الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان على غزة مقدمة لإستراتيجية إسرائيلية جديدة

عليان عليان

2012 / 3 / 14
القضية الفلسطينية


أراد العدو الصهيوني من عدوانه الإجرامي الأخير على قطاع غزة في التاسع من شهر مارس – آذار الجاري، الذي تواصل لمدة أربعة أيام وراح ضحيته 25 شهيداً،من بينهم أمين عام لجان المقاومة الشعبية أبو زهير القيسي، وأكثر من 80 جريحاً..أراد اختبار العديد من القوى والمتغيرات ليرسم في ضوء نتائج الاختبار إستراتيجيته وتكتيكاته للمرحلة القادمة التي يتهيأ لها بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، خاصةً وأن هذا العدوان جاء مباشرة بعد لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وعده بالخيار العسكري، في حال فشل الإجراءات العقابية ضد إيران في ثنيها عن الاستمرار في برنامجها النووي.
الاختبار الأول كان لمصر لمعرفة ردة فعلها حيال العدوان بعد الانتخابات البرلمانية، حيث كانت النتيجة مطمئنة لإسرائيل بأن لا شيء تغير في سياسة النظام بعد ثورة 25 يناير، حيث لم نسمع تهديداً هذه المرة بان العدوان سيؤثر على التزام مصر بمعاهدة كامب ديفيد وعلى العلاقات الامنية مع الكيان الصهيوني، بحيث جاء موقف الحكومة المصرية ومن ورائها المجلس العسكري متماهياً إلى حد كبير مع موقف نظام مبارك السابق.
وما أغرى حكومة العدو وجنرالاته للقيام بهذا العدوان هو قبول مجلس العسكر المصري قبل أيام بوساطة مستشار نتنياهو إسحق مولخو للإفراج عن الناشطين الأميركيين وغيرهم، في مصر والذين كانت قضيتهم منظورة أمام القضاء المصري، ما يعني أن التنسيق الأمني لا زال قائماً مع أركان النظام الجديد، وأن لإسرائيل دالة وتأثير كبير على أركان النظام المصري حيث اكتفت الحكومة المصرية بلعب دور الوسيط لتحقيق التهدئة تماماً كما كان يفعل مبارك وبما يضمن أمن الكيان الصهيوني، دونما ضمانات حقيقية بعدم تكرار العدوان.
الاختبار الثاني لحركة حماس: هل ستزاوج بين السلطة والمقاومة كما تقول في خطابها السياسي، وهل ستراعي الموقف التكتيكي للأخوان المسلمين في مصر، بعد فوزهم الكبير في الانتخابات البرلمانية أم ستسعى لتحقيق التهدئة تحت مبرر الحفاظ على المصلحة العامة حيث جاء هذا الاختبار في ضوء عاملين اثنين هما:
أولاً: موافقتها على مطلب السلطة الفلسطينية بقصر المقاومة على " المقاومة الشعبية " ضد الاحتلال.
ثانياً: التصريحات التي أدلى بها عن القياديان في الحركة أحمد يوسف ويوسف البردويل لصحيفة الغارديان البريطانية والتي أشارت إليها صحيفة القدس العربي في عددها الصادر في التاسع من شهر مارس - آذار الجاري "في أن حماس لن تتدخل في حال نشوب حرب بين إيران وإسرائيل وأن غالبية سكان إيران من الشيعة مقارنةً مع أهل غزة من السنة!! ".
وكانت نتيجة هذا الاختبار أن اكتشفت إسرائيل بأن حماس ولاعتبارات المصالحة الفلسطينية،واشتراطات هذه المصالحة ولاعتبارات تركيزها على العمل السياسي، وتوجهها للقاء مسؤولين غربيين وأميركيين ومتطلبات هذا التوجه، ولاعتبارات المرحلة الراهنة وتحالفاتها الجديدة في ظل الأزمة السورية الراهنة ، والحفاظ على السلطة وإفشال مبرر اجتياح قطاع غزة، لم تشارك هذه المرة في التصدي للعدوان، بعد أن كان لها سابقاً دوراً رئيسياً في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ، واكتفت حكومة غزة هذه المرة بالمناشدات للنظام العربي الرسمي وللحكومة المصرية وغيره من أجل الضغط على (إسرائيل) لوقف العدوان.
والاختبار الثالث كان لموقف السلطة الفلسطينية وردة فعلها حيال العدوان والذي هو ليس بحاجة لاختبار وفي ذاكرة الكيان الصهيوني ردة الفعل الباهتة في الضفة الغربية أثناء العدوان على غزة في شتاء 2008-2009 ، حين لم يجر السماح باندلاع انتفاضة في الضفة لتخفيف الضغط عن القطاع ، وحيث لم يصدر عنها بعد العدوان الأخير موقف سوى بعد أربع وعشرين ساعة من بدء العدوان والذي اقتصر على التنديد به، وحث الفصائل الفلسطينية على الالتزام بالتهدئة، وذلك في تجاهل تام لحقيقة أن إسرائيل شنت العدوان دون الاستناد إلى مبرر محدد .
والاختبار الرابع كان للشارع العربي الذي لم يحرك ساكناً - كما كان يحصل سابقاً- ضد العدوان، حيث تيقنت حكومة العدو بأن أولوية الشارع العربي في هذه المرحلة، منصبة على الإصلاح والتغيير الديمقراطي.
يضاف إلى ما تقدم – ووفق ما جاء في صحافة العدو- فإن العدو أراد أن يختبر مسألتين هما )أولاً(: التعرف على المخزون الصاروخي والتسليحي لفصائل المقاومة (وثانياً): اختبار مدى كفاءة منظومة القبة الحديدية الخاصة لاعتراض الصواريخ وإسقاطها، تلك المنظومة التي كلفت العدو الصهيوني مئات الملايين من الدولارات، حيث اكتشف العدو ضآلة فعالية قبته الحديدية، واكتشف أيضاً المخزون الصاروخي للمقاومة وخاصةً لحركة الجهاد الإسلامي التي أمطرت مع بقية الفصائل - لجان المقاومة الشعبية والجبهة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى- مستعمرات العدو، بعشرات الصواريخ والقذائف من طراز غراد وغيره من الصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون.
وفي ضوء هذه الاختبارات سيقوم العدو برسم استراتيجيته وتكتيكاته في التعامل مع المقاومة في المرحلة القادمة، ما يتطلب من فصائل المقاومة أن تعيد الاعتبار للكفاح المسلح، وأن ترفض حصر المقاومة في الإطار الشعبي ، وأن لا تحصر المقاومة الشعبية فقط بموضوع الجدار ومرةً كل أسبوع، وأن تعيد الاعتبار لتحالفاتها التاريخية في المنطقة على أرضية المقاومة، ورفض الارتهان لأوهام التسوية وعرابيها في لجنة المتابعة العربية والرباعية الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم