الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الثورة السوريّة : ثورة مقطوعة الرأس

حمزة رستناوي

2012 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



بمناسبة مرور عام على انطلاق الثورة السوريّة , من الواضح للمراقب أنّ هذه الثورة تواجه صعوبات متعدّدة , و أنّ مستقبل سوريا كدولة و وطن مهدّد.
و قبل الشروع في النقد من الضروري التأكيد عن نقطتين:
النقطة الاولى : النقد هو فعل إيجابي يستهدف إلى دعم الثورة و تحصينها من السلبيات التي تعترضها , و الدافع إليه هو المحبّة و الحرص على مستقبل سوريا الانسان و الوطن , سوريا الحرّية و الكرامة , سوريا ملك لكل السوريين و ليس لفرد و عائلة .
النقطة الثانية : إن النظام الاستبدادي في سوريا هو نظام فاقد الصلاحيّة و المشروعيّة , من غير الممكن عمليّا التعايش معه أو البناء عليه و اصلاحه.
(1)
كنتيجة لشدّة القمع الممارس من قبل السلطة , هذا أدّى إلى تصفية أو اختفاء أو هروب معظم النشطاء الشباب الميدانيين المبادرين و الموجّهين للحراك الثوري في الداخل , لذلك اكتسبت المعارضة السياسية للنظام في الخارج و هي بمعظمها سابقة للثورة السورية أهمية كبيرة , و هذه المعارضة الضعيفة المشرذمة أساسا لم تستطع أن ترتقي بحسّها الوطني و الانساني لمستوى تضحيات و آمال الشعب السوري , لتوجد على الاقل اطار سياسي موحّد يكون بمثابة ممثّل سياسي للثورة السوريّة , و متحدّث باسم الثورة اقليميّا و دوليا بغرض التعاون و التنسيق لإنجاح الثورة السوريّة.
إن معارضة سياسيّة لا تستطيع تحقيق حد أدنى من التعاون و التوحّد في مرحلة تاريخية حاسمة كهذه , هي معارضة لا تصلح لأن تكتسب صفتها كمعارضة وطنيّة ديمقراطيّة للنظام الاستبدادي.
من أسباب تشتّت المعارضة الخارجيّة للسلطة هيمنة التفكير الأحادي الجوهراني سواء أكان جوهر شخصي(حب الزعامة) أو جوهر حزبي أو جوهر فئوي طائفي..الخ.
و لكن ما الذي يمنع على سبيل المثال أن تقوم كل الاحزاب السياسية السورية – و هي أحزاب هشّة و ضعيفة أساساً - بحل نفسها و تشكيل إطار معارض تحت عناوين سياسية وطنيّة ديمقراطيّة جامعة تفرضه متطلّبات المرحلة التاريخية ؟!
ما الذي يمنع تشكيل اطار سياسي يضم أحزاب متعدّدة على غرار التجربة الرائدة للقاء المشترك في اليمن أو تفاهمات المعارضة التونسيّة بشقّيها الاسلامي و العلماني قبل و بعد سقوط حكم زين العابدين بن علي ؟
(2)
المعارضات الديمقراطية هي قبل أن تكون معارضة للنظام الاستبدادي هي معارضات ذات هيكلية و رؤى و سلوك ديمقراطي بالحد الادنى.
التخوين كسلوك و موقف يتنافى مع الموقف الوطني الديمقراطي , و قد شهد الحراك السياسي المعارض مماحكات و اتّهامات متبادلة تصل إلى درجة التخوين بين المجلس الوطني و هيئة التنسيق و الجيش الحر ..الخ.
(3)
في حال وجود هيكل أو اطار سياسي وطني ديمقراطي معارض للسلطة يحظى بدعم شعبي ,عندها كثير من الاشكالات الراهنة و السابقة تأخذ طريقها إلى الحلحلة .فقضايا من قبيل : التدخّل العسكري الخارجي , التحوّل إلى العسكرة , المبادرات السياسية المطروحة , التعامل مع القوى الاقليمية و الدولية ,كلها قضايا يجري بحثها بمسؤولية و في اطار المصلحة الوطنية للشعب السوري , بحيث لا تستقوى أجزاء من المعارضة على بعضها بقوى خارجية , و لا تكون العلاقة مع القوى الاقليمية أو الدولية علاقة تبعية ,بل علاقة طبيعية ضمن حدود المصلحة الوطنية , علنيّة و بحيث يكون القرار
السياسي تمثلي و ليس فردي ارتجالي.
(4)
وجود هيكل أو اطار سياسي وطني ديمقراطي يحصّن الثورة السورية من الانجرار إلى نزاع طائفي يسعى اليه النظام , و هو كذلك يعطي اشارات ايجابية للفئات الغير منخرطة بالثورة أو الخائفة منها خاصة من أبناء الاقليات الدينية و العرقية.
و هذا يمنع نسبيا سيطرة فصيل معارض دون غيره على الثورة و استحواذه عليها , و يسحب البساط من تحت النظام بدعاوى أنها ثورة سلفية أو اخوانيّة . و يضعف التأثيرات السلبية للأصوات الطائفيّة و الغير مسئولة التي تظهر بين حين و آخر.
للأسف لا يلوح في الافق اشارات لتوافق سياسي حول قيادة للثورة السوريّة أو نظام ادارة فاعل و مسئول , مما يعتبر خذلانا لتضحيات الشعب السوري و تطويلا لمعاناته تحت حكم الاستبداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موتوا بغيظكم ونفاقكم
souzan ( 2012 / 3 / 15 - 20:54 )
الثورة السورية فورة وعورة وليست ثورة
ومايضحكنا ثقتكم بانها ثورة وانتم تشي غيفارا عرابها
اين الثورة الحرة الشريفة منكم أيها الآرهابين السلفين وقتلكم واغتصابكم
لشعب سوريا
لقد انتصرت سوريا بشعبها الأبي وخسرتم بطائفيتكم المقيتة واجرامكم الدموي كفاكم نواحا وبكاء فعرابيكم العهرة قريبا سيرموكم في اقرب مزبلة
للتاريخ
عاشت سورية شعبا وقائدا


2 - الصيف ضيعت اللبن
عمران طلال الملوحي ( 2012 / 3 / 16 - 00:16 )
مقالك قصيدة رثاء معتبرة لما تسمونه الثورة السورية... وتأملات أفلاطونية لما حلمتم به أن يحدث... حقاً إنها (ثورة) مقطوعة الرأس.. أو هي بلا رأس أصلاً، وبلا برنامج، وبلا شعارات واضحة.. وقد توهم الحمدين في قطر.. وشحاحيط أل سعود أنهم سيصنعون تغييراً في سورية عبر البترودولار.. ثم اكتشفوا أن من ركبوا موجة الثورة هم فيالق من الرعاع واللصوص وأصحاب السوابق.. لديهم شعار واحد هو إسقاط النظام.. وليأتِ الشيطان من بعده... لا رؤية سياسية لديهم، ولا اجتماعية، ولا اقتصادية ولا ثقافية... وقبل أن تقترب أجهزة النظام منهم، كانوا يتقاتلون على تركات الهزيمة...
ولا يعتقدن أحد بأن هذه المداخلة دفاع عن النظام.. فأرضيته الفاسدة، وسياسته الليبرالية أوصلت عامة الناس فيه إلى ما وصلوا إليه من معاناة معيشية.. لكن هذا شيء.. وثورة يؤججها عدنان العرعور، وشلومو القرضاوي، وهيلاري كلينتون، شيء آخر... ولنا أمثلة في تونس ومصر وليبيا... وشعارنا: حيث تكون الجهة التي فيها الولايات المتحدة، والصهاينة، فسنظل نحن في الجهة المقابلة.. وهذه هي المعادلة التي اخترناها في سورية.


3 - لا بد للبراعم أن تكبر
علي الأمين السويد ( 2012 / 3 / 16 - 10:10 )
لقد وضعت يدك على مفاصل الألم في ثورتنا السورية، وهذا التوصيف، المتفق عليه، هو الخطوة الأولى في شفاء المريض وانت يا صديقي الطبيب تعلم ذلك يقيناً. نعم الثورة السورية ولدت و ترعرعت بدون رأس أو لنقل بأن الثورة السورية قد نما جسمها و ما زال راسها برعماً صغيراً لا يناسب و حجم جسدها. وهذا أمر طبيعي في ظل نظام إرهابي عمل على تجفيف الطاقات القيادية مدة اربعين عاما وزرع الشك والتخوين واللامسئولية في عقول الآخرين حتى يقال أن النظام بقيادة الأسد هو نظام مطلق الكمال لا يمكن لأحد ان يكون مثله، اي عمل النظام على صناعة جوهر من نفسه و فرض قداسته بقوة الارهاب. و أنا كسوري يتطلع لحياة البشر العاديين في وطن حر و كريم أرى أن الرأس الذي أعتبرناه برعماً سيتحول إلى راس وطنية حقيقية طالما أن من يرسم ملامحها هو براءة الثوار وعفويتهم. وليعلم القاصي و الداني أن الشعب ما بدأ ثورته ليظلم و انما ليزيل الظلم، وينشر ثقافة المواطنة العصرية
تحياتي و محبتي
علي الأمين السويد


4 - هذيانات لم تاتي بعد
سهار الهادر ( 2012 / 3 / 17 - 01:37 )
تمتلكون وطنا جميلا فيه الاشياء في متناول اليد فيه الامن مستتب قبل نعرتكم هذه؟ماذا تريدون اكثر ؟ديمقراطية؟اوليغارشية فئة متحالفة مع الرسمالية الغربية تحتكر البلاد؟ثم ماذا تعني حرية الراي والاحزاب؟ الغنم لمجموعة محددة والجموع قطيع؟على الاقل ان اسعار العقارات في بلدك لم تصل عشرة اضعاف اسعارات العقارات في اميركا كما يحدث في بلدنا العراق؟ سيطرة الطوائف والاعراق على البلاد؟اعادة تعريف الوطن لسشمل مفهوم المكون القائم على اسس مذهبية وعرقية؟سوريا الجملية البلد العلماني الذي يقر بالخصوصية الاسلاموية السنية؟ماذا تريدون؟جعجعة فارغة عما يسمى بمجتمع مدني وحرية الاحزاب؟ الاحزاب والمنظمات التي ستمولها قطر والسعودية واميركا؟هذا ماتريدون؟ان اي نظام ديمقراطية حقيقي لن يكتب له النجاح بلا دولة قوية وجيش قوي ضامن لشد خيوط اللعبة عندما يتمادى سياسيون مرتشون او فاسدون او مدعومون من جهات اجنبية كحال العراق وتونس ومصر؟ ماذا تريدون طبقيةمعلنة تحت ستار ديمقراطية غربية طبقية تجد لها اساس بحكم القانون ؟تحالفات رثة من البروتارية الدنئية المشوهة مع تطلعات مغامرين مدعومين من الغرب يريدون حرق البلاد وجعلها دمية


5 - جون لوك وهوبس والعراعرة
سيف طاهر ( 2012 / 3 / 17 - 11:17 )
ومن قال ان نقيض الاستبداد حرية؟ثم ماهو تعريف الاستبداد؟يوجد في اميركا 29 وكالة امنية تتجسس على المواطنيين لصالح ديمومة حكم الوكبريشن؟ ثم السياسة هي لعبة الاغنياء مان تبداء لعبة الانتخابات حتى تتحول الى مهنة وصنعة ابدية؟ثم من يبيع الخضروات والحصىى والرمل وكشاش الحمام ماذا تعني لهم الديمقراطية؟كما ماذا تعني لرواد الجوامع والجماعات الرثة في اطراف المدن والارياف اقصد كيف يمكن تحول هذه الجماعات وهم هامش اقتصادي لمنظمومة الاستغلال العالمي اذ يوجد في اميركا وحدها اكثر من 50 مليون تحت خط الفقر وفي يوم الانتخابات لايذهب هولاء للتصويت لانهم غير معنيين كما انهم بسطاء لايملكون القدرات الذهنية لمعرفة مسارات السياسية الاكراهية هناك والتي لايمكن ان تتحول او تتغيير

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -