الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعمة الأيمو على العراقيين

عبدالناصرجبارالناصري

2012 / 3 / 12
كتابات ساخرة


كل ما مر ويمر على العراق من سوء ومن تفجيرات وقتل ودماء فهو يحدث بسبب الفكر الطائفي وبسبب الفتاوى التكفيرية التي تكفر الآخر وتأمر بقتله ونحن في العراق ذقنا مرارة الطائفية ولازلنا نتلذذ بدماءها ومذابحها حتى أصبحت الطائفية عبارة عن مجزرة خاصة لذبح الأنسان على غرار مجازر الحيوانات التي تذبح فيها الحيوانات لكي يقوم القصابون ببيعها للمواطنين ولكن مع تطور ونمو الطائفية في العراق قام بعض العراقيين بتحويل مهنة القصابة من مهنة مختصة بذبح الحيوانات على الطريقة الأسلامية الى مهنة مختصة بذبح الأنسان على الطريقة الطائفية
ولازلنا نتذكر أيام أبو درع والزرقاوي وعصابات الموت التي لازالت خيوطها تتحرك على الأرض العراقية ولم نعد نتصور بأن العراق يستطيع الخروج من تلك المشاهد لأننا لازلنا يوميا نقدم العشرات من أبناء شعبنا من كافة أطيافهم وألوانهم لأننا نحكم بطريقة الفتاوى وليس بطريقة القانون لأن الفتوى اليوم تتحرك بالشارع أكثر من حركة القانون والنظام ولازلنا نعيش تحت رعب الفتوى فيوميا العراقيون يتوجهون الى مكتب مختص بالفتوى وكأن المواطن ليس لديه عقل حتى يذهب الى صاحب العقل الراجح لكي يرشده بالفتوى التي تزيين له الحياة ولاأتصور أن هنالك فتوى تزيين الحياة بل أن أغلب الفتاوى تشير الى كره الحياة ونبذ الجمال وتثوير الناس ورمهيم الى المهالك والى الظلمات
فالعراقيون أصبحوا اليوم يعشقون مايسمى " إلزم سره " فبعد مايلزم العراقي سره على التعيين وعلى الغاز وعلى الطبيب وعلى المسؤول أكتشفوا سره آخر هولزم السره على من يصدرالفتوى ولكن هذا السره يختلف عن كل أنواع السره لأن اللازم سره على الغاز بأمكانه أن يناقش ويقف بوجه أبو الغاز ولكن من يلزم سره على الفتوى فنراه ذليلاً خانعاً يتوسل ويقبل أيادي بياع الفتوى
ولله الحمد لايتحرك العراقي الى بفتوى من خروج البيت الى دخول الحمام الى سرير عش الزوجية وكل حركة بفتوى فكيف تريد لهؤلاء أن ينهضوا بالعراق ولديهم هكذا عقول لاتتحرك ولاتفكرإلا بقتوى ! ومن بركات الفتاوى مانشهده اليوم من واقع مزري وواقع مرير لايوجد مثيله في العالم ففتش عن كل شيء سيء سوف تجده في العراق وكذلك أنواع الجرائم الغربية فسوف تجده في العراق وفتش عن غرائب موسوعة غينيس سوف تجد أصحابها من العراق وطبعا بالغرائب السيئة وليس الغرائب المفيدة
وبعد كل مانشهد من دمار سياسي وأقتصادي وأجتماعي كان العراقيون يعولون على الشباب لأن الشباب هم قادة المستقبل كما يقال والشباب لبنة النهضة ولايمكن أن يكون هنالك بلد متطور من دون أن يهتم ويطور قدرات شبابه ونحن نعلم أن الشباب في العراق تعودوا على الأتكال وأنجروا الى متاهات الفتوى أو متاهات الخمر والكبسلة والفسوق ولم يكن لدى العراق شباب قادرون على مواجهة التحديات التي تواجه بلدهم ولم يقوم الشباب العراقيون بلعب الدور الذي يجب أن يلعبوه وأول دور للشباب يجب أن يكون لهم دور في قلب الواقع المعاش وقلب الواقع الأجتماعي والسياسي كما أن الثورات لاتصنعها العجزة ولايصنعها المسنين والمعمرين بل من يصنع الثورات ومن يحقق الأنتصارات هم الشباب في كل الثورات في كافة البلدان المتقدمة وحتى في البلدان المتخلفة ولكن العجزة يستثمرون أنجازات الشباب ويجيرونها الى صالحهم بسبب غياب الوعي عند الشباب وعدم القدرة على القيادة
وبعد كل الأنتكاسات التي يمر بها الشباب في العراق وسلبان الشباب حقوقهم المشروعة التي يجب أن توفرها الدولة لهم جاء دورالشباب الحقيقي من حيث يشعروا أو لايشعروا وعبروا عن همومهم بطريقة في غاية من الروعة والجمال وهي ظاهرة مايسمى بالأيمو فعندما يفقد الشباب الأمل من هذه الحياة فبماذا يريده البعض أن يتصرف هل يفرش الورود فهو لايملك ثمن شراء وردة أصطاعية واحدة ولايستطيع الشاب أن يملك ثمن علبة السيجاير فكيف تريده أن يكون مواطن صالح ؟ ثم ماذا يقدم المجتمع والحكومة والمسؤول للمواطن الصالح ؟ حتى يهتدي الشاب ويصبح مواطن صالح ؟
ومن خلال هذا نستنتج أن ظاهرة الأيمو عى الرغم من مساوئها ألا أنها تعتبرثورة حقيقية يقوم بها الشباب من أجل التعبير عن رفضهم للمشاهد الدموية والمشاهد الطائفية المنتشرة في العراق وهي ظاهرة حضارية أفضل بملايين المرات من مظاهر الأسلام المتطرف وأفضل بملايين المرات من أصحاب اللحى الريائية وأفضل بملايين المرات من شيوخ الأفتاء التي تفتي بقتل من ينتمي الى مذهب مخالف
وأن أستهداف الشباب الذين يعشقون مظاهر الأيمو هي بمثابة أنتهاك حقوق الأنسان والجريمة المنظمة ويجب على الحكومة العراقية أن تطبق المادة 4 إرهاب على كل من يتعرض الى شباب الأيمو فالعراقيون يدفعون ضريبة عالية من الدماء يومياً بسبب الدخول الى عصر الديمقراطية والحريا ت الشخصية فأين الديمقراطية والحرية من أستهداف ظاهرة الأيمو ؟.
ونصيحتي لكل من يعترض على الأيمو أن يهتم بنفسه أولا وأن يترك الشباب بحالهم أو أن يذهب لكل شاب من شباب الأيمو ويحقق له مطالبه لأن الشاب مستعد لترك الأيمو أذا تحققت مطالبه
وعودة الى عنوان المقال فنستنج من هذا أن الشاب عندما ينتمي الى الأيمو أفضل بكثير من أنتمائه الى الفكر الطائفي والى القاعدة فأنا أتمنى من كل العراقيين أن ينتموا الى الأيمو ويتركو الطائفية والذبح لأن أصحاب الأيمو لايوجد في قاموسهم ذبح الأنسان ولايوجد في قاموسهم التفخيخ ولاالعبوات الناسفة ولاكواتم الصوت فعندما يلتجيء الأرهابيون الى ظاهرة الأيموويتركوا الأرهاب فبالتأكيد هذه نعمة تعود على العراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى