الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذب الإسلاميون ولو صدقوا .

صالح حمّاية

2012 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


برغم أن الإسلاميين لا عمل لهم هذه الأيام سوى توزيع التطمينات و الرسائل الايجابية على الناس و الخصوم السياسيين من اجل عدم التخوف منهم و السماح لهم بالوصول للسلطة بدون عراقيل، إلا أن هذه التطمينات التي و بقدر ما تبدو جيدة وضرورية فهي تظل في النهاية مجرد وعود لا قيمة فعليه لها ، ولا يوجد أي داعي للأخذ بها ، خاصة في ظل تاريخ الإسلاميين المعروف مع الديمقراطية وحقوق الإنسان .

الإيمان بالديمقراطية وبحقوق الإنسان إن لم يكن فطريا لدى الإنسان من منطلق الإقرار العفوي بالمبادئ الإنسانية فلا ضمانة لالتزامه به ، وبالنسبة للإسلاميين فتاريخهم اسود مع الديمقراطية وحقوق الإنسان بحيث لا أمل يرجى منهم في هذا الأمر ، و هم حتى و إن كانوا اليوم يتحدثون بهذا الخطاب التطميني المتصالح ، فهذا ليس سوى نتيجة للضربات التي ألحقت بهم من قبل الأنظمة التي حاولوا الانقلاب عليها ، بحيث جعلتهم و بعد فشلهم في القفز على السلطة بقوة السلاح يعودون بهذه الوجوه الصفراء مدعين الورع و التقوى لمحاولة القفز ثانية على السلطة ، لكن هذه المرة عن طريق صندوق الانتخاب .

الإسلاميون لم يحملوا في أي يوم من الأيام ودا ولا احتراما للديمقراطية بحيث يمكن الاطمئنان لهم ، بل كانوا يعتبرونها طوال تاريخهم الخصم الأوحد و الوحيد لهم باعتبارها الدين المنافس لدين الإسلام الذي يركبونه للوصول لسلطة ، وعليه ففكرة أن ينقلبوا جذريا و يصبحوا ديمقراطيين في ليلة وضحاها هي فكرة خرافية ، و الذهاب لتصديقها سذاجة فادحة لا تقل سذاجة عن تصديق المنجمين ، الكاذبين هم أيضا وإن صدقوا .

الإسلاميون لم يتلبسوا رداء الديمقراطية الحالي إلا بعد حملات قاسية شنت عليهم لترويضهم و جعلهم يركنون للمبادئ الإنسانية ، وعليه فيجب توقع أنه و في حال زوال هذا الإكراه لقبول القيم الإنسانية في حدها الأدنى ، أن تعود أوهام السيطرة لهم ويعودوا إلى سابق عهدهم بالطغيان و الإرهاب ، وهو الأمر المؤكد الحصول حال وصلهم السلطة ، فمع السلطة تأتي القوة ، ومع القوة لا مكان للإكراه بحيث يلتزمون بما يدعونه من ديمقراطية .

لا شيء يدعوا للقول أن ما يمارسه الإسلاميون الآن أنه ليس تقية ، فالفكر الذي يؤمن به هؤلاء يجيز الكذب في حالات الحرب ، و بالنسبة للإسلاميين فسعيهم للوصول للسلطة هو حالة حرب ، و عليه فكل كذب في سبيل هذا لديهم مباح و هو جهاد مقدس لنشر التعليم الربانية ، لهذا فلا ضمان لان لا يكون ما نراه الآن ليس سوى تقية في لحظة ضعف حتى يتم التمكين ليظهر لنا بعدها الوجه الحقيقي للإسلاميين ، حيث الإرهاب والخراب و الدمار ، و حينها سيكون السيف قد سبق العذل .

بالنسبة للشعوب العربية سيظل الأفضل دائما إبقاء الإسلاميين خارج السلطة ، فماداموا خارجها فهناك أمل في أن يستمر خطاب التسامح و الإنسانية على وعسى يعلق منه شيء في أذهانهم المليئة بالكراهية ، أما و الحال هكذا فالأكيد أنه وفي حال وصولهم للسلطة أن هذه المجتمعات بهذا تسلم رقبتها لجلاديها بأيدها ، ولن تنول بهذا حينها غير الألم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعقيب
عبدالغني زيدان ( 2012 / 3 / 14 - 10:11 )
ان اسوء ما وصل اليه الانسان هو الديمقراطية اذ يمكن ل 51%من الشعب التحكم بمصير ال 49% الاخرين
وهذه مقولة لاحد الغربيين
ارجو منك عدم التطاول على الاسلام والتفريق بين السياسيين والشريعة الاسلامية وقوانينها المرتبطة بالسياسة
الاسلام اكبر واعظم شئنا من الديمقراطية وفيه من لحرية ما لم تستطع الاتيان به اي دين اخر او نظرية عالمية او فلسفة اخرى
ارجو قراءة الاسلام من منظور العقيدة والشريعة والسلف الصالح رضوان الله عليهم وحياة الرسول عليه الصلاة والسلام


2 - عبد الغني زيدان
متحرر ( 2012 / 3 / 14 - 11:50 )
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يكاد يغمى علي


3 - اين الانصاف؟
ندى ( 2012 / 3 / 14 - 16:16 )
عفوا ايها الكاتب فالمقال دال على حقدك الشخصي وخالي من النقد العام .. حتى ان المقال ليس له مقدمه ونهايه ..
اذا انت مع الديمقراطيه وضد الظلم فتجراء وتحدث عن العلمانيه بتونس وقمعها للشعب , فشراره الربيع العربي بداءت من تونس ..ونظام مبارك لم يكن اسلامياً ايضاً لكن الظلم كان سائد على البلد..انصحك بالكتابه الخاليه من الردائه وحاول ان تكون منصفاً..
على فكره ( انا ضد الدوله الدينيه ) فلاتقول ان افكاري اسلاميه ولو انه شيء يشرفني..


4 - كلامك صحيح مع الاسف
ابوذر ياسر ( 2012 / 3 / 14 - 16:25 )
كلامك عزيزي كاتب المقال صحيح لكنه مع الاسف يصح ليس على الاسلاميين فقط وانما على جميع القوى السياسيه الي هي بالاساس افراز لمجتمع وتقاليد غير ديمقراطيه فمجتمع قائم على التعصب الديني والطائفي والقبليه وعبادة الفرد لايمكن ان ينتج قوى سياسيه تؤمن وتمارس الديمقراطيه


5 - عبد الغني زيدان
حكيم فارس ( 2012 / 3 / 14 - 17:24 )
سيد عبد الغني هل يعطي الاسلام حرية انتقاده لمخالفيه....؟ عندما تجيب على هذا السؤال ستعرف مدى ومفهوم الحرية بالاسلام


6 - كلامك صحيح مع الاسف
ابوذر ياسر ( 2012 / 3 / 14 - 18:19 )
كلامك عزيزي كاتب المقال صحيح لكنه مع الاسف يصح ليس على الاسلاميين فقط وانما على جميع القوى السياسيه الي هي بالاساس افراز لمجتمع وتقاليد غير ديمقراطيه فمجتمع قائم على التعصب الديني والطائفي والقبليه وعبادة الفرد لايمكن ان ينتج قوى سياسيه تؤمن وتمارس الديمقراطيه


7 - لا ونعم
مراقب ( 2013 / 1 / 8 - 12:05 )
للاسف نحن في الشرق نتقن فن الهروب من الواقع و لانتقن فن المواجهة الحقيقة فيما يتعلق في حقوق المثليين الامر شائك لا استطيع ان ادعي انني مع اعطاءهم كامل الحريات ولكن الامر صعب فيما يتعلق في امور الزواج وغيره يعني ان نقارن بين الزواج المثلي وأثره على الاطفال وفكرة ان يكون الوالدين نباتيين لاوجه للمقارنة لان الاثر النفسي الذي ينطبع على الفرد ليس كالاثر الجسدي اعرف الهدف من المقال ولكن فعلا الامر شائك اعتقد ان الامر له وجه اعلامي ايضا فالمثليين في ازدياد والاخطر الذين لهم عدة ميول جنسية فهل هذا تطور طبيعي للحضارة او الانسان بيولوجيا ام ان الامر اصبح يسوق له كثيرا هذه الايام لا انكر وجود الاتجاهات المخالفة بطبيعتها ولكن اعتقد الامر بدأ يأخذ منحى ظاهرة يستحق تحليلها فعلا اسئلة كثيرة تراودني في هذا المجال ..


8 - اسف
مراقب ( 2013 / 1 / 8 - 12:10 )
اسف علقت بالخطأ على هذا المقال والاصل انني كنت اريد التعليق على مقال نشر لكم ضمن حقوق مثليي الجنس مؤخرا

اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه