الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدر قصة قصيرة .

حمادي بلخشين

2012 / 3 / 13
الادب والفن



قدر

يمكن للحقيقة أن تكون أغرب من الخيال، لكن ما حدث اليوم تجاوز الغرابة بأشواط عديدة.. إليكم ما حدث بكلّ إيجاز:

في حدود التاسعة صباحا، حين علمت بمصرع العقيد عامر ناجي إثر انقلاب سيارته الحكومية وهو في طريقه الي العاصمة لحضور حفل ترقيته إلي رتبة جنرال، توالت عليّ في حيّز زمنيّ قصير ستّ مشاعر هي الفرح، ثم الدهشة، ثم الدهشة المضاعفة، ثم العجب، و أخيرا الإتعاظ.

أمّا الفرح فلخلاص الإنسانية من أحد ألدّ و أقذر أعدائها.. فلو جسّد الشرّ و النذالة لجاء في صورة العقيد عامر ناجي، فبالإضافة الى دموية الرجل و قسوته و نذالته، فهو عبارة عن آلة جنسية" تهيم بالحسن كما ينبغي، و ترحم القبح فتهواه!".. باختصار شديد: بلدوزر جنسيّ فتّاك لا يـوّفر أيّ أنثى ذات روح، حتى أنه يمكنني أن أقسم بأغلظ الأيـمان، أنه لو خلا بغولدا ماير لتحرّش بها، و بماما تيريزا لراودها عن نفسها!

أمّا الدّهشة، فلأنني قرّرت ليلة أمس، و لحسابي الخاص، تصفية العقيد المذكور في حدود الساعة السادسة مساء من نفس هذا اليوم، و بطريقة حضارية مأمونة العواقب، نظرا لتورطه (الموثـّـق صوتا وصورة) في إغتصاب شقيقة أحد أعزّ أصدقائي أثناء حفل جنس جماعيّ ثم قتلها بعد ذلك.

أمّا الدهشة المضاعفة، فلأنني ـ يا لغرابة الإتفاق ــ قد تلقّيت في حدود الساعة السابعة و النصف من صباح هذا اليوم، أمرا عاجلا من تـنظيمي السرّي، بوجوب تصفية العقيد عامر ناجي فور وصوله اليوم من العاصمة!

أما العظة فقد حصلت لي حين رجعت بي الذاكرة الى ما حدث قبل خمسة أشهر من هذا اليوم، حين كان من الممكن جدّا أن يماط العقيد عامر ناجي عن مسرح الحياة، فبمجرد دخوله الثكنة صباح ذلك اليوم و استعداده، لتلقي التحية من زمرة الحراسة، اندفع جندي غاضب من بين أفراد تلك الزمرة مصوّبا رشاشه نحو صدر العقيد البغيض.. لم يكن للعقيد لحظتها أي فرصة للإفلات من موت محقّق، فالسلاح فعّال، و الجندي الثائر كان أبرع قنّاص في الفرقة، لكن تأخر الطلقة الأولى عن مغادرة الحجرة بسبب رطوبة البارود الناتج عن سوء التخزين، مكّن جنديا آخر كان يراقب المشهد عن بعد من اقتناص الجندي الثائر، وبالتالي إنقاذ عقيد السوء الذي( و يا لغرابة التدبير الإلهي) نجا ثانية مساء نفس اليوم وهو في طريقه الى وكر رذيلة خاصّ، من حادث مروّع خرج منه بخدوش بسيطة في حين قتل مرافقوه الثلاثة على عين المكان!
الخلاصة النهائية أكدت لي أن توفر كل أسباب الموت لا تكفي اذا كان في عمر المرء بقيّة!
أوسلو 15 ماي 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي