الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افشال الانتخابات خطوة نحو افشال المشروع الامريكي

سمير عادل

2005 / 1 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تتهمنا القوى المشاركة في الحكومة الكارتونية والاطراف المتوهمة بالمشروع الامريكي، بان الحزب الشيوعي العمالي يلتقي مع هيئة العلماء المسلمين، بسبب مقاطعتنا للانتخابات والعمل على افشالها. وهنا لا بد من توضيح موقفنا اضافة الى تثبيته. نحن اول من رفع شعار "لا لامريكا .. لا للاسلام السياسي" وكذلك "لا للارهاب الامريكي .. ولا للارهاب الاسلامي". ونشرنا هذه الشعارات في جميع الشوارع والازقة في مدن بغداد والبصرة والناصرية وكركوك وديالى. وهذه الشعارات دبت الغضب في صدور الاسلاميين ونظموا حملة مضادة لمسح هذه الشعارات على الجدران. والكل يدرك اليوم، ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو الطرف الوحيد ودون تردد وقف ويقف ضد المشروع الامريكي في العراق وضد المشروع الاسلامي بشقيه الشيعي والسني، السيستاني وولاية الفقيه وبن لادني والزرقاوي.
وقلنا مرات عديدة ان الجماعات الاسلامية تبرر جرائمها بالوجود الامريكي في العراق. وان ارتكابها للعشرات الجرائم ضد النساء والمسيحيين والصابئة وقتل العلمانيين وتفجير محلات الخمور ودور السينما ليست لها علاقة بمقاومة الاحتلال، بل مقاومة الاحتلال هو الغطاء الشرعي والقانوني لتمرير جرائمهم. اذ نشر على الانترنيت قبل يومين على لسان الزرقاوي لو طبق في العراق 90% من القوانيين الاسلامية و10 % من القوانين الوضعية فأن المجتمع كافر. اي جرائم الزرقاوي ومشروعه لتأسيس امارة اسلامية في العراق على بحر من الدماء وجماجم اطفال ونساء وشباب العراق، هو الهدف والاستراتيجية للاسلام السياسي في العراق وليس انهاء الاحتلال الامريكي. ومن جانب آخر ان عدم المشاركة في الانتخابات من قبل هيئة العلماء المسلمين التي هي ناطقة بأسم الاسلام السياسي السني، يأتي من عدم القناعة بمقدار حصتها في ادارة الدولة. وتضامن معها موقف الحزب الاسلامي الذي انسحب مؤخرا من الانتخابات. وتأتي مناورات الباججي لتأجيل الانتخابات ايضا لتكملة الصورة الطائفية وتكريسها في شكل ادارة الدولة التي بدأت تتفجر عشية الانتخابات. حيث ينطلق الثلاثة معا، الباججي والحزب الاسلامية وهيئة العلماء المسلمين في موقفهم ازاء الانتخابات من مقدار توسيع حصة طائفة السنة في السلطة المقبلة في الانتخابات وان كانت تحت عنوان "تأجيل الانتخابات". فمن السهولة ان يستنتج المرء لايمكن ان يحصدوا هؤلاء الثلاثة الاصوات الكافية في الانتخابات، التي تنتفي فيها شروط الانتخابات التي حددناها، وهي تعول على المناطق التي هي خارجة السيطرة كليا مثل الموصل وصلاح الدين والانبار وديالي ..
اما موقف الحزب الشيوعي العمالي فهو واضح ولا يلتقي من بعيد او من قريب مع مشاريع الاسلام السياسي وخاصة في موضوعة الانتخابات، حيث نحن بصدد مناقشتها الان. نحن مع اية عملية تدفع الجماهير في المشاركة في تشكيل سلطتها السياسية. ونعتقد ايضا ما ستنظم في العراق في 30 كانون الثاني المقبل ليست انتخابات بل مسرحية تراجيدية للتتويج المشروع الامريكي في العراق، وهو المشروع القومي والطائفي والديني لتقسيم المجتمع العراقي وما نرى من تداعياته الدموية الان. والانتخابات لا تحسم الاوضاع السياسية في العراق ولا الاوضاع الامنية. وهذا لم نقله نحن فقط بل جاء على لسان رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي وجيمي كارتر الرئيس الامريكي السابق والاخضر الابراهيمي ممثل كوفي عنان في العراق وقائد الجيوش الامريكية في المنطقة. ونظيف اليها لا تنهي اوضاع الاحتلال. ان بحر الدماء يتسع يوميا ويكاد ان يغرق جميع المدن العراقية مع اقتراب موعد الانتخابات، وبوش وعلاوي يصران على اجراء الانتخابات. ونحن نقول المشاركة في مهزلة الانتخابات ((لا هو واجب وطني ولا هو مقدس ولا هو فرض ))، بل هو تأييد مطلق للمشروع الامريكي وادامة سيناريو المحاصصة القومية والطائفية والدينية. فليس على الجماهير الا مقاطعتها وافشالها. واما الاطراف التي تحاول ان تضعنا في نفس الكفة من الميزان مع هيئة العلماء المسلمين ليست الا ممارسة عملية الابتزاز السياسي والضغط لتغيير موقفنا من الانتخابات لصالحهم واضفاء الشرعية على وحشية السياسة الامريكية في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستارمر يتولى رئاسة وزراء بريطاينا بعد 14 عاما من حكم المحافظ


.. اشتعال النيران في منزل بكريات شمونة شمال إسرائيل إثر سقوط صو




.. ما دلالات تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان على منافسه المحافظ جل


.. هل يرغب نتيناهو بالتوصل لاتفاق بشأن وقف الحرب على غزة؟




.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟