الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحريات فى تونس ومصر ..

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2012 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


خرج الآلاف فى تونس فى تظاهرة ..إحتجاجاً على واقع الحريات فى بلدهم ..ومن المعروف أن تونس خاضت كفاحاً ضروسا ضد كبت الحريات وتجاوزات حقوق الإنسان إبان النظام المخلوع حتى توج كفاحهم بالثورة التونسية ..ولكن اليوم بعد الثورة يخرج هؤلاء النفر فى تونس ضد واقع الحريات فى بلدهم هنا نحتاج لوقفة ..وإذا أخذنا الحالة التونسية سنجد أن الحريات اليوم أفضل بكثير من قبل الثورة ولكن بدأت الإنتكاسة فى هذا الجانب تطل برأسها ..وهذا إن حدث فهى حقاً كارثة حقيقية ودعم لا محدود لباقى الأنظمة القمعية التى ماتزال تحكم بالقوة ..وحافز مغرى لها يحدثها بعدم فعالية هذه الثورات التى إندلعت ..فتونس اليوم تخطو أول خطوات الديمقراطية وقدرها أن تتقدم القوى الدينية بسبب واقع موضوعى يطل فى كل المنطقة ..وكإفراز طبيعى لما كانت تعانى منه هذه الجماعات الدينية ..وفى رأيي أن هذه القوى الدينية الصاعدة ستساهم بقدر كبير فى صناعة هذه الإنتكاسة التى ستعانى منها هى ذات نفسها ولكن سيسيطر عليها التفكير اللحظى وشهوة البقاء ..وغمرة الإنتصار هذه الحالة التى ستخفى عنها حقيقة التاريخ الذى أتى بها إلى السلطة ..وربما لن تتذكر بسهولة ذلك الكفاح التونسى ضد كبت الحريات فى بلدهم ..وستحاول الفصل بين تونس اليوم وتونس الأمس ..لتبرر لنفسها إصدار قرار مصادرة الحريات ..وقراءة الواقع بنصوص نظرية المؤامرة ..وهنا سيقول أبا زيد لزيد ..كأنك ما غزيت ..وبقفزة سريعة من حالة الإحتجاج التونسى لميدان بورسعيد ..حيث تلك المأساة التى كانت وبفعل فاعل ولكن بطريقة غير مباشرة ..فكلنا سمعنا المصريين يحملون وزارة الداخلية والمجلس العسكرى مسئولية ماحدث ..ولكن بقراءة سريعة لسلوك الشعب المصرى خاصة فى الجانب الرياضى سنجده يتسم ببعض العنف والتعصب ..وكان النظام السابق يتعامل مع جمهور الرياضة بقمة التحفظ والحذر ..وشاهدت شخصيا عملية دخول المشجعين إلى داخل الإستاد والخروج منه ..فعادة كان رجال الشرطة يشكلون الأكثرية وكانوا قادريين على السيطرة على كل الإنفلاتات ..بسهولة وسرعة ..ووزارة الداخلية تعرف هذا تماماً والمجلس العسكرى يعلم سلوك الشعب المصرى ..ولكن لم نسمع بمظاهرات إحتجاج ضد واقع الحريات فكل الإحتجاجات تنصب فى صالح تسليم السلطة للمدنيين ..ومن المعروف أن من يقف وراء هذه المطالب هم الأخوان المسلمين فهم متعجلون لإستلام مقاليد الحكم فى البلد ..ويفتعلون المشاكل على العكس تماماً من القوة الأخرى التى ترى فى التريث حالة صحية فالبلد لتوها خرجت من ثورة كادت أن تدمر البلد ومايزال الكثير من رموز النظام السابق فى الهواء الطلق ..وهذا هو الرأى السليم ولكن هنا يتشابه تفكير أخوان تونس ومصر ..غمرة الإنتصار ..والتفكير اللحظى ..وماحدث فى إستاد بورسعيد واضح وضوح الشمس ..فهى عملية منظمة وواضحة ولا يستبعد أن يكون هناك تعاون بين ذات بلطجية مبارك والقوى التى تريد إستلام السلطة فى أقرب وقت ..فجماهير الرياضة تفاجئت بهذا العنف الغريب ..فمهما بلغت عصبية جماهير الرياضة فأنها لا تصل لحد القتل بهذه الوحشية ..فمن الواضح أن هناك أيادى مؤجورة ..وتضامن ذات جماهير الرياضة وهتافها ضد المجلس العسكرى خير شاهد ..فالمجلس العسكرى هو الذى تهاون فى عملية حفظ الأمن وتراخى وهو على علم تماماً بعصبية جماهير الرياضة ويعلم أن من السهولة إستغلال هذه الاحداث وهذا ماحدث ..فالبلطجية وجدوا بيئة صالحة ينفذون خلالها أجندتهم ..ولكن مايحدث فى مصر اليوم هو وضع طبيعى بالنسبة لبلد خارج لتوه من ثورة تغيير شاملة ..مايزال يحكمه عسكر النظام السابق ..وعلينا أن نفهم إحتجاجات تونس ضد واقع الحريات وأحداث بورسعيد فى سياقها الواقعى وعدم تعميمها..فعملية إطلاق الحريات لها قواعد لا تصل لحد مصادرتها كالحالة التونسية الحذرة أو الحالة المصرية المنفلتة ..فهمها إصطاد البعض فى الماء العكر ..فلن يستطيعوا إقاف مد التغيير الذى إنتظم منطقتنا .. ولكن علينا أن نعى أن هناك ضريبة للتغيير لا بد من دفعها ..
مع ودى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس