الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منحتان قصة قصيرة

حمادي بلخشين

2012 / 3 / 15
الادب والفن


ـــ 1 ــ
صديقي عبد الجليل عبّود، خير من كتب عن الميلودراما الإسلامية.
" ما تركت فتنة بعدي أضرّ بالإسلام و أهله من جامعة الأزهر و سائر المفارخ الكهنوتيّة المنوّمة للشعوب و المبرّرة لإرهاب الدولة "!!
هكذا كان يردّد على مسمعي بين الحين و الآخر.
حين كنت أثني علي كتاباته الجريئة، كان يقول لي باسما:
" الفضل الأكبر يرجع الى زوجتي، فهي التي وفـّـرت لي الوقت الكافي للبحث و التفكير و الكتابة" !!
وكنت أردّ عليه بين ضحكتين:
" كان عليك أن تشكر هذه المرأة، لأنك سترزق بالخلود على يديها!"

حين لقيته قبل عام، ثم سألته عن" الشركة المريضة" ـ كما كان يسمى حياته الزوجيةــ أجابني يائسا:
" كان الجنس هو الخيط الرفيع الذي كان يربط بيننا "
ثم وهو يضيف بعد سكوت لم يطل:
" أما الآن، وقد أكتشفت زوجتي أنّ أنفي أكبر من اللاّزم، و وجهي أقبح ممّا كانت تعتقد، و لحيتي ـ التي كانت تشبّهها في لحظات الصفاء النادرة بلحية الممثل الأنيق عبد المجيد مجذوب ــ لا تختلف عن لحية شحّاذ..." سكت قليلا ثم اضاف :
" أمّا وقد أصبحت لديها حساسيّة ضدّ رائحتي، و ضدّ كل مواد التجميل المعطرة منها والخالية من العطور، فلا أدري ما أنا صانع بحياتي ! "
ضربت على زنده مداعبا:
ــ كما كنت تصنع دائما ... المزيد من الكتب الرائعة.
ردّ عليّ وقد ازدادت ملامحه وجوما:
ــ هيهات هيهات، لقد أدركنى الاحباط، وغشيني الشعور بالعبثية و بكوني أضخّ الهواء في صدر مومياء فرعونيّة أو روّاد جامعة الدول العربيّة.
ـــ ...؟
ـــ بالله عليك هل تستحق أمّة تكرّم أحمد بن حنبل و تعلي من شأن الشافعيّ، وتذبح غيلان الدمشقي وتعذب ابا حنيفة حتى الموت، هل تستحق أمّة كهذه، أي احترام؟
ـــ ...
ــ لقد إتّسع الخرق على الرّاقع.
ـــ...!!!
ـــ حتى انهيار بنائنا بالكامل لم يتمّ بعد، حتى نؤسّس على أنقاضه ما نريد.
ــــ ....!!!
ــــ نحن امة تسقط لكنها لم تنل بعد شرف الإستقرار في الحضيض كي تنهض من جديد
ـــــ ...!!!
ـــ تصوّر يا صديقي.. كلّ عمامة جديدة يفرّخها الأزهر، أو تنكبنا بها جامعة محمد بن سعود، أو تتقيؤها جامعة الزيتونة أو جامعة القرويين هي أسوأ في أثرها التدميريّ للإنسان و العمران من مائة قبعّة لجنرالات محتلـّـين.
ـــ و ما الحلّ؟
زفر صديقي بشدّة ثم قال:
ـــ لم يبق لنهوضنا غير وقوع معجزة إلهية... لكنني أوّل من ينفيها ، لأنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
ـــ ....!!!
ـــ " يا عدو ّ الملة و الدين، أنت لا تختلف عن اليهود و الصليبيين و سلمان رشدي و تسليمة نسرين"هذا ما أجده كل يوم في بريدي .

ـــ 2 ـــــ
لسنة كاملة، ظللت أنفي بشدّة التحاق عبد الجليل عبّود بأفغانستان، كنت أرجّح اعتقاله، حتى بلغني نعيه مساء أمس.. رحم الله صديقي عبد الجليل عبّود، لقد استراح من ورطة الحياة البيولوجية و الزوجية معا... و لكن أن يرزق بالشهادة أيضا على يديّ زوجته، كان آخر ما كنت أتوقـّعه!

أوسلو 26/9/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي