الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة العنف الاسرائيلية إلى أين ?

فاطمه قاسم

2012 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


حملة العنف الاسرائيلية إلى أين ?
د. فاطمة قاسم
حملة العنف التي فجرتها إسرائيل يوم الجمعة الماضية ، لا زالت مستمرة ، من خلال تزايد عدد الشهداء ، حوالي ستة وعشرين شهيدا ، وحوالي تسعين جريحا بعضهم في حالة حرجة جدا ، فكيف تدار هذه الحملة العنيفة من جانبنا فلسطينيا ، على مستوى الفصائل ، وتحديدا في قطاع غزة ؟
الجواب محير فعلا ،
لأن هذا الثمن الفادح الذي قدمناه في قطاع غزة ، كان يمكن أن يكون مبررا قويا ومشروعا ومنطقيا للسؤال ، ما هي عناصر نجاح التهدئة التي يطالبنا الجميع بها ، والتي نحن نريدها أيضا ، بحيث تكون هذه التهدئة مصلحة للجميع ، وبالتالي بمشاركة الجميع ، وبالتزام من الجميع ؟

قلنا في الرد على هذا السؤال أننا نسعى إلى أن تلتزم إسرائيل – دولة الاحتلال – بشيء مقابل هذه التهدئة ، فتتعهد بإيقاف حملة الملاحقة للمطلوبين ، ولا بأس من البحث عن صيغ معينة لتحقيق ذلك ، لأنه بدون الحد الأدنى من الالتزام الإسرائيلي فإن اتفاقات التهدئة لا تصمد ، بل سرعان ما تسقط ، ويكون الثمن في العادة فادحا ، وتكون الجراح عميقة ، وهكذا دون نهاية .
وقلنا لكل الأطراف الفلسطينية ، أنها إذا كانت صادقة فعلا في إدخال تعديلات منطقية على صيغة التهدئة لكي تستمر ، وإذا كانت صادقة فعلا في تثمير المقاومة ، فإن هذا لن يحدث مطلقا بدون إنهاء الانقسام ، وبدون الانضواء الموضوعي والإيجابي الكامل تحت لواء الشرعية الفلسطينية ، وأن يصبح الجميع ، ويقبل الجميع ، بما في ذلك المعارضة – إن وجدت – أن تكون جزءا عضويا من النظام السياسي الفلسطيني ، وليس انتقاء ما يعجبنا ورفضنا ما لا يعجبنا ، فهذه مهزلة بكل معاني الكلمة ، ويجب التخلص من الأوهام التي دفعنا ثمنها كثيرا دون جدوى على الاطلاق .
ما هي هذه الأوهام ؟
أولها أن يؤخذ الشعب الفلسطيني رهينة من أجل حصول حركة حماس على الاعتراف بشرعيتها عربيا وإقليميا ودوليا ، وحينئذ سيكون لدينا فيدرالية في أحسن الأحوال .
وهذا وهم مجرد وهم ، ولقد حاولت حماس ذلك عدة مرات في الخمس سنوات الأخيرة ، بإيحاءات من هنا وهناك ، وكانت ذروتها في الحرب التدميرية الشاملة ضد قطاع غزة قبل ثلاث سنوات وأكثر ، فماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة كانت مؤسفة جدا ، لأن الحصار المفروض على غزة من قبل الإسرائيليين ، تحول إلى حصار دولي بقرار من مجلس الأمن ، يشارك فيه الجميع ، وتحولت قوافل التضامن لفك الحصار عن قطاع غزة إلى عمل غامض ومشكوك فيه ولا يستفيد منه سوى القائمين عليه في الخارج .
ومن بين هذه الأوهام أيضا أن تعطي بعض الفصائل نفسها وضعا خاصا ، مثل حركة الجهاد الاسلامي ، فتختار هي ما توافق عليه وما لا توافق عليه ، دون أن تكترث أن هذا الأسلوب يساعد في تكريس الدعاية الإسرائيلية السوداء التي بدأ يصدقها العديد من الأطراف في العالم بأن قطاع غزة تحول إلى حديقة خلفية لإيران ، وقد رأينا أن كيف هذه القضية خطيرة جدا ، وخاصة بعد أن قامت حماس التي كانت تتحمل العبئ ، بتوجيه رسائل قوية إلى الجميع بأنها لم تكون جزءا من الحرب الإسرائيلية الإيرانية إذا اندلعت ، وبعد أن مسح الأخ اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة ، كل كلام أو استنتاج نتج عن زيارته الأخيرة لطهران ، حين أعلن في ميدان الأزهر الشريف أنه يعود تائبا إلى بيت الطاعة السني .
وهكذا فإن حركة الجهاد الإسلامي يجب أن تطرح أسئلتها المشروعة حول التهدئة من خلال الكل الفلسطيني ، وتحت سقف الشرعية الفلسطينية ، وليست منفردة هكذا لوحدها ، لأنها حينئذ ستعامل كما لو أنها خارج السرب الفلسطيني ، وقد عاشت حركة الجهاد الاسلامي تجربة قاسية في الأيام الأخيرة ، حيث لم يشاركها أحد تقريبا في قطاع غزة ، ونقلت إليها رسائل التهديد الإسرائيلية كما لو أنها تخصها وحدها .
منذ يوم الأحد الماضي ، أصبحت الرسائل التي تتلقاها الشقيقة مصر من إسرائيل ، التي تنقلها إلى حماس ، التي تنقلها بدورها إلى بقية الفصائل في قطاع غزة ، رسائل قاسية جدا ، لا تحتمل أي تأويل ، تحدد بكل وضوح أن من يخترق التفاهم سيدفع ثمن باهظ جدا ، وفي النهاية فإن هذا الثمن الباهظ سيدفعه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
وهكذا نعود من جديد إلى نقطة البداية ، من أين نبدأ ؟ هل نكرر الأوهام ؟ أم نذهب مباشرة لنكون تحت سقف الشرعية الفلسطينية ، ونذهب مباشرة إلى المصالحة ، وننضوي تحت لواء النظام السياسي الفلسطيني ، فهذا هو الذي يحمينا ، وهذا يعطي المزيد من المشروعية لمطالبنا المحقة ، ويعطي لهذه المطالب وزنا أثقل ، أما التعيش على الدماء التي تسفح في حملات العنف الدموية ، فقد ثبت من التجارب المريرة أنه لا ينفع أصحابه على الاطلاق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الذي يطلق الصواريخ؟
دكتور يهودي عربي. ( 2012 / 3 / 16 - 21:11 )
أنا أحترم قلم المرأة لسبب بسيط لإني أومن بتميزها ولأنها تصفع كل متشدد ينعتها بنقص العقل ولكن سيدتي هل تريدين من قادة دولة إسرائيل أن يقفوا مكتوفي الأيادي إزاء عدوان منظمة حماس والجهاد وبقية الجوقة الإرهابية إياها؟ لا ياسيدتي أقدس واجب عند أي دولة ديمقراطية هو حماية الشعب وليس كما يفعل الدكتاتوريون العرب بالمتظاهرين السلميين!! فلماذا لاتخط أناملك مقالة في هذا المضمار؟ نحن طلاب سلام وبإصرار لكن ليس مع من رهن نفسه لملالئ طهران الأوغاد! الشعب الإيراني نفسه يرزح تحت أتون قمع الملالئ وبذات الوقت يتغنى نفاقا بالربيع العربي!! فأين ياسيدتي قلمك من هذا كله؟!! ‏‎ ‎

اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو