الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلب الوفي وقرارات البرلمان العراقي))

علي الشمري

2012 / 3 / 15
كتابات ساخرة



لا أحد من العراقيين يستطيع أن يجد لإصرار أعضاء البرلمان على تشريع قانون العفو عن المزورين والمختلسين والمجرمين القتلة رغم رفض الشعب لهذا القرار وقد عبر عن رأيه هذا في تظاهرات 25 شباط والتي قدم فيها الشعب الكثير من القتلى والجرحى في محافظات العراق كافة, حيث كانت أحدى مطاليبه عدم تشريع هكذا قوانين ,ووعدت الحكومة في حينها للاستماع إلى مطالب الشعب ولكن على ما يبدوا تنكرت عن مجمل وعودها التي قطعتها للشعب .
فإذا كان أعضاء البرلمان يدعون أنهم يمثلون الشعب بكل شرائحه فالشعب أعطى رأيه مسبقا ,
أن إصرارهم على تشريع هكذا قانون يدلل على استخفافهم بالشعب وخيانتهم لأمانته التي أودعها اليهم,أما أذا كانوا لا يمثلون الشعب كون قوائمهم وزعماء كتلهم هي من أوصلتهم الى قبة البرلمان ,ففي هذه الحالة عليهم احترام أرادة الشعب وتطلعاته لبناء دولة مؤسسات تحترم الدستور الذي صوت عليه الملايين,فالشعب هو مصدر التشريعات والسلطات وإرادته هي الأقوى والثابتة وإرادة الحاكم متغيرة بتغيره,وهذا ما هو معمول به في كل الأنظمة الديمقراطية ,في حالة أذا كان العراق حسب إدعاءات قادته الجدد بأنه يسير على طريق بناء ديمقراطية حقيقة.
أن تشريع قانون العفو يعني أن جهد القضاء العراقي ودوائر التحقيق والجهد الأمني ذهب في مهب الريح وضرب كل أحكام القضاء العراقي عرض الحائط من أجل أرضاء جهات سياسية معينة,وهناك احتمال أخر وهوتسيس القضاء العراقي لجهات سياسية وهذا ما يتعارض كليا مع مبادئ الديمقراطية التي تحافظ وتؤكد على وجوب استقلالية القضاء وبقية مؤسسات الدولة الأخرى.كيف توافق الجميع على تشريع هكذا قانون بين جميع الكتل رغم اختلافهم في الكثير من الأمور التي تهم الشأن العراقي ,فلربما أن أعضاء مجلس النواب بمختلف أطيافهم والقضاء العراقي الغير معترض على التشريع قد وصلتهم حصصهم من هؤلاء المجرمين وهذا ما يذكرنا بقصة الكلب الوفي الذي كان يملكه أحد اليهود وظل يلازمه لسنوات طوال وكان يساعده في الكثير من أموره الحياتية ووفيا له ,بعدها مرض الكلب ثم نفق ,وعندها قرر اليهودي أن يقوم بتغسيله وتكفينه ودفنه في مقابر المسلمين ,ثارت ثائرة المسلمين على ما قام به اليهودي ,
فهناك من طالب بقتل اليهودي والأخر طالب باجلاءه من المدينة وأخر قرر أن يستخرج الكلب من المقبرة ويدفنه في بيت اليهودي, فالجميع لم يتفق على رأي واحد عندها قال أحدهم علينا الاحتكام الى حليم القوم ,فقال لهم الحليم علينا الاحتكام الى قاضي المدينة فهو من يستطيع أن يقدم حل للمشكلة ,فذهبوا الى القاضي الذي أمر بأستدعاء اليهودي والتحقيق معه وبحضور أعيان المدينة, فسأل القاضي اليهودي عن السبب وراء فعلته الشنيعة هذه المتمثلة بدفن الكلب في مقبرة المسلمين,فأجابه اليهودي ,طالبا الأمان منه كي يتكلم بكل صراحة ووضوح ودون خوف,فإعطاء القاضي الأمان وبدأ بسرد قصته:
الكلب رافقني لسنوات وكل صفات الشجاعة والوفاء تتمثل به ,وقد ساعدني كثيرا في حياتي ,فقررت أن اخصص له مبلغا من المال اودعه له في صندوق خاص تحسبا لشر الايام ,عندما يمرض او اتوفى انا فله رصيد يكفي لمعيشته دون احتياج احد,ففي الليلة التي نفق بها الكلب ,رأيته في المنام وهو يتكلم معي ,فطلب مني الغفران والمعذرة إن قصر في خدماتي ,وثم سألني عن مقدار المبلغ الذي وفرته له,فقلت له بان المبلغ 300 ليرة,فقال لي 100 ليرة تغسلني وتكفنني وتدفنني بها في مقبرة المسلمين,والمئة الثانية توزعها على فقراء المسلمين,والمائة الثالثة هدية الى قاضي المدينة وها هي المائتين ليره ,هذه المائة للفقراء من المسلمين وهذه المائة لك يا سيدي القاضي,وانا كوصي علي أن أنفذ ما أوصيت به كونها وصية ميت ويجب تنفيذها, فرد عليه القاضي ,كلي هو شوكت توفى المرحوم ,ووجهاء القوم ردوا عليه ونحن لنا عتبة عليك لماذا لم تخبرنا حتى نشترك معك في مراسيم دفنه وتشيعيه.
فهل عرف السادة أعضاء البرلمان العراقي ما هي قصة الكلب الوفي؟؟؟؟؟؟عليهم اخذ العبرة منها,وعلى الشعب والقضاء العراقي ,أ ن لا يقبلوا بتنفيذ وصية الكلب الوفي مهما كان حجم الأموال المدفوعة..............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجماعة مريعين
حسين محيي الدين ( 2012 / 3 / 15 - 09:22 )
نحن نعيش فرصة ذهبية يتساوى فيها من تعلم ودرس وحصل على اعلى الشهادات ومن لم يسعفه الحظ في ذلك فلماذا يا أستاذ علي تثير المتاعب وتتهم بعض اعضاء الحكومة وبعظ اعضاء البرلمان ومئات الاف من المزورين بأنهم زورو شهاداتهم . انهم عادلوا شهادات ميلادهم بشهادات تخرج من كليات ومدارس وجامعات . والتزو ير يختلف عن المعادلة والمسامح كريم


2 - وفاء الكلب
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 3 / 15 - 13:24 )
العزيز علي تحية لك وللزميل حسين
لا يوجد وفاء ابدا مثل وفاء الكلب
يقول الحسن البصري:
في الكلب عشر خصال محمودة، ينبغي أن تكون في كل فقير:
الأولى:
أنه لا يزال جائعا، وذلك من آداب الصالحين.
الثانية:
أنه لايكون له موضع يعرف به، وذلك من علامات المتوكلين.
الثالثة:
أنه لا ينام من الليل إلا قليل، وذلك من صفات المحسنين.
الرابعة:
أنه إذا مات لا يكون له ميراث، وذلك من اخلاق الزاهدين.
الخامسة:
أنه لا يهجر أخاه وإن جفاه وطرده، وذلك من شيم المريدين.
السادسة:
أنه يرضى من الدنيا بأدنى يسير، وذلك من إشارات المتواضعين.
السابعة:
أنه إذا غلب عن مكانه تركه وانصرف إلى غيره، وذلك من علامات الراضي.
الثامنة:
أنه إذا طرد ثم دعي أجاب، وذلك من اخلاق الخاشعين.
التاسعة:
أنه إذا حضر شيء من الأكل وقف ينظر من بعد، وذلك من أخلاق المساكين.
العاشرة:
أنه إذا رحل من مكانه لا يرحل بشيء، وذلك من علامات المجردين.ـ
والمعروف عن ابو هريرة هو الذي وضع الاحاديث في الكلب لغاية في نفس يعقوب
مع مودتي وتقديري اخ علي


3 - طلبت رفع الحجب
علي الشمري ( 2012 / 3 / 15 - 19:09 )
الاخ الفاضل علي عدنان المحترم
اطلعت على تعليقك رقم 1 وومن الذين ذكرتهم كثر في ع راقنا الجديد ووطلبت من الموقع رفع الحجب عن تعليقك ,ولكن للموقع رايه.
شكرا لمرورك الكريم وتقبل تحياتي,


4 - والله يحب الساترين
علي الشمري ( 2012 / 3 / 15 - 19:14 )
الاخ الكريم حسين محي الدين المحترم
الجماعة على ما يبدوا متبعين منهجهم الاسلامي المتمثل بان الله يحب الساترين,فكل موبقاتهم وجرائمهم يكون للطابع الديني اثره على اخفائها . وذر الرماد بعيون الشعب بغية الاستمرار في سطوتهم على نهب المال العام ,فالموروث والمقدس لا زال له الاثر البالغ على عقول الاخرين والمخارج والحيل الشرعية كثيرة ومتعددة الجوانب.
تحياتي


5 - كم نحن اليوم أحوج الى تلك الصفات؟
علي الشمري ( 2012 / 3 / 15 - 19:20 )
الاخ الفاضل والصديق الحميم جاسم الزيرجاوي المحترم
الصفات التي ذكرتها لو توفرت باشخاص قلائل في مجتمعنا الحالي لكنا بخير ,وعلى ما يبدوا ان اليهودي كان محقا عندما أقدم على دفن كلبه في مقبرة المسلمين ,
لك كل الود والمحبة وتقبل فائق تحياتي


6 - الكريم الشمري
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 16 - 04:16 )
تحيه واشتياق
اعتقد ان اعضاء البرلمان يريدون ان يتفقوا على شي ويعيدوا اللحمه الى البرلمان وما وجدوا غير ذلك يجمعهم واظن لهم الحق
يعني تريدهم مختلفين دوم بهذه الامور هم متساوين اتفقوا على شراء المصفحات وعلى الرواتب وعلى الايفادات
اعتقد انهم في الطريق الصحيح المرسوم لهم
تقبل مودتي ايها الكريم


7 - شكراً للسيد الشمري
شامل عبد العزيز ( 2012 / 3 / 16 - 08:17 )
تحياتي لك ولجميع الزملاء
حقيقة قصة الكلب الوفي قصة معبرة ولكن هل سوف يتعظون ؟
يوم 25 شباط استخدموا كل الوسائل القذرة لمنع الناس من المتظاهرات ومضى أكثر من عام ولكنهم لازالوا في غيهم يعمهون
مع خالص الاحترام


8 - طريقمعبد من دماء الاخرين
علي الشمري ( 2012 / 3 / 16 - 13:38 )
الاخ الفاضل الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
متفقون على أيذاء الشعبزعلى أيلامه وقتله.على سرقة خيراته وبعثرة أمواله,لكنهم مختلفون تماما على خدمته ورفع شأن الوطن ,أنهم يسيرون باتجاده قيام دولة وليس أمة ,دولة يسودها الاستبدادوالطغيان ,كون الكتل السياسية كل منها يحاول الهيمنة والسيطرة على الجميع ,واختزال الاخر وتهميشه’والكل يحاول أنتاج الماضي بكل سلبياته في محاولة منهم للانتقام من الاضطهاد الذي يشعر كل طرف انه تعرض اليه.
شكرا لمرورك اخي الكريم وتقبل فائق مودتي ومحبتي وأنقطاعك عن التواصل أقلقني كثيرا وخصوصا بعدما ارسلت لك رسائل بمناسبات عدة عبر الفيسبوك ولم ترد علي وتحياتي للعائلة الكريمة


9 - بل زادوها عنفا وتقتيلا
علي الشمري ( 2012 / 3 / 16 - 13:45 )
الاخ الكريم الاخ شامل عيد العزيز المحترم
لقد ازدادوا طغيانا وظلما عندما أقدموا على توجية الاتهامات من أجل قتل الاخرين وفبركة الامور وخصوصا ضد الشباب المتنور بحجج واهية من خلال فتاوي جاهزة ما أنزل بها من سلطان واخرها قتل شباب الايموا وسط صمت حكومي رسمي رهيب.,,.
تقبل تحياتي


10 - البرلمان والعفو العام
جواد القابجي ( 2012 / 3 / 16 - 17:48 )
الأخ الأستاذ علي الشمري
عشتَ إنساناً رائعاً بقلمك الجريء تخط به وصفات لجروح شعبٍ أحببته كي تشفيه من هكذا أمراض وقعت عليه .. أنا لن أُصدق ان البرلمان يجتمع لمصلحة الشعب وقد عرفناهم دائماً يجتمعون من أجل رواتبهم لزيادتها تقاعدهم او شراء مصفحات لهم .. عرفناهم هكذا دائماً , أما الآن يناقشون العفو العام ليس بالضبط من هم في السجون من القتلة والمزورين وإنما الأهم من ذلك هو العفو عن زملاءهم الذين سرقوا المليارات من أموال الشعب وهربوا الى بلدان الجوار وبعضهم يرسل المفخخات لقتل أبناء شعبنا بأمواله .. بهذا العفو سيعودوا ليساعدوا أخوانهم في الداخل في عملية سرقة العراقيين لأنهم أصحاب خبرة وبنجاح باهر .. لذلك أقول إنهم لم يجتمعوا لأجل من هم داخل السجون


11 - معلومة جديده
علي الشمري ( 2012 / 3 / 16 - 20:13 )
الاخ الفاضل جواد القابجي المحترم
انها معلومة غابت عن ذهني اثناء كتابة الموضوع ,أنها فعلا تخص حتى الذين هربواأموال العراقيين الى الخارج ,كي يكونوا مستقبلا حلقة الوصل لهم ,ويساعدونهم على تسريع عمليات تهريب وأيداع وأستثمار الاموال في الخارج ,وهذا لا بد كما حدث بداية الدعوة الاسلامية ,لابد وان يكن هناك أنصار يساعدون المهاجرين.
تقبل فائق تحياتي

اخر الافلام

.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس