون من بعضهم البعض بالقتل والتغيير السياسي لا يتم الا بالعنف والدم والثوراتـ فالعراق معروف ببلد الثورات والانقلابات،اذن لم يتمكن الحضارات المختلفة في العراق من معالجة الازمات النفسية والدينية التي يعيشها الفرد في العراق، ان التاريخ العراقي مليء بالاحداث والمعطيات الخطيرة فالفكر معتقل والكلمة معدم والاختلاف كفر ، والضعيف ميت والقوي يستبد والتوازن مختفي والعدالة ضائع، والحرية مسلوبة، ولا توجد هناك حدود بين الحرية الشخصية والحريات العامة، يحكم القوي بالمزاج وفق الشريعة التي اخترعها من افكاره المظلمة لا توجد فهم للدين ولا مجال للانسانية، والكل محكوم والكل متهم ...
إن ما حدث في بغداد من عملية القتل الوحشي ضد جماعة الايمو يقصد بالايمو (Emotional Hardcore Punk) أو شخصية حساسة بشكل عام، بدأت هذه الحركة في العاصمة واشنطن منذ منتصف الثمانينات.) إن ظاهرة الايمو ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي، ولا يعي الشباب العراقيين المغزى الرئيسي من الظاهرة وما هي الا حالة تقليد سلبي لا يغني عن الحق شيئا. ان الغريب في امر الايمو كونه شخصا معزولا و مدمن على تعاطي الحبوب التي تسبب الكآبة, حيث يحصلون على هذه العقاقير من المحلات التي تبيع البستهم و حليهم, وكذلك يكون الايمو مبهم الشخصية.
ان الظاهرة لها مخاطرها على الشباب من حيث المستقبل، ولكن لا يمكن حل هذه الظاهرة بالقتل الهمجي عن طريق قتلهم بالضرب فالايمو شخص مريض يحتاج الى العاطفة والمعالجة النفسية، ولكن يبدو ان الذين قاموا بالارهاب ضد اولئك الشباب هم ليسوا بافضل حال منهم، هم يعانون من ازمات جوهرية في العقيدة والمعتقد، في الفهم والصواب، هم اصحاب العقول المغلقة الذين لا يملكون ارادتهم و يمكن ان يرموا انفسهم بالنار باشارة من زعمائهم المرضى.
ان ما حدث في بغداد يجعل مستقبل الحرية والديمقراطية في العراق موضع التساؤل والريبة، وهل اننا فعلا في مرحلة التحول نحو الديمقراطية ام في مرحلة التحول نحو العصور المظلمة والتحجر الفكري، والارهاب الايدولوجي، وان القتل سوف تكون الوسيلة الاولى والاخيرة في تصفية الحسابات الفكرية والاختلافات الايدولوجية، ان العراق في ظل وجود الجماعات المظلمة والعصابات الشرسة لم ولن ترى التحرر والديمقراطية، اننا متجهون نحو مستقبل مجهول. واخيرا اقول ماذا نقول للعالم ان شعب له تاريخ طويل في الحضارة وذو فضل على الحضارة الانسانية لا يتحمل مراهقين مرضى ويقتلونهم بوسائل العصور الوسطى الاوربية واننا في العراق مقبلين على مرحلة العصور المظلمة العراقية ومحاكم التفتيش في عصر العولمة. ولكن ان الحكم ليس مطلق واننا في العراق لدينا النخبة التي تعي ما لها وما عليها ونامل التغيير من تلك النخبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي