الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم للاشتراكية – لا للصهيونية!

عوفر كسيف

2012 / 3 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


حان الوقت للقول علانية وبدون تردد:
نعم للاشتراكية – لا للصهيونية!

"الصهيونية هي اسم عائلة: في داخل عائلة التيارات الصهيونية هذه، يوجد كما هو مفهوم عدد من الاخوة أو أبناء العم الذين امقتهم واخجل منهم، وهم بالطبع يحتقرونني ويعتبرونني خائنًا أو رذيلا. ولكن كل هذا يبقى في داخل العائلة، ولا حاجة لإنكار ذلك" (من خلال تفسير الزرقة الشديدة لعاموس عوز 1979).
عاموس عوز صادق، الصهيونية هي اسم عائلة – عائلة العنصرية والقومية، فصل وقهر، احتلال وافتعال حروب، استغلال طبقي وخدمة الامبريالية. كل هذا يبقى داخل "العائلة" ولا حاجة لإنكار ذلك. الفروقات بين تيارات الصهيونية المتعددة لها علاقة في أساسها بوسائل تحقيق حلمهم المحتقر واقل بكثير (إذا ما حدث أصلا) بحلمهم نفسه، أي وجود "دولة يهودية" و/أو "دولة الشعب اليهودي" فيها حسب التعريف، حيث ينعم "الشعب اليهودي" من سيطرة بنيوية ومؤسسية على حساب سكان الدولة ومواطنيها من غير اليهود – فلسطينيين بأكثريتهم المطلقة. وبناء على ذلك ليس لدى الشيوعي أمر أكثر استحقاقًا من ان يتبنى موقفًا واضحًا وحادًا ضد الصهيونية. يجب علينا ان نكون مع الضد – ضد الصهيونية بشكل واضح ومطلق. لأسفي حتى الآن لم نبلور ولم نقدم علنًا موقفًا حازمًا كهذا وإنما نوعا من التلعثم المتهرب دون القول انه متهرب.
كما هو مكتوب في فصل 7 (1) بتقرير اللجنة المركزية للمؤتمر الـ 26، النظرة الاساسية للحزب الشيوعي الإسرائيلي للصهيونية عُرّف في أساسه في دستور الحزب وفي مؤتمره الـ18 حيث جاء: "نحن نرفض المبادئ الايديولوجية والممارسة للصهيونية، التي تولَّد توجهات عنصرية ومسًّا بالمساواة وبالدمقراطية" وان "الشيوعيين في البلاد ناضلوا ويناضلون ضد الايديولوجية والممارسة الصهيونية.. وعلى امتداد كل السنوات فقد كشفنا وادنّا الشكل الرجعي والعنصري لهذه السياسة".
فعلا عبارات محفزة، ولكن الصورة غير كاملة: فمع التشديد على "الممارسة" و"السياسة" و"الأسس" لصهيونية التي "تنتج" توجهات عنصرية وغير دمقراطية، فقد برز الانطباع وكأننا لا نرى مشكلة محددة بالصهيونية نفسها وإنما بوجهات نظر معينة لها (بـ "أسسها") وبأفعالها (الممارسة والسياسة الصهيونية). كل هذا، كتب في التقرير، يولد توجهات عنصرية مناقضة للمساواة والدمقراطية، وكمثال هم أنفسهم لم يكونوا عنصريين وقوميين وإنما "فقط" أسباب وعوامل لصعود قوى ظلامية كهذه.
حسب رأيي فان موقفنا تجاه الصهيونية – كما نُص عليه في التقرير والدستور على حد سواء – ليس واضحًا وحادًا بما فيه الكفاية، ويعطي انطباعًا وكأنه قد استولى علينا الخوف من الاعتراض على احد مقومات النجاسة الأساسية في دولة إسرائيل: الفكرة الصهيونية نفسها بطولها وعرضها وعمقها وبصورها وأشكالها المختلفة. من هنا توجد مشكلة أساسية في الاستعمال (ومهما كان نقديا ومتحفظًا) الذي يقدمه التقرير بصيغة الكلام (أو على الأصح اللغة المغسولة) الصهيونية الجديدة "نيوتسيونوت" وكأن الحديث عن ظاهرة جديدة تتجاوز حدود الصهيونية "القديمة والجيدة"! وليس غير البروفيسور يتسحاق رايطر (سابقا، المستشار للشؤون العربية لدى مناحيم بيغن، وكذلك عندما شغل يتسحاق شمير وشمعون بيرس بالتناوب منصب رئيس الحكومة). من كتب قبل حوالي عشرين سنة ان "الخطر حسب تعريف دولة إسرائيل كدولة يهودية، التي هدفها صهيوني، متمثل بغياب خطوط تحديد كم هو مسموح تفضيل يهود والى أي مدى مسموح تفضيل اليهود على حساب المواطنين العرب، بمعنى ان تفضيل اليهود عامة وعلى ظهر العرب خاصة" – وهو ما كان دائما جزءًا مفهوما من الصهيونية والسؤال دائما كان مجرد كمية. وفقط حتى كم (وأبدا ليس إذا ما)، يمكن التمييز ضد العرب. وسيل التشريعات العنصري والفاشي الجديد للأشهر الأخيرة يجب فهمه من خلال المبنى الصهيوني بشكل عام: الهجمة غير الدمقراطية التي نشهدها ليست تجاوزا للصهيونية وإنما جزء منها، تغيير كمي حقيقي الذي من شأنه ان يتحول إلى تغيير كيفي وفي حالة القضاء على بقايا الدمقراطية التي ما زالت قائمة. وعندها ماذا يجب ان نعمل؟
بمناسبة المؤتمر الذي سيعقد قريبًا أود ان أقدم ثلاث نصائح للتغيير في المبادئ الأساسية للحزب الشيوعي الإسرائيلي:
1. بما اننا حتى الآن لا نحدد ولا نشرح بشكل مفصل وواضح ما معنى المصطلح "وطنيون" وبماذا يختلف عن القومية بشكل عام ومن الصهيونية خاصة، علينا أن نشطب من البند الخامس القول اننا حزب "الوطنية الحقيقية".
2. في بند 8 والذي فيه يظهر نقدنا على الصهيونية وكيفية عملها، من الملائم ان يكتب اننا نرفض كلية الصهيونية كأيديولوجيا وكحركة عنصرية وقومية تبرز في علاقتها مع الاثنية اليهودية كقيمة عليا بحاجة إلى رعاية ومحافظة، وبكل ثمن تقريبا. بهذا الخصوص من المناسب إضافة ان الصهيونية منذ بدايتها طمحت إلى تقسيم طبقة العمال حسب خطوط اثنية وكذلك لإضعافها أمام مستغليها.
3. من الواجب التأكيد (ربما في بند جديد) انه لا يمكن عزل الفاشية التي تزداد قوة في إسرائيل اليوم عن القيم الأساسية الصهيونية، وبموجبها الغاية العليا هي سيطرة يهودية، حتى لو ادى الأمر بالتضحية بقيم ومفاهيم دمقراطية.
حان الوقت للقول علانية وبدون تردد: نعم للاشتراكية – لا للصهيونية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصهيونية
حسين محمد الصاوى ( 2012 / 3 / 14 - 05:45 )
أرجو التكرم بإفادتى عن معنى كلمة الصهيونية تحديدا


2 - القاء الكلام على عواهنه
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 3 / 14 - 08:57 )
يقول الكاتب
نعم للاشتراكية – لا للصهيونية!
ماذا يعني الكاتب بالاشتراكية؟ و ماذا يعني بالصهيونية؟
علينا في البداية تحديد مفهوم concept للمصطلحات
القاء الكلام على عواهنه
يعتبر تشويشا للقراء وتلاعبا بعقولهم


3 - الى جاسم الزيرجاوي 2: الدماغ المشطوف
يعقوب ابراهامي ( 2012 / 3 / 14 - 15:20 )
أنت تقول: القاء الكلام على عواهنه
يعتبر تشويشا للقراء وتلاعبا بعقولهم
في تعليق لم ير النور لأسباب لا يعرفها إلاّ الرقيب أنا أتيت بنظرية أخرى هي أن الكاتب نفسه قد تشوشت عليه الأمور ونصحته بالذهاب الى طبيب للعقد النفسية

اخر الافلام

.. قراءة عسكرية.. ما الذي يحدث بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاح


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة اليمين المتطرف برئاسة




.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا