الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافيون الذين خدعوا نقابتهم...!!1

طلعت الصفدي

2012 / 3 / 15
حقوق الانسان



في خطوة غير مسئولة، سياسيا ونقابيا وأخلاقيا، جرت انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين في الضفة الغربية دون قطاع غزة، مع سبق الإصرار والترصد، تناقضت مع دعوات بعض القوى سابقا بتأجيل الانتخابات البلدية والمحلية في الضفة الغربية دون مشاركة قطاع غزة، ومع ذلك جرت الانتخابات لنقابة الصحافيين في الضفة الغربية، وبالريموت كنترول في غزة برغم المحاولات المتكررة لبعض قوى العمل الوطني، والكتل والشخصيات الصحفية، ومكونات المجتمع المدني بهدف التوافق لحل كافة المشكلات المعقدة التي طالت بنية النقابة وإدارتها وماليتها، بما فيها شبكة المنظمات غير الحكومية التي قدمت مبادرة ايجابية كمخرج للازمة، للحفاظ على سمعة وتاريخ ودور نقابة الصحافيين الفلسطينيين، كمؤسسة وطنية وحاضنة للجسم الصحفي، ولحمايتها من الانقسام، والتشتت على طريق حل كافة التناقضات الثانوية بروح الحرص على وحدة العمل الصحفي، ضمن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وحتى تبقى حصنا منيعا، وبيتا جامعا للكل الصحفي والإعلامي.
كما جاءت مطالبة لجنة الحريات العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنظمات حقوق الإنسان بتأجيل هذه الانتخابات الأحادية كمساهمة للبحث عن حلول توافقية، تجنبا من المخاطر السياسية والمهنية التي تمس النقابة، وتعمل على تكريس الانقسام والفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا تأخذ بعين الاعتبار الأجواء التي واكبت اجتماعات القاهرة والدوحة، وتوافق القوى السياسية والمجتمعية على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتشكيل الحكومة التي ستضطلع بالعمل على توحيد كافة الاتحادات والمنظمات الشعبية والعمالية والمهنية على أسس ديمقراطية حقيقية، على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، بعيدا عن المحاصصة، والهيمنة والتفرد وفرض سياسة الأمر الواقع.

إن تدفق أعداد هائلة من خريجي الصحافة والإعلام من الجامعات الفلسطينية والأجنبية، من حقهم الانتساب لنقابتهم، والحصول على بطاقة العضوية الصحافية بعيدا عن الانتماء ألفصائلي والحزبي، والصراع السياسي، كجواز مرور بين الألغام المدفونة في قلب المجتمع، وخوض مغامرات البحث عن الحقيقة في الدروب الوعرة، وكشف المستور، حتى وان كلفتهم حياتهم بما فيها معركة مواجهة زيف الأعلام الإسرائيلي، وفضح ممارساته غير الإنسانية بما فيها سياسة التطهير العرقي، وعدوانه المتواصل، وتعريته بالحقائق، وبالكلمة والكاريكاتير، وبالرسم والصورة .

إن التمسك بوحدة نقابة الصحافيين الفلسطينيين، على الرغم من التسرع في إجراء الانتخابات فقط في الضفة الغربية دون قطاع غزة، يبقى هو الهدف السامي لكل الصحافيين، وهذا يتطلب من الحريصين على وحدة نقابة الصحافيين عدم الاستكانة والاستسلام، وبذل جهودا مضاعفة من أجل وقف التداعيات الخطيرة لهذه الانتخابات، وحل كافة الإشكاليات التي كانت نتيجة الانقسام، وسلبيات الانتخابات الصورية السابقة عام 2010، والضرر الذي أحدثه اقتحام مقر نقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة والاستيلاء عليها، والبحث عن مخارج توافقية وإبداعية لوقف حالة التدهور حتى في العلاقات الإنسانية بين الصحافيين، والعمل معا من اجل التفاهم والحرص الشديد على تطوير نقابة الصحفيين، وتعزيز وحدة العمل الصحفي، ووقف الانزلاق نحو تكريس الانقسام في النقابة.

إن أية محاولة من أي طرف للتغاضي عن هذا المطلب الوطني والمهني، سيشكل ضربة موجعة للجسم الصحفي، سياسيا ونقابيا ومهنيا، سينعكس سلبا على تراجع تمثيل النقابة في الاتحاد الدولي للصحافيين، واتحاد الصحافيين العرب على الرغم من حضورهم، وهذا يتطلب تجنيب نقابة الصحافيين تداعياتها المؤلمة بما فيها حق تمثيل الصحافيين الفلسطينيين في المؤسسات والمحافل الدولية الإعلامية، وحتى لا تكون انتخابات نقابة الصحافيين الأحادية دون غزة، سابقة ونموذجا يحتذى به في الانتخابات القادمة للاتحادات والمنظمات الشعبية للمحامين والمهندسين والأطباء والمعلمين والعمال والمرأة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية