الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من كثر كلامه

عمر دخان

2012 / 3 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


"من كثر كلامه كثر سقطه" هذا هو بالضبط ما يحدث مع القرضاوي هذه الأيام، و الذي لم يترك موضوعا لم يتحدث فيه، خاصة على الصعيد السياسي. رجل الإسلام السياسي و الإسلامويين الأول هذا قلل من شأن نفسه كثيرا بدخوله المعترك السياسي و تحوله إلى لاعب سياسي تحكمه المصالح و المطامع، بدل أن ينشغل بعلوم الدين التي هي إختصاصه.

تطاوله الأخير على دولة الإمارات العربية المتحدة جاء ليثبت أنه فقد السيطرة على نفسه تماما، و أصبح يهاجم الجميع وفق ما يصور له هواه، و لمجرد أنهم خالفوه أو أضروا بمصلحة من "يهمه" أمرهم. مخطيء من يعتقد أن هجومه على دولة الإمارات جاء حقا دفاعا عن السوريين الذين خالفوا قوانين الدولة و تم ترحيلهم وفق للقانون المعمول به، فالأمر أكبر بذلك من كثير.

دولة الإمارات العربية المتحدة كانت و لا تزال تحت هجوم إنتقامي شرس من فلول الإخوان المسلمين على أراضيها و خارجها، و تصريحات القرضاوي الأخيرة جاءت بصفته أحد مرجعيات الإخوان المسلمين، و هو ما يفسر تدخل المتحدث العام للإخوان المسلمين للدفاع عنه بعد تهديد الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي، للقرضاوي بإصدار مذكرة إعتقال بحقه إن هو تمادى في تصريحاته اللامسؤولة التي بات يطلقها يمينا و شمالاً.

حملة الإخوان المسلمين على دولة الإمارات تأتي كنتيجة لمكافحة الدولة الدائم لهم و لمؤامراتهم، و أيضا بسبب العداء الشديد الذي تكنه تلك الجماعة للشيخ المرحوم زايد مؤسس الدولة و الذي كان من أوائل المدركين لحقيقة تلك الجماعة و المحذرين منها. يضاف إلى ذلك ما حدث قبل فترة معتبرة من قيام رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد بتجريد مجموعة من الإخوانيين من الجنسية الإماراتية التي حصلوا عليها قبل فترة طويلة، و ذلك بسبب تآمرهم على أمن و إستقرار البلد.

القرضاوي له أيضاً مواقف شخصية مع دولة الإمارات التي منعته من دخول أراضيها من قبل، لإدراكها للخطر الذي بات يمثله هذا الشخص و الذي يبدوا أنه يريد أن يصبح زعيما سياسيا "بالغصب" معتقدا أن التهجم على الجميع و إقحام نفسه في كل شيء هو السبيل لتحقيق ذلك.

من المخزي فعلا أن يتحول رجل دين ذو باع في مجال العلم الديني إلى مجرد إنسان فقد القدرة على التوقف عن الكلام في كل شيء و أي شيء، شخص يخدم أجندات جماعات مشبوهة، و خاصة بعد أن تحول إلى زعيم روحي لتلك الجماعات بدليل رد الفعل الهجومي و الإستفزازي من الناطق بإسم الجماعة دفاعا عن "إمامهم الأعظم".
التصريحات السوقية التي أطلقها القرضاوي و المتحدث بإسم الجماعة لا تشكل أي تهديد ضد دولة الإمارات، خاصة و أنها تأتي من شخصين لا يملكان الكثير من الوزن على الساحة العربية، الأول فقد إحترامه بسبب كثرة كلامه و زلاته، و الثاني يمثل جماعة مازالت تصنف على أنها إرهابية في الكثير من دول العالم و تملك سجلاً حافلاً بالنشاط الإجرامي و المؤامرات ضد كل بلد فتح لهم أبوابه.

أيها القرضاوي، أُطلق عليك وصف "عالم دين" من قبل لأن ذلك هو إختصاصك، سواء إتفقنا أو إختلفنا مع حقيقة كونك عالم دين من عدمه. السياسة ليست مجالك و لا إختصاصك، خاصة مع عصبيتك الزائدة و إستعدادك الفوري لإصدار فتاوى القتل على المباشر و تعصبك الدائم لطرف دون آخر. أنت الآن تلعب مع لاعبين كبار لست بحجمهم مهما كبرت قاعدتك الشعبية، لأنك في الأخير أنت من تدخلت في شؤون الإمارات الداخلية، و ليست هي من تدخلت في شؤونك الداخلية.

رحم الله امرءا عرف قدر نفسه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا على المقال
ناديه احمد ( 2012 / 3 / 12 - 08:29 )
-أيضا بسبب العداء الشديد الذي تكنه تلك الجماعة للشيخ المرحوم زايد مؤسس الدولة هذا العداء سببه ان الشيخ زايد نجح نجاحا كبيرا فى النهوض بالامارات واحبه الشعب الاماراتى والعربى ايضا وهذا هو سبب عداء هذه الجماعات له , فهم مثل كل الديكتاتورين لن يقبلوا بصعود شخص من خارجهم وسوف يسعون بكل قوة لتحطيمه حتى لو استطاع هذا الشخص النهوض بأوطانهم , هم لايقيمون للاوطان ولا للشعب ولا حتى للاسلام اى اهميه المهم بالنسبه لهم هو الجماعه مثلهم مثل الديكتاتور وعائلتة وحاشيتة , ارجو تقبل تحياتى
















2 - ياسلام
Sarah Edmond ( 2012 / 3 / 12 - 11:17 )
انا لست مع القرضاوي ولا مع اي ممن يدعون بأنهم رجال دين يوزعون الفتاوي والكلام دون اسباب او حجج منطقية واضحة ولكنني ايضا لست مع ان يعتمد قائد شرطة على صفته لتوجيه تهديد واصدار مذكرة اعتقال دولية ضد شخص ما لانه علق او قال رأيه .... يعني المنظومة كلها فاسدة وليس ثمة معنى لهذه القصة كلها سوى انها تعكس مدى رداءة الفكر والقيادة العربية وكيف يتم توجيه انتباه الناس عن قضايا كبرى لتختزل في مسائل غبية


3 - اذا عرف السبب
عبد الله اغونان ( 2012 / 3 / 12 - 17:53 )
الكاتب استنكر على القرضاوي تدخله في الشؤون السياسية لانه يرى ان العالم يجب ان يكون واعظا وشيطانا اخرس وطابورا للسياسيين الفاسدين.لذلك انتقل من القرضاوي الى الاخوان الذين اختارتهم الشعوب عن دمقراطية.تغاضى عن سبب تهديد الشيخ المجاهد يوسف القرضاوي.الامر معروف يتعلق بالملف السوري هل انت ضد الثورة السورية ومع المجازر التي تقع هناك
اذاعرف السبب بطل العجب


4 - رد على عبد الله اغونان
عمر دخان ( 2012 / 3 / 13 - 11:57 )
منذ متى أصبح القرضاوي الناطق الرسمي بإسم الثورة السورية؟ و هل إنتقاد تصريحات القرضاوي يعني أن الناقد ضد الثورة السورية أم أن هذا الأسلوب نفسه الذي إستخدمتوه مع من إنتقد حماس تريدون إستخدامه مع القرضاوي؟ أسلوب الإخوان المسلمين في المتاجرة بقضايا الشعوب الأخرى هذا لم يعد يخدع أحداً، و الإخوان المسلمون الذين خدعوا الشعوب للوصول إلى مناصبهم ليسوا فعليا -خيار- الشعوب العربية.
أضف إلى ذلك، شيخكم هذا الذي تقول أنه ليس شيطانا أخرس للسياسيين على حد تعبيرك، لا يجرؤ على التصريح و لو بكلمة واحدة ضد أولياء نعمته، و أنت تدرك جيدا من أقصد.
لا أدري أي سبب تتحدث عنه و أنت تحاول تلفيق إتهام لي بالعداء للثورة السورية على مرأى و مسمع مني! الموضوع يتحدث عن الإخوان و كبيرهم و تدخلهم في شؤون الإمارات، و ليس له علاقة بالثورة السورية، لذلك لا داعي للقيام بهذه المحاولات الرخيصة التي تعودنا عليها من الإخوان المسلمين و أتباعهم.

اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب