الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين / عندما تكون أكاديمية -الجهاد- أبقى من الساسة

المختار بن جديان

2012 / 3 / 15
القضية الفلسطينية


إنه ولا شك –بركان الغضب- الذي يحتدم بـ-أكاديمية الجهاد- في فلسطين، بفصائلها المُتباينة سياسيا وعقائديا، والمُتوحدة دائما على غصن زيتون واحد.
إنها نسمات القدر الربانية التي ترتسم على أجبنتهم المُنتصبة على ناصية واحدة، ناصيةٌ ترفض بشدة أن يتكرر مشهد الغزو لسنة 2009; فكأني بهم الآن داخل خنادقهم الجبلية المُنتشرة هنا وهناك، يرسمون خرائطهم على التراب بعود زيتون، وكأني بأحدهم يحتضن بُندقيته ونظرته تثقـُب السماء باحثة عن مكان فسيح في الجنة.
مُقابل كل ذلك يستقر –لحم الحمام- داخل بطون الساسة الفلسطينيين والعرب، وكأنهم اجذاع نخل خاوية، يبحثون عن سلام فُقد بين أرصفة –تل أبيب- يرتشفون –شايهم- مُصدرين تلك الأصوات المُزعجة بتلذذ شديد.
كانوا في الأمس القريب حُفاة عًُراة في الجبل الأخشب يبحثون عن مغارة بها يتشاورون، وكان بينهم أسد المقاومة والأب الروحي لتلك الأرض الأبية –الفقيد ياسر عرفات- يلُوك بين أسنانه ورقة زيتون يتفنن في مرارتها وكأنها رطب من رطب جنة رب العالمين.
اليوم أصبح الرفاق والأصدقاء مُتكالبون على السلطة اللامجودة، بل أصبحوا يتصارعون فيما بينهم حول من يكون الأجدر بثقة العائلات المفقودة والأصوات المقصُوفة.
يتناسون غارات –قوم إسرائيل- على مزارعهم المجيدة وبيُوتهم العتيدة، وبكاء أطفالهم الذين ضاقوا ذرعا من نور القذائف والخُبز المُنوم الذي تُهديه إياهم – الأمم المتحدة-.
يتجاهلون بسرعة أنهم كانوا يوما ما –مُرابطين- داخل – الأكاديمية الجبلية-، وقد اتخذوا على عاتقهم مهمة حماية هذا الوطن، وعلى هذا تعيش فلسطين زمن المفارقات والتناقضات، ويستقر الحال فيها على مستنقع اللاحل.
يبحث الكثير من الفلسطينيين اليوم عن معنى الاستقلال بعد أن عانوا أكثر من نصف قرن من غصب وويلات -بني صهيون-، يبحثون عن مدّ بحري جديد بين أجيال لم تنفذ بعد، يُجابه ساستهم أحلامهم بمبالاة دبلوماسية نظامية، حيث يتوقعون وجود النظام الصامد في حين انه مُقسم إلى اتجاهات لم تتجمع إلا يوم رئاسة –رجل الحقل- لهذا البلد.
وفق المنطق الإنساني العربي الشامل لم تُفلح العقلية العربية في إنجاب –سلطة ذات قيمة- على مر الأزمان، ولكن كان على رجال فلسطين أن يُنجبوا سلطة قوية عتيدة تعرف كيف تمنع الكيان الإسرائيلي من التقدم على حدودها، وتمنعهم أيضا من أن يُرجعوا حق البيت المقدسي الشريف إلى طائفتهم.
فعندما نقول القدس نقول منبع الإسلام، ومحراب الأدب والثقافة، وليس غريب أن يُسند لفلسطين لقب –عاصمة الثقافة العربية لسنة 2009- ولكن الأغرب أن يصمت اليوم من يقولون بوحدة هذه الأرض، ومن دافع عنها يوما ما، بعد أن عانت المسكينة وحش تجاوزات عدة منذ أن حتَّم عليها القدر أن تكون فريسة –القطب العولمي- المُبهورة به اليوم الدول العربية، في أن جعلت من نفسها تركة من تركات نظام الولايات المتحدة الأمريكية.
ويستمر الحال على ما هو عليه ليدخل في الإنجيل طقس جديد ومٌقدس، يُصبح بمقتضاه –الحصار- دورة رياضية تُنظم كل ثلاثة أعوام، تكون فيه فلسطين –الدولة الأرض- دون أي عائدات تُذكر، ولكن صبرا -آل إسرائيل- فلكم يوم قد ترونه بعيدا ولكننا نراه قريبا، بعد أن كتبنا موسوعة –الشعب يريد-.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير