الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصر عابدين يجب أن يصبح المقر الرسمي و الفعلي لرئيس الجمهورية

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 3 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عصر الحكم من المنتجعات يجب أن ينتهي .
و لا عودة للحكم من محل ميلاد رئيس الجمهورية إن كان خارج العاصمة الرسمية ؛ هذا ما يجب أن يكون .
يجب ألا تكون هناك عودة لذلك العصر الذي كان يطالب فيه رئيس الدولة أفراد الشعب بأن يعملوا بجد و نشاط مثله ، بينما هو لا يغادر منتجعه في جنوب سيناء ، إلا ليذهب إلى القصور الرئاسية على البحر المتوسط صيفا ، و لا يذهب لعاصمة بلاده إلا في المناسبات الملحة ليقيم بها أياما قلائل ليعود بعدها مسرعا إلى رمال الشواطئ .
لا يمكن أن نقبل ، من اليوم ، أن تُحكم مصر من منتجع ، أو من قرية يرتبط بها الرئيس بحكم ميلاده و / أو نشأته .
عصر أن يقضي رئيس الدولة معظم العام خارج العاصمة الرسمية للدولة ، فيصبح وجوده بالعاصمة هو الإستثناء ، أمر غير مقبول ، و يجب أن يصبح جزء من التاريخ المظلم لمصر ، لا جزء من المستقبل .
لا يمكن أن نحترم أنفسنا كأفراد في شعب عريق ينتمي لأول دولة في التاريخ ، و لأول حضارة عرفت معنى العدالة العامة و الشخصية ، و خرجنا مطالبين في الخامس و العشرين من يناير من العام الماضي ، 2011 ، بإحترامنا كشعب ، حين هتفنا للكرامتين : الوطنية و الشخصية ، ثم نقبل بالوضع الذي كان في عهد مبارك ، و كان كذلك في عهد السادات ، حيث الرئيس يعيش على هواه ، و لا يعترف بالعاصمة الرسمية للدولة في قرارة نفسه ، و ينظر لها و لسكانها بكراهية و إزدراء .
لا توجد دولة ديمقراطية ، قدماها راسختان في الديمقراطية ، لا يوجد بها مقر رسمي معروف لرأس الدولة يستخدمه معظم العام .
في الولايات المتحدة الأمريكية هناك البيت الأبيض ، و في فرنسا قصر الإليزيه ، و في بريطانيا عشرة داونينج ستريت كمقر لرئيس الوزراء البريطاني .
عناوين معروفة ، و معروفة لأنها ثابتة لا تتغير كل فترة ، و الأهم إنها مستخدمة ، لأصحاب مناصب تدير بحكم مناصبها دول كبرى ديمقراطية .
حتى في الدول الكبرى الأخرى ، سواء شبه الديمقراطية مثل روسيا ، أو الإستبدادية مثل الصين ، لا يعيش رأس الدولة في تلك الدول عشرة أشهر ، أو أكثر ، من العام في منتجع ، أو حتى خارج العاصمة الرسمية ، كما كان الحال في مصر في عهد مبارك ، و من قبله ، و بشكل أقل وضوحا ، في عهد السادات .
سواء أكان الرئيس يحب القاهرة ، أو كان يكن لها الكراهية ، فعليه أن يقضي معظم وقته بها ، ما بقى رئيسا ، و ما بقيت القاهرة العاصمة الرسمية لمصر .
إننا و كما نطالب بأن يكون هناك مقر محدد لرئيس الجمهورية ، يقيم به و يعمل منه ، و يقضي فيه معظم فترة حكمه ، فإننا أيضا لا ننكر على من سيشغل منصب رئيس الجمهورية حقه ، و حق أسرته ، في الترفيه ، و الإستجمام ، و لكن كل شيء - و كما تقول الحكمة - بالعقل .
لا عودة إذا لذلك العهد الذي يكون فيه للرئيس ثلاثين إستراحة رئاسية ، و ربما أكثر ، متناثرة في كافة أنحاء مصر ، كما كان الحال في مصر في عهد السادات ، و مرجعي في هذا العدد المذكور في هذه الجملة هو ما ذكره السادات بلسانه في خطابه الشهير ، و أعتقد إنه كان الأخير ، في الخامس من سبتمبر 1981 .
إستراحتان رئاسيتان ، كحد أقصى ؛ واحدة شتوية ، و الأخرى صيفية ، تكفيان جدا و زيادة ، بل حتى واحدة فقط تكفي ؛ و إذا كنا سننظر للديمقراطيات القديمة الراسخة كمصدر للإسترشاد في هذا الشأن ، فإننا سنجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تخصص منتجع واحد ، هو كامب ديفيد ، لرئيسها و أسرته ، كمنتجع قريب من العاصمة ليستطيع الرئيس الأمريكي و أسرته قضاء عطلات نهاية الإسبوع فيه إن شاء ، و في بريطانيا هناك مقر ريفي مخصص لرئيس الوزراء لا يتغير بتغير أسم رئيس الوزراء .
أن يوجد مقر رسمي لرئيس الجمهورية ، لا يتغير بتغير شخص رئيس الدولة ، هو في حد ذاته نوع من الإحترام للدولة ككيان .
و أن يكون ذلك المقر ، مقر فعلي ، أي يقضي فيه الرئيس معظم وقته طوال فترة رئاسته ، هو جزء من الإحترام لنا كشعب ، لأنه رمز لمبدأ : أن الرئيس موظف لدى الشعب ، و يعمل لخدمته ، فيقيم و يعمل من المقر الذي حدده الشعب لشاغل تلك الوظيفة .
و المقر الأفضل ، و الأنسب ، و الذي تنطبق عليه كل الشروط ، هو قصر عابدين .
فهو معروف تاريخيا ، و كان من قبل مقر للحكم ، و لازال رسميا أحد القصور الرئاسية ، و هو أيضا كبير من حيث الحجم ، بحيث يمكن تدبير مكان لائق فيه ليكون سكن الرئيس و أفراد أسرته ، و لمكتب الرئيس ، و كذلك لموظفي الرئاسة ، دون المساس بالجزء المخصص حاليا كمتحف ، و بالتالي دون المساس بالقيمة التاريخية للمبنى .
أيضا قصر عابدين يقع في قلب القاهرة ، و ليس في أطرافها ، و قريب من النيل رمز حياة مصر ، و المتحف المصري أحد رموز عراقة مصر ، و ليس بعيد عن كل من : مجلس الشعب ، رمز سيادة الشعب ، و مقر رئاسة الوزراء ، و بعض الوزارات الهامة ، و الأهم إنه ليس بعيد عن ميدان التحرير ، رمز إرادة الشعب .
إقامة رئيس الجمهورية ، هو و أفراد أسرته في قصر عابدين ، سيكون رمز لمبدأ أن رئيس الجمهورية موظف عند الشعب ، يعمل لمصلحته ، و إنه يحترم إرادة الشعب .
نريد ألا يعيش الرئيس بمعزل عن الشعب ، فيشعر بالتالي بمعاناة الشعب ، فيعمل من أجل القضاء على تلك المعاناة و التي أصبحت مزمنة .
نريد أن يكون رئيس الجمهورية قريباً من الشعب ، و عند الضرورة في قبضة الشعب .
رسالة لأعضاء حزب كل مصر - حكم ، و مؤيديه : لازال حزب كل مصر - حكم يريد أن يكون رئيس الجمهورية ، في الفترة الرئاسية التي ستبدأ في 2012 ، من صميم القيادة الإخوانية ، و ذلك كما ذكرت في المقال السابق مباشرة على هذا المقال ، و أعني مقال : نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية ، هذا قرارنا لإنتخابات 2012 ؛ و المقال كتبته في صباح التاسع من مارس 2012 ، و هو نفس المطلب الذي سبق أن أشرت إليه في صباح الأول من مارس 2012 ، في مقال : في هذه الحالة نريد رئيس للجمهورية من صميم القيادة الإخوانية .
إنتهيت من هذا المقال في تمام الساعة الثامنة و أثنين و أربعين دقيقة صباحا ، بالتوقيت الشتوي للمنفى القسري : بوخارست - رومانيا ، و المماثل للتوقيت الشتوي لمدينة القاهرة ، و ذلك في يوم الجمعة الموافق السادس عشر من مارس 2012 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص