الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكمة من أفواه المجانين

أسعد البصري

2012 / 3 / 15
الادب والفن


اللعبة أصبحت حياتي
الإنفصام عميق بين هذا الذي يتكلم وبين هذا الممدود على الكنبة
السادسة صباحاً و الهدوء أعمق من الفلسفة
كائنات تطفو على السطح وتَمسك بي
مطعونة في الصميم وجهها محروق و فمها بلا أسنان
أرى رجلاً هارباً من اللغة يُحيطُ به أسرى
قتيلاً مسمولَ العينين يتكلم بلا ضوابط
الرجل الذي أطعمته عشر سنوات خارج الثقافة
حرمته الكتابة ... زوّجتُهُ فأنجب و طَلَّق
نام في الشوارع و في أحضان عشيقاته
لبس و تعرّى ثمّ لبس و تعرّى
يعود نظيفاً من زوجاته و عشيقاته و ذريته
يتمدد على الأريكة حتى الصباح بلا أصدقاء
الحثالات التي تَعَرَّف عليها
أَفِلَتْ كما أَفِلَ كوكبُ ابراهيم
ذابتْ كقبضة ثلجٍ صغيرة في يد صبيّ
يرميني دهري بالأرزاء
ما هي الأرزاء ؟
هذه الأيام يومٌ واحد يتكرَّرُ كبندول بسيط جداً
كأن الكتابة إلهٌ يتمضمض عمري في خلودهِ ثم يبصقه
الأرزاء ؟ ما معنى هذا ؟
أعضائي تتحرك و حواسي تعمل لحساب شيءٍ آخر
لا علاقة له ببقائي وارتحالي
أعمى حقاً لا أرى رأياً بنفسي بل بلغتي
كأنها عصاي أتلمَّس بها كلَّ شيء
حتى جسد حبيبتي
الرجل الغريب هو هذا المُمَدَّد على الأريكة
أنا تركةُ نفسي و ميراثٌ لا قيمة له
ديونٌ من العداوات أقضيها كتابةً
ينظر إليَّ بعيونٍ دامعة يقول : أنقذني
مطرٌ قديمٌ يجري من البصرة تحت ثلوج متراكمة من كندا
هكذا تسفح طفولتي تحت الصقيع
أقسو و أَرِقُّ بالثّلجِ والمطر
لا شيء يستحقني
لا شيء يُفسِّرُ سِفاحي على الحروف
الرنين في أُذنيّ يعلو كطيور قديمة في صباح قديم
مُغلقٌ بالسكين و مفتوحٌ بالسّكّين فمي ألم ٌ دائم
أبيع و أشتري بلا ربح ولا خسارة فقط لأتحسَّسَ العناء
معدتي تتهدل من الخمر و كذلك صمّامات قلبي
أضحك بلا سبب من قلة الأدب
وأبكي بلا سبب من قلة الحظ
يداي مفتوحتان فوق البحيرة
كيف أتحمل مسؤولية نفسٍ لا أعرفها ؟
لكنك أقرب إليها من حبل الوريد
قهقهات الشياطين تملأ حروفي
كأنها خمرٌ رخيصة في معدةٍ فارغة
لا تأخذوا الحكمة من أفواه المجانين
ولا تأخذوا المجانين إلى أفواهكم

وَلَقَدْ أهزَلتُ حتّى مَحَتِ الشّمسُ خياليْ
وَلَقَدْ أَفْلَسْتُ حتى حَلَّ أكْليْ لِعياليْ
أبو الشَّمَقمَق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يخافون الشعراء
أسعد البصري ( 2012 / 3 / 15 - 13:39 )
لا يخافون المفكر ولا الناقد ولا المؤرخ
يخافون الشعراء (إن وجدوا )لأنهم يخاطبون القلوب مباشرة
شاعر لم يتوحد ولم يهجر أطفاله و لم يُسجن
ولم ينم على الأرض ولم ينكسر قلبه ألف مرة
لا يتحدى الخطر والسلطة الآن وليس النظام السابق
شاعر ليس ديدنه الخطر وتاريخه العذاب
عن أي شيء يكتب ؟ والله لا أعرف
المضحك أن صديقي الأديب يقول إنني طبل أجوف
وكيف تمتليء الطبول إذن ؟ بالجوائز الوهمية ؟
بالكتب التافهة المطبوعة طبعات أنيقة مجانية ؟
بالنفاق و انكسار الروح و الركوع ؟
بالكتابة عن أشياء لا معنى لها ولا قيمة ؟
بضياع المعايير ؟
بقارعٍ مثلك
يقرع ليل نهار على كل الطبول و يرقص


2 - والناس لا يأمنونني
أسعد البصري ( 2012 / 3 / 15 - 13:51 )
ثلاثة شعراء قالوا لي اليوم
إنهم يريدون الخلود
لهذا لا قيمة للخلود
الفناء نعمة كالنسيان
طز ب كلكامش إذا كان الخلود
أكل و مرعى و قلة صنعه
إذا كان الخلود لا يعني أن تُصلب كالمسيح
أو تمرض كالسياب أو تُجَن ك هولدرلين أو تُقتل ك لوركا
طز ب كلكامش ألف مرة
البارحة صديقي الشاعر ( سلام ) كتب لي
طز ب أسعد البصري
وقال إن معنى كلمة ( حطيئة) هو الضرطة الصغيرة
في القاموس : حطأ حطأة تعني ضرط ضرطة
هذا عن الحطيئة العظيم فما هو معنى اسمك ؟
صديقي لا معنى لاسمي محمود البريكان أعظم مني ألف مرة يقول
( إني تخليتُ أمام الضّباعْ
والوحش عن سَهْميْ
لا مَجدَ للمجدِ فخُذ يا ضياعْ
حقيقتي واسميْ )
أنتم تصنعون ضرطات كبيرة و تقدسونها
أما أنا فمجرد ( حطيئة ) أو مجرد
( تيس أعمى في سفينة ) كما قال
بشار بن برد عن نفسه
قبل أن يموت من الجلد وتلقى جثته في الدجلة

مضى زمنٌ والناس لا يأمنونني
وأنّي على ليلى الغداةَ أمينُ
المجنون


3 - وطني
أسعد البصري ( 2012 / 3 / 15 - 13:54 )

لقد ولّى الزمن الذي يصدّق فيه الناس الشعراء
وإلا لقلت لكم الوطن حقيقة ، العراق حقيقة
الوطن يتنفس رغم الإرهاب والميليشيات
الوطن ليس في القلب ولا في الروح
بل هو القلب و هو الروح
هو الحقيقة ونحن مجرد ظلال
لم أُنجِب لأن كلّ أطفال العراق من صُلْبِي
صدقوني ليس صحيحاً أننا بحاجة إلى عقل
لأن عندنا الكثير من الإيمان
نحن بحاجة إلى إيمان لأن عندنا الكثير من العقل
هل الفساد و سرقة المال العام عقل أم إيمان ؟؟؟؟
إنه عقل خالص بلا إيمان
لو نظرنا إلى الفساد في بلادنا
لاكتشفنا أننا أكثر شعوب العالم كفراً
http://youtu.be/ip8TxFPlOFM


4 - الشهداء
أسعد البصري ( 2012 / 3 / 15 - 14:35 )

ما يميز هادي المهدي و كامل شياع أنهم أبطال هذه المرحلة
هناك آلاف الأبطال لكنهم أبطال مرحلة الدكاتورية
ما قبل المحاصصة والإحتلال
في هذه المرحلة هناك مثقفون أبطال
كامل شياع لم يرد أن يكتب قصيدة غزلية
بل أراد فضح الفساد و مقاومته لهذا أخرسه كاتم صوت
هادي المهدي لم يُرد جائزة عن إخراج مسرحية عُطيل
بل أراد تحريض الناس على التظاهر والعصيان
لهذا ملأوا رأسه بالرصاص
هؤلاء الأبطال الذين يريدون إقناعنا بذكرياتهم
يصطدمون دائماً بمبدعين رفضوا الجلوس
و قص الذكريات الملحمية و تلقي الجوائز
من حكومة المحاصصة الفاسدة


5 - الشهداء صاروا يراسلون الشعراء
أسعد البصري ( 2012 / 3 / 16 - 08:34 )
حلمتُ تواً كأنني ابتلعتُ شَعراً حتى أخرجتُ ضفيرة من بين أسناني ، في نفس الحلم جاءني أبي الميّت وقال هذا الرجل عنده رسالة ، كنا في حقلٍ مفتوح فقال : مازن الفلاني يسلم عليك فقد استشهد في حمص ، كان الشاب الرسول يجر كبشاً من قرنيه و يلحق بوالدي لذبحه قرباناً ، تسجيل فيديو للشهيد مألوف وجهه لكنني لا أذكر في أية مدينة التقيته وخشيت أن أسأل ، فمي يابس تماماً ربما يابسٌ من أكل الشعر . عندي كتاب أحلام إنكليزي يقول أكل الشَّعَر يعني رسالة تطلب منك أن تهتم بعلاقاتك وتكف عن التدخل بعلاقات غيرك . لكن لماذا شهيد اسمه مازن من حمص يبعث لي برسالة و يقلق نومي ، لا أتذكره . فرحت لأني قبل دقيقتين قرأت نص وديع العبيدي رسالة من شهيد . الشهداء صاروا يراسلون الشعراء ، أي أن هذا لا يحدث لي وحدي . الرابط أدناه مهم
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=299243


6 - سربيت محمد يزيد
أسعد البصري ( 2012 / 3 / 16 - 09:00 )
نعم هو عينه صديقي الرائع أمجد أخو مؤيد ولم يقل يوماً أنه شاعر بل ترك الشعر و صار عالم فيزياء في جامعة توركو فنلندا متخصصاً بعلوم الفضاء ، لاحظت أنه نشر مقطعاً من القصيدة المذكورة في الحوار المتمدن لكنه أجرى عليها تنقيحات أضعفت القصيدة ، أنا كتبتها كما نشرها على الجدار الحر في جامعة البصرة سنة ١٩٨٩م حفظناها جميعاً عن ظهر قلب ، كان طلاب و طالبات من كليات أخرى يأتون لكليتنا ويقرأون ما كتبنا على ذلك الجدار ، وجعه و سجنه و إعدام إخوته فجر فيه موهبة مخيفة حينها ، لكنه هجر الشعر ويبدو أن الغربة غيرته ، صار عالماً بأفكار سياسية لا أتفق معه بها جملة و تفصيلاً . لكن أبقى أحبه و أبحث عن مراهقتي و هواء و طني في قصائده التي هجرها هو لأنه ربما لم يكن مؤمناً بما كان يمتلك فوأد صوته . صار من مُريدي الجعفري الآن . ولله في خلقه شؤون


7 - سربيت محمد يزيد
أسعد البصري ( 2012 / 3 / 16 - 09:04 )
وهذا مقطع من قصائدي المراهقة في جامعة البصرة
لم أكن أنشر شيئاً حينها قبل قراءته
على أمجد و عبد الله بن السيد نجم

مسافةٌ بيننا نخبو فنتّقدُ
مسافةٌ بيننا ندنو ونبتعدُ
مسافةٌ بيننا لا أنتَ تُبصرُها
أو ينتهي في المدى الورديِّ ما وعدوا
الليل معبدكَ المسبيُّ متكئاً
على غيابكَ لا يمضي ولا يفِدُ
نصفُ الفناجينِ دارتْ حولَ مَنْ رحلوا
ونصفها دار سراً حول مَن صمدوا
ترشُّ أيّامكَ الأولى على شفتيْ
وأنتَ طورُ سنينٍ أنتَ أمْ بَلَدُ
تصاعدَ الناي الفرسان قد تعبوا
فهل أُقيمُ شموعيْ فوق مَنْ رقدوا
تصاعدَ النايُ خلفَ الباب أدعيتيْ
تغيّرَ الجارُ والمجرورُ والسّندُ
تؤذّنُ الرّيحُ والمنفيّ خلف خطى الْ
غبارِ مهجورةٌ عيناهُ والجسدُ

اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : فرص الأهلي في الفوز بالبط


.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : لو السوبر الأفريقي مصري خ




.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف