الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق ( المرشح الرئاسى )

محمد منير

2012 / 3 / 16
كتابات ساخرة


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتا على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه «مكتوب».


جلدتنى ذاتى اللوامة لتقاعسى عن التفاعل الثورى ومشاركة الجماهير فى هذه اللحظات الحاسمة، فجلست على قهوة «مشكاح» وشرحت همى للواد «مخلص العميل» - مرشد سابق وحالى - فالتقط كلماتى وبرقت عيناه واستأذن منى وجرى ناحية القسم.
صباح اليوم التالى استيقظت على طرق عنيف، وما أن فتحت الباب حتى سحبنى جوز مخبرين إلى القسم، ومنه إلى مكتب المأمور الذى استقبلنى واقفاً، ورحب بى وعرفنى على شخص ملكى جالس عن يساره وفى مواجهته كان يجلس الشيخ «هادى جلاب الديب» الذى انتفض واقفا وأخذنى بالحضن قائلا: «من غير يمين يا مسروق بقالى تلت تيام بأحلم بيك».
جلست متوجساً أشرب الليمون وأستمع للمأمور وهو يقول: «شوف يا مسروق إحنا سمعنا إن ضميرك الثورى تعبك عشان ما بتشاركش فى العمل الوطنى، ودى روح إيجابية بنهنيك عليها، ولأنك ابن الشعب اللى عانى سنين طويلة فقد قررنا أنك الوحيد اللى يصلح رئيس للبلد» وأشار تجاه الملكى الجالس أمامه قائلا: «والباشا بيمثل جهات سيادية بتأيدك وجماعة الشيخ هادى كلها وراك إن شاء الله ومعها ستجد كل الخير يلا يا مسروق إحنا عارفين إنك عندك برنامج كبير وتصور اجهز بيهم عشان حتروح تسحب ورق ترشيحك وبعدها نبدأ حملتك الدعائية فى التليفزيون والصحف، وفيه يافطة كبيرة اتعلقت قدام بيتكم وربنا معاك، ومصروف لك 2 بودى جارد لحمايتك وتحت تصرفك».
حمدت الله وعاهدته على الحكم بالعدل والمساواة، وما أن وصلت بيتنا حتى سمعت صوت صريخ ونسوان البيوت اللى جنبينا بتجرى والهانم مراتى بتجرى وراهم وبتقلعهم الجزم، جريت وكتفتها ودخلتها البيت وسألتها عن المشكلة، ردت «لازم كلهم يمشوا حافيين»، سألتها «ليه؟»، أجابت «شوف ياريس أنا حابقى سيدة البلد الأولى فامينفعش إنهم يبقوا لابسين جزم وأنا حافية، عشان كده قلعتهم الجزم» ولأول مرة يعجبنى منطق الهانم فى السيطرة على هوام العوام، فأمرت البودى جارد بلم كل الجزم من رجالة الحارة.
وفى المقهى وجدت 15 مسروقا كانوا مترشحين للرئاسة قاعدين وحاطين إيديهم على خدهم فلم أهتم وركبت العربية التى أرسلها لى المأمور واصطحبتنى إلى مكان ما سحبت منه أوراق الترشح، وتحدثت مع عدة صحف وفضائيات، وفى المساء أقلتنى السيارة الفارهة إلى التليفزيون لإجراء حوار مع مذيعة كل العصور الخالدة «هاميس الحريرى» التى استقبلتنى بوجه مبتسم وقالت لى «اتكلم براحتك وقول كل اللى جواك من غير حرج ولا خوف ولا يهمك من حد»، وقبل التصوير أعطانى شخص سيجارة ملفوفة وقال لى «دى زيت أصلى عشان تعمل دماغ وتقول أحلى كلام»، وأمام الكاميرا سألتنى «أنت عاوز تبقى رئيس ليه؟» أجبت «لأنى أنا اللى هو والبلد محتاجانى»، فسألت «وإيه برنامجك؟»، رديت «القضاء على كل السارقين»، قالت «إزاى؟»، رديت «نخلى كل البلد مسروقين وبكده نبقى حققنا المساواة والعدل»، سألتنى المذيعة الخالدة «وكيف ستقضى على مشكلة ارتفاع الأسعار؟»، رديت بثقة بعد أن لعب الزيت برأسى «دى مش مشكلة ياهاميس يا بنتى، أنتى عشان تشترى حاجة غالية لازم يكون معاكى فلوس كتير طيب لو لغينا الفلوس خالص حيبقى فيه حاجة غالية؟»، أجابت «لأ»، رديت «كده اتحلت المشكلة» واستمر الحوار ساعة وأنا أبدع فى الإجابات بفعل زيت السيجارة.
وبعد الحوار التفتت هاميس الخالدة إلى المعد وسألته كده يبقى نمرة 16 فاضل كام واحد، فرد لسه حوالى 14.
وأمام التليفزيون أخذت أبحث عن السيارة التى أقلتنى فلم أجدها ولمحت الصول بلال واقفاً فٍسألته عن السيارة والـ2 البودى جارد، فرد «بح يا سررق، طاروا مع الدخان ياروح أمك، روّح بعربيات المشروع»، سألته «يعنى إيه والمسؤول السيادى والشيخ هادى جلاب الديب كل دول كذابين؟!»، رزعنى على قفايا وقال لى «افهم بقى يا غبى، ده دورك وكنا عاوزينك تلعبه لغرض وخلص، اسحب بقى»، رجعت وجلست بجانب الـ15 مرشحا السابقين على المقهى، ووضعت يدى على خدى مثلهم، فنظر لى أحدهم وقال لى «تبقى قابلت الصول بلال» قلت «قضا أحسن من قضا».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان