الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على الأستاذين حسن عبد العظيم وسمير نشار

شيار دالي

2012 / 3 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في التاسع من آذار الجاري شاهدت برنامج" حديث الثورة" على شاشة قناة الجزيرة القطرية حيث كان الحوار يدور حول الانتفاضة الكوردية والعلاقات بين أقطاب المعارضة السورية العربية منها والكوردية وذلك بمناسبة الذكرى السابعة للانتفاضة التي بدأت من مدينة القامشلي في 12-3-2004 وعمت كل المدن الكوردية, وقد سميت تلك الجمعة من جمع الثورة السورية بـ" جمعة الوفاء للانتفاضة الكوردية" ومن خلال متابعتي لذلك البرنامج أثار دهشتي ما سمعته من الأستاذين حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة, وسمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري المعارض, حيث قال الأستاذ حسن عبد العظيم ما يلي: "إن الأكراد يطالبون باللامركزية الإدارية واللامركزية السياسية, وليس هناك شيء اسمها اللامركزية السياسية, وهذا يعني أن الأكراد يطالبون بسيادة مستقلة عن السيادة الوطنية". كما قال سمير نشار في البرنامج ذاته والحلقة نفسها" أن الأكراد يطالبون بحق تقرير المصير, وأن حق تقرير المصير يعني الانفصال عن سوريا". وهذه المطالب الكوردية غير مقبولة من وجهة نظر الأستاذين.
وهنا لابد لي من الرد أولا على الأستاذ حسن عبد العظيم, وبما أنه شخصية معارضة أكن له كل الاحترام والتقدير , وهو محام لذلك سأدخل إلى عالم القانون وأرد عليه بالوسائل القانونية, وأقول: إن اللامركزية السياسية التي نقصدها, ويطالب بها الشعب الكوردي في سوريا هي موجودة وحقيقية واقعة في الدول الاتحادية" الفيدرالية" كلها ويقصد بها وجود السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في منطقة الحكم الذاتي الذي يتبع الدولة الاتحادية , وإن تلك السلطات في منطقة الحكم الذاتي تمارس سلطاتها بموجب تفويض من دستور الدولة الاتحادية, فهي تشرع وتنفذ وتقتضي في منطقة الحكم الذاتي في حدود الصلاحيات الممنوحة لها من دستور الدولة الاتحادية, ووفقا لدستور منطقة الحكم الذاتي وان توزيع الاختصاصات بين السلطة المركزية والسلطات اللامركزية في منطقة الحكم الذاتي, لا يعني أبدا تجزئة سيادة الدولة لأن السيادة غير قابلة للتجزئة ويجب تنبيه لعدم الخلط بين السلطة التي تمثل ركنا من أركان الدولة وبين السيادة التي هي صفة من صفات السلطة, وإن الكورد يطالبون بسلطة لهم في مناطقهم دون أن تتصف تلك السلطة بالسيادة – يا أستاذي الكريم- فالسلطة المركزية والتي تحتكر السيادة على كامل إقليم الدولة الاتحادية تستطيع تفويض سلطاتها إلى منطقة الحكم الذاتي, ولكنها لا تستطيع تفويض السيادة إلى سلطة تلك المنطقة, لأن تخليها عن السيادة لأي إقليم تابع للدولة هو اعتراف باستقلال ذلك الإقليم كدولة مستقلة ذات سيادة,و ان مظاهر سيادة الدولة الموحدة تتبدى فيما يلي:
1- وحدة الجنسية بالنسبة لشعب الدولة.
2- وحدة العملة.
3- احتكار السلطة المركزية لمؤسسات الجيش ومسائل حماية الحدود, وإعلان الحرب.
4- احتكار السلطة المركزية للتمثيل الدبلوماسي وكل المسائل الخارجية التي تخص الدولة باعتبارها احد اعضاء الأسرة الدولية.
وأقول للأستاذ عبد العظيم إن الكورد السوريين لم يطالبوا بجنسية أو عملة أو جيش خاص بهم أو تمثيل دبلوماسي خارجي في حال إقامة منطقة حكم ذاتي لهم, وغنما يطالبون بسلطة إدارية وسياسية لا مركزية في مناطقهم تحمي خصوصيتهم كمكون قومي من مكونات الشعب السوري, وأخيرا أعرج إلى الأستاذ سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري, وأقول له بعد التحية والاحترام: لا أعرف بالضبط ما هي الشهادة العلمية التي يحملها ولكنك معارض سياسي مخضرم وتعلم جيدا بان العهود والمواثيق الدولية أقرت للشعوب كافة بالحق في تقرير مصيرها, وبالتأكيد أنت مطلع على تاريخ تكوين الدولة السورية منذ اتفاقيات
( سايكس بيكو) و ( سان ريمو) وحتى الاستقلال عن فرنسا, وتعلم جيدا أن الكورد السوريين يعيشون على أرضهم التاريخية, ولكن الاتفاقيات الاستعمارية المذكورة قسمت وطنهم بين عدة دول وألحقوا جزءا من كوردستان بسوريا رغما عن إرادة الكورد والعرب, وبما أننا نحن المورد في سوريا شعب يعيش على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين, وليست أقلية مهاجرة – كما يحاول البعض الترويج لذلك- فإن حق تقرير المصير هو من أهم حقوقنا, وذلك بحسب ميثاق الأمم المتحدة وغيره من المعاهدات والعهود الدولية هذا من جهة, ومن جهة أخرى فإنه ليس بالضرورة أن يكون المطالبة بحق تقرير المصير مقترن مع طلب الانفصال عن الدولة, فمثلا المجلس الوطني الكوردي في سوريا يطالب بحق تقرير على أساس الاتحاد الاختياري ضمن وحدة سوريا أرضا وشعبا.
وأقول للأستاذ سمير نشار إن الإقرار بالحقوق تصب في مصلحة الوحدة الوطنية لسوريا, وإن إنكار الحقوق تشجع وتنمي الأفكار الانفصالية.
وأخيرا نتمنى من شخصيات المعارضة السورية الذين نحترمهم جميعا تجاوز هذه الذهنية التي خلقها النظام تجاه المكونات غير العربية في سوريا لغايات لا تخدم الوحدة الوطنية والعمل من أجل خلق مناخ لتوحيد صفوف المعارضة سواء العربية منها أم الكوردية من أجل بلوغ غايتها في إيصال الشعب السوري إلى بر الأمان والخلاص من الاستبداد والقضاء على ثقافة الإقصاء, والإلغاء الآخر, والدخول إلى مرحلة عقد اجتماعي جديد يحقق لكل مكونات الشعب السوري مطالبهم المشروعة ليعم السلام والأمن والرفاه في أرجاء سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي