الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة شمال إفريقيا والمتوسط في الصحراء - الفقرة الأولى... الحلقة الثانية

بوجمع خرج

2012 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


وإذا نظرنا إلى الإشكالية من المنظور الجيو استراتيجي والتسايسي فإنه من الطبيعي أن وقعت المنطقة عرضة للمد والجزر الذي عرفه الشرق والغرب وهو ما خلخل الكيان المغاربي كأمة من منطلق حسن النية آن ذاك يجمعها ويوحدها المعتقد التدايني على ضوء المد الفكري الحداثي لمفهوم الدولة في سياق الصراع الإيديولوجي الذي عرف أوجه في لغة الحرب الباردة طيلة العقدين السبعيني والثمانيني أي المرحلة التي دخلت فيها الصحراء الغربية إلى مفردات هذا الصراع الذي يعنى بالفكر وقوته الإنتاجية الشاملة للعسكري من جهة كتكنولوجيا حربية وقوته الإنتاجية للمجتمعي المدني في مستواه الإستهلاكي من جهة أخرى كتقنيات تصنيعية وصناعة ثقافية
وفي هذا الصدد وجدت القوى الحية في الجهة المغاربية نفسها جد متأخرة مما جعلها عاجزة عن معالجة قضاياها مستقلة عن ما يجري حولها بل انخرطت في خدمة احدى القوتين المتصارعتين في تكتلات معينة بشكل انحيازي مناقض للدعوة لعدم الإنحياز وهو ما جعل الخطابات المفارقة تتناما بما خلق شروخا وتصدعات في الواقع المجتمعي الذي يعاني من التخلف على جميع المستويات ماديا ومعنويا. ولعل سلبيات هذه الحالة هي انفرادات في القرارات تصل إلى حدود التطرف والدكتاتورية في الجهتين وفق طبيعة الصراع الدولي بين القوتين الشرقية والغربية التي تنعكس ميدانيا بين اليمين واليسار وطبعا كان لهذا أن أتلف المعلمات paramètres الحداثية بما لوث الفيم والمباذء وأفسد الأفعال الذيمقراطية والحقوقية.
أكيد أن هذه الحالة الدهنية المؤسسية بغض النظر عن انسجام أو لا انسجام مكونات الهرم المؤسساتي لكل دولة مغاربية كان لها أثر عميق في التواصل الذي تم حينها بين مختلف الفاعلين المغاربيين خاصة وأن رغبة الجماهير المغاربية الموحدة تاريخيا لم تكتمل في الحركات التحررية التي عملت على تحرير الجهة التي عرفت انحرافات عن الخط المعنوي بما أحدث تمزقات في النسيج المغاربي كأمة لها موروث حضاري مشترك في واقع ثقافي متنوع وغني
وطبعا كان للشباب الصحراوي بداية تحت قيادة الشهيد البصيري رحمه الله أن يتفاجئ للنظرة الجشعة التوسعية التي بدئت تختلط بالخطابات السياسية والدبلوماسية هنا وهناك ثم بعدها تحت قيادة الشهيد الوالي السيد رحمه الله كان له (الشباب الصحراوي) أن يصدم في الرباط بعد أن أغلقت الابواب في وجه فريقه وما نتج عن استقبالهم من طرف مسشتشار الملك الراحل بنسودة رحمه الله
هذا الشعور الإنتكاسي هو ذاته الذي سيتكرس في مكناس لدى عدد من جيوش التحرير المغاربية التي ساندت بعضها البعض من منطلق الأخوة الدينية والمشترك الحضاري والتواصل التجاري والتضامن الإنساني الذي كانت تعرفه الجهة المغاربية. ويتعلق الأمر هنا بمجموعة من الصحراويين الذين أهينوا في مكناس بشكل أحدث صدمة كبيرة في وجدان كل المجتمع الصحراوي من واد نون إلى موريثانيا كما أن صداه انتشر سلبا في الجهة المغاربية ليتأسس الإختلاف الجوهري في مدينة كلميم حيث اجتمع الصحراويون في تكتم شديد لينطلقوا بعدها إلى طانطان ومن ثم انطلاق الإنتفاضة التي تمخض عنها إعلان الجمهورية الصحراوية بالمنفى تحت قيادة الوالي السيد بعد ما يقارب عقدين
لا أريد هنا أن أدخل في التفاصيل ولكن فقط لرسم بانوراما في المشهد العام للأزمة ومنه دائما في سياق الماكرو كان للدبلوماسيين المغاربيين أن تحركوا كل من منطلق مرجعيته الحديثة في شكل انحيازي أكثر من ما هو استقلالي تحرري وإن صحيح حاول الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي رحمه الله ذلك من خلال كتيبه الأخضر لكنه لم يكن ينقصه تمركز ذاتي شابته نرجسية أغرقته في ما أنهى حياته كما هو معلوم.
وفي المملكة المغربية كان للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله خيار واحد حينها كانت الملكية محاصرة كمفهوم وكخيار وتوجه وكذلك انتصاب طوطم عقد ومركبات نقص عرقية وسلالية بين مختلف المتصارعين في أعلى الهرم المجتمعي على الحكم ألا وهو معالجة إشكالية وجود الدولة بمفهومها العلوي بالهروب إلى الأمام نظرا لصعوبة الوضعية وخطورتها التي كان يواجهها في ظل ما عرفه من محاولات انقلابية ومؤامرات مغرضة لذلك كانت قضية الصحراء الغربية له فرصة من جهة ليشرك بها كل المغاربة مسؤولية تاريخية ومن ثم إعادة الشرعية لسيادة العرش الذي هو الضامن للوحدة الترابية باعتبار المرجعية التي تتجذر في تاريخ لم تكن فيه حدود مغاربية بالمفهوم التسايسي والدبلوماسي والجغرافي وهو ما نتج عنه نوع من المفاجئة لدى المجتمع العتيق المغربي حينما أعلنت ولادة الجمهورية الصحراوية خاصة وأن الثقافة التي كان يجتهد عدد من الفاعلين تكريسها بما فيه احد كبار الأحزاب هو أن موريثانيا مغربية ولم يكن يليق منحها الإستقلال.
ومن جهة أخرى كانت فرصة للحسن الثاني لجعل الغرب أمام واقع عبر عنه بالشجرة التي ثمارها في أوربا وجدورها في االمغرب وإفريفية وكذلك التخلص من الضغط الداخلي باشراك المسؤولية الوطنية لكل الأحزاب بما أرباك حسابات القوى اليسارية
... يتبع

لمن لم يطلع على الحلقة الأولى هذا الرابط
http://m.ahewar.org/s.asp?aid=298510&r=0&cid=0&u=&i=2624&q=








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تكثف اتصالاتها لوقف حرب غزة.. وتنفي -نقل معبر رفح-| #مرا


.. كيف يمكن توصيف ممارسات الاحتلال واستخدامه لأسرى دروعا بشرية




.. اللواء فايز الدويري: لا أعتقد أن الاحتلال قادر على أن ينجز ع


.. أحداث شغب و تخريب بولاية قيصري التركية بسبب شائعة اعتداء سور




.. الرئيس الفرنسي وزوجته يمشيان بملابس غير رسمية في شوارع لو تو