الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراة في رواية (ارض الدموع )للروائي محمد سليم سواري

جمال برواري

2012 / 3 / 16
الادب والفن



صدرت للروائي محمد سليم روايته الجديدة (ارض الدموع) وتضم (444) صفحة و(62) فصلاً. في رواية (ارض الدموع) استخدم سواري اهم عنصر بناء المواقف وتحريك الشخصيات التي تدور الرواية حولها، حيث استخدم عنصر التشويق لشد القارئ مستخدماً أدواته الابداعية ومتفنناً في اختيار واستخدام المفردات، وبذلك تمكن سواري من اثارة اهتمام القارئ وشده من بداية الرواية الى نهايتها. رواية (ارض الدموع تنبض بالحياة والعاطفة والمواقف المثيرة، ويعيش الكاتب قصة حب بين اسطر الرواية. والعنصر المهم الاخر الذي استخدمه الكاتب هو عنصر الحدث الذي انطوى على مجموعة من الأزمنة والخصائص والتي من شأنها ان تزيد الرواية قوة وتماسكاً كالتعبير عن نفوس الشخصيات.. واستخدم الروائي لحظات التأزم او العقدة ثم يعود الى الماضي أو الى الخلف مستخدماً (فلاش باك) ليروي بداية حدث جديد وبناء قصة جديدة بحيث يجعل القارئ متلهفاً للوصول الى فك رموز العقدة، ومن ثم يبدأ ببناء حدث جديد مستعيناً في ذلك ببعض الفنون والاساليب، مثل المناجاة والذكريات ويلجأ القاص الى سرد الاحداث بلسان شخصيات روايته. وتتشابك الاحداث في (ارض الدموع) وتبلغ ذروة التعقيد ثم تتجه نحو الانفراج وينضح من خلاله مصير الشخصيات مستخدماً عنصر المفاجأة في الاحداث. وينتقل سواري في سرد الاحداث والانتقال من مشهد الى آخر ويقترب من فعل الكاميرا في تصوير مشاهد الفلم السينمائي الكاتب استطاع توظيف مرحلة مهمة من تاريخ العراق - مرحلة الحصار ومعاناة وهموم أبناء العراق وصور لنا الكاتب واقع الحياة الاجتماعية وتذمر الناس مع الواقع المرير في تلك المرحلة.
الكاتب هو بطل الرواية (كاره) يصور لنا معاناته ومعاناة العائلة اسوة بأبناء العراق، من مآسي الحصار والوضع المأساوي والغلاء وتذمر الناس، والحصار فقط على الفقراء والمعدومين هذه الاحداث تدور في الفصل 21-ص45. يرسم لنا الكاتب لوحة من الدموع. تبدأ المعاناة والدموع في جميع محاولات ارسال (خاندان) ابن (كاره) بطل الرواية- الروائي حيث يستخدم والد الطفل (خاندان) جميع الوسائل ويسلك جميع السبل لأرسال ولده الى الخارج للعلاج لاعادة النور الى عيونه يحاول مع صديقه المسيحي في أمريكا لتسهيل أرسال ولده الى أمريكا، ويتصل صديقه بمؤسسة خيرية تدعى مؤسسة (حسين الخيرية) التي تتكلف بعلاج (خاندان) الفصل (22) ص157، يتناول الروائي العلاقات الاجتماعية والاسرية وعزة النفس لدى (كاره) عندما يرفض التبرعات من اقربائه لأرسال ولده للعلاج. في الفصل 23-ص163 يستخدم في هذا الفصل عنصر التشويق - المزحة والطرفة عندما يسرد لنا الكاتب حكاية شعبية (عندما قرأت هذا الفصل- الحكاية) كنت في السيارة عائداً الى البيت ضحكت كثيراً بحيث جلبت انتباه الركاب وفي هذا الفصل - بطل الرواية (كاره) يحاور زوجته (زينب) ان مشكلة خاندان في طريق الحل الفصل 24-ص 171-176. في هذا الفصل تبدأ معاناة اخرى في دائرة الجوازات للحصول على الجواز لارسال ولده الى الخارج ورفض دائرة الجوازات منح والدة الطفل جواز السفر لمرافقة (خاندان) في دائرة الجوازات يخرج الأب والأم من دائرة الجوازات بالدموع وخيبة الامل. الفصل 25ص 77-ص180 ينقل لنا الكاتب معاناة اخرى او اصراره على تجاوز كل العقبات وعمل المستحيل من اجل انجاز معاملة ارسال ولده الى الخارج للعلاج. ويحاول الكاتب ان يرسم لنا لوحة اخرى من خلال سرد واقع مؤلم ويكون هو بطل هذا الواقع، يحاول الكاتب رسم لوحة من المعاناة وهو ينحت على الصخر من اجل رسم لوحة انسانية يستخدم الروائي محمد سليم (فلاش باك) لسرد مراحل مرة وقاسية من حياته ابتداءً من القرية التي ولد فيها والدراسة خارج قريته ثم الانتقال الى بغداد والموصل وتلكيف لتكملة الدراسة يستخدم مرة اخرى (فلاش باك) ويستمد العزم والقوة من حبيبته (فيان) التي تمنحه القوة والعزم كلما شعر بالاخباط والضعف.
الفصل 26ص 183-186ينقل لنا الكاتب صوراً ومشاهد عن لسان صديقه (سارة وزوجته باسمة) المقيمين في أمريكا والذين يسعون لمساعدة كاره- بطل الرواية لارسال ولده خاندان الى امريكا للعلاج وفي الصفحة (185) يستخدم الكاتب (فلاش باك) لينقل لنا مشاهد وصوراً حية عن الهجره المليونية من محافظة دهوك - وهي صور حية عما تعرض له ابناء دهوك في تلك الهجرة وموت الالاف من الاطفال والشيوخ والنساء الفصل 27 ص 187-194 يرسم لنا الكاتب صورة اخرى عند لقاء بطل الرواية وزوجته (زينب) ومع الطفل المريض (خاندان) بالدكتورة نظيمة عجو في بغداد والتي تسعى لعلاج الطفل (خاندان) وهي في امريكا والتي جاءت مع وخدن المغتربين الى بغداد. الفصل 28ص 195-202 في هذا الفصل لوحة من الدموع - أم الطفل (خاندان) تستيقظ منتصف الليل لتصلي وتدعو الله أن يفتح لهم مخرجاً لولدها ينقل لنا الكاتب لوحة من الالم والدموع، هذا هو حال ابناء العراق دموع ودموع في أفراحهم واحزانهم- في هذا الفصل يستعد (كاره) والد (خاندان) للسفر الى عمان لرفقة ولده ومن ثم ارساله من عمان الى أمريكا للعلاج.. لوحة من المعاناة الضيوف في بيت (كارة) لتوديع الطفل وانقطاع التيار الكهربائي - و الضيوف عن تذمر وهموم ومعاناة ابناء العراق.
ويرسم لنا الكاتب صورة ايمانية - عندما ينهض في منتصف الليل ويتذرع الى الله داعياً ومبتهلا لله عز وجل ليسهل امر أرسال ولده للعلاج، كما يرسم لنا لوحة اخرى من الالفة والمحبة بين الاقارب (اقرباء كاوه) عندما يقفون الى جانبه في محنته. الفصل 29 ص205-208 يرسم لنا الكاتب لوحة ايمانية اخرى الايمان المطلق بالله تعالى عندما يذهب مع عمه وزوجته والضيوف لزيارة مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني- يستخدم سواري في هذا الفصل (فلاش باك) مستذكراً الجريمة النكراء - جريمة قتل على ايدي بعض خدم الاغوات عندما اقدموا على قتل استدراج ابن عم بطل الرواية (كاره) وقتله، يتذكر الروائي هذه الحادثة وهم في طريقهم لزيارة ضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني.
الفصل 30 ص209-214يرسم لنا لوحة رومانسية، لوحة الانتصار - انتصار الحبيبة والوداع- انها لوحة من الدموع- لوحة وداع الطفل (خاندان) الكل يبكون- الكل يذرفون الدموع، يصف لنا الكاتب لغة العيون، عندما تتكلم العيون ويسكت الكلام- يجسد هنا لوحة حب، ولوحة اخرى عندما تودع والدة الطفل ولدها (خاندان) لارساله!! للعلاج خارج البلد. الفصل 31-ص215-221 السفر الى عمان لارسال الطفل للعلاج - لوحة من الافكار يفكر (كارة) مع نفسه كيف يتعامل مع هذا الطفل بدون أمه ويتكلم مع نفسه هل تتعقد الامور في عمان - هل تتعقد معاملة أرسال ولده الى امريكا في عمان، هنا يستخدم (فلاش باك) عندما يصل الى الكيلو (161) يتذكر المعاناة في هذا المكان عندما كان مقاتلاً في الجيش العراقي وما تعرض من معاناة- الغربة - الدموع- المعاناة الفصل 32-ص223-228. في الأردن يبدأ فصل اخر من الدموع والغربة - يتجول بطل الرواية (كاره) في شوارع عمان مع ابن اخته المقيم في الأردن وهو يقرأ الاسى والمعاناة في عيون العراقيين الذين لجأوا الى الاردن هرباً من الظروف الصعبة والحصار، هنا يقسم (كاره) بانه لن يتوانى من طرق الحديد والنحت على الصخر من اجل اعادة النور لعيون ولده (خاندان) فصل 33 ص229-233 في عمان جولة اخرى من المعاناة وبأنتظار انجاز معاملة ولده (خاندان) لارساله للعلاج في امريكا - افكار كثيرة تداعب مخيلته.
الفصل 34 - ص235-242 بوادر الانفراج ووصول أوراق معاملة أرسال خاندان والحصول على التأشيرة، يتجول (كاره) في شوارع عمان بعد زيارة صديقه (ياسين) السفير العراقي في عمان، يتألم كثيراً لحال أبناء العراق وهم يفترشون الارض في شوارع عمان وأبناء الخليج يتجولون بسياراتهم الفارهة، في هذا الفصل وصف دقيق لمعاناة ابناء العراق (هذا الوصف مادة دسمة لرواية أخرى) قصة (خاندان) عندما تعرض خاندان الى السقوط من سطح العمارة التي يقيم فيها مع ابن اخته - لوحة من الدموع والالم.
فصل 36- ص251-265 بأنتظار الفرج والمقابلة في السفارة الامريكية للحصول على التأشيرة لارسال الطفل (خاندان) للعلاج - ويبدأ فصل اخر من المعاناة يستخدم الكاتب (فلاش باك) ويسأل مع نفسه لماذا نحن العراقيين تأخرنا هكذا من ركب التطور، لماذا تتقدم امريكا ودول اخرى ونحن نرجع الى الوراء هنا يتذكر (كاره حبيبته فيان) ويتذكر احد المواقف في الدائرة التي يعمل بها (كاره) (وفيان) وكيف حاول احد العاملين في كافتريا الدائرة التجاوز او التطاول على الكورد وكيف كان الرد قوياً من (كاره) لهذا الشخص احداث متتالية في هذا الفصل وتتسارع الاحداث والمفاجآت وتكون الاحداث عنصر تشويق لشد القارئ لمعرفة تلك الاحداث ويشير الى احداث عام 1975 واتفاقية الجزائر الخيانية والتي كان بطلها وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر وكيف باعوا الشعب الكوردي ببراميل من النفط. الفصل 35 ص243-249: يستخدم هنا الكاتب (فلاش باك) مستذكراً احداثاً ووصفاًً دقيقاً لوفاة والده، عندما يصل الى مشارف قريته ويصف تلك القرية الحزينة عند وداعها لابنها البار - فصل اخر من الدموع.. دموع (كاره) دموع اهل القرية - أقارب والد (كاوه) دموع وداع الجثمان وتشيعه وصف دقيق لتلك الاحداث وكأن القارئ يشاهد فلماً سينمائياً.. والدة (كاره) قوية وواثقة من نفسها تحاول شد عزم ولدها وتقول لولدها 0لا تبك ياولدي.. هذه مشيئة الله والدك انتقل الى رحمة الله وانت الآن تحل محل والدك.. أنت رجل. يستخدم هنا الكاتب جملاً ورموزاً تشير الى الاهمال الذي اصاب قريته. الفصل 37-ص265-269: في هذا الفصل انفراج وحل لحلقات معقدة من ارسال الطفل خاندان للعلاج الا أن خاندان يتعرض الى مقلب آخر عندما يسقط في بركة ماء وهو لا يعرف السباحة- وعندما يلتقط له والده صورة تذكارية مع اطفال وهم يسبحون في بركة ماء.. الفصل 38-ص271-277: انفراج الأزمة - انجاز معاملة أرسال (خاندان) للعلاج في أمريكا.. اشتياق (كاره) للعودة الى بغداد، يتذكر شوارع بغداد ويقول مع نفسه لن ابدل شوارع.. المتنبي والسعدون، بالعالم كله ولن ابدل ساعة واحدة في دهوك بالدنيا كله.. (الصبر طيب) يجسد الكاتب الصبر والايمان وكل قضية من اجل وصول الهدف تتطلب الصبر والايمان بالقضية.. يوم اخر من المعاناة معاناة الانتظار.. انتظار نداء تلفوني من (آدم) مبعوث مؤسسة هيلين الخيرية الذي يتوجه الى عمان لاستلام (خاندان) وليأخذه الى أمريكا للعلاج.. ويصل (آدم) ويزف البشرى (لكاره) ويحدد موعداً في اليوم التالي لاستلام (خاندان(.
الفصل 39 ص279-286 لوحة اخرى من الدموع والقلق والاسئلة الكثيرة في مخيلة (كاره) سوف يفارق ولده الطفل (خاندان) وماذا ستكون النتيجة - العملية الجراحية هل تنجح، ماذا يفعل الاطباء بولده من يهتم به وهو طفل في الغربة بعيداً عن والديه - أنها لوحة حزينة الدموع ثم الدموع منظر الأب وهو يفارق فلذة كبده ينظر الى ولده والدموع في عينيه - الفراق- دموع.. وصف لصالة المطار المسافرون يودعون أقاربهم بالدموع والقادمون يقبلون اقاربهم بالدموع هذه حالة الدنيا.. وفي المطار تبدأ عقبة ومشكلة اخرى.. من يقرأ هذا الفصل سوف يشارك (كاره) بالدموع والبكاء.
الفصل 40 ص 287- 294 العودة من المطار في عمان وسلسلة اخرى من الافكار - يستخدم سواري هنا (فلاش باك) مستذكراً (فيان) عندما يلجأ اليها في أوقات الشدة لانها الملاذ الامن له. يسترجع ذاكرته ويرسم لنا لوحة رومانسية وحواراً بينه وبين (فيان) ليسمعها قصائد شعرية للشاعر الكلاسيكي الكوردي الجزيري (قصيدة صباح الخير.. وقصيدة علي بن الجهم.. عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حين ندري ولا ندري).
هنا يؤكد الكاتب أنه يعيش قصة حب حقيقية وفي حواره مع صديقه (سارة) يؤكد ذلك ويكشف اللثام عن نفسه. الفصل 41 ص 295-300) العودة من عمان .. اجواء البيت والاستقبال والدموع مرة اخرى الكل يبكون عند عودة (كاره) وبدون ولده (خاندان) ويسأل (كاره) زوجته (زينب) عما جرى في البيت خلال غيابه .. تخبره زوجته وعن لسان(فيان) بأن هناك ثلاثة اشخاص في الدائرة- يحاولون النيل من (كاره) وازاحته من الادارة من خلال مؤامرة..
الفصل 42 ص301 -306 سواري هنا يرسم لنا لوحة حب رومانسية يذهب الى صديقته التي فارقها منذ مدة.. وهو لا يتحمل فراقها ذهب أليها ليشكو لها همومه ويفرغ ما في قلبه من هموم فهي الملاذ الآمن، فهو عندما يلتقي بها ينسى همومه ويلقيها جانباً.. يلتقيان بالدموع ثم تختلط دموعهما.. أنها دموع اللقاء.. يشكو لها همومه ومتاعبه ومعاناته..
الفصل 43 ص307-316: ينتقل سواري الى امريكا ليروي لنا حوار صديقه (سارة) مع زوجته (باسمة) والحديث عن الطفل خاندان بعد مجيئه الى امريكا للعلاج لاجراء عملية جراحية لعينيه، وقيام سارة وباسمه لزيارة خاندان.. لوحة اخرى من الدموع عندما يلتقون بخاندان في المسكن الذي يقيم فيه خاندان.. يتصل (سارة) ب (كاره) ليخبره عن اموال ولده (خاندان) ويقول له.. نحن الان عند (خاندان).. البكاء والدموع.. عندما يسمع (كاره وزوجته زينب صوت ولدهم (خاندان).
الفصل 44 ص317-320 يرسم لنا سواري مواقف انسانية وبدء المرحلة الاولى لعلاج الطفل خاندان.. لوحة فنية - شريط سينمائي.. الاطفال يجتمعون في احد الكنائس للدعاء والصلاة من اجل شفاء الطفل خاندان، ويزف صديق كاره و(سارة) البشرى لوالد (خاندان) بنجاح العملية الاولى لاعادة النور لعيون خاندان وهناك عمليات اخرى.. لوحة اخرى من الدموع وتمتزج دموع الفرح والشوق لرؤية وعودة خاندان الى والديه وهو ينعم بعودة النور لعيونه. الفصل 45 ص321-326: اجراء عملية ثالثة للطفل خاندان ويحتاج الى عملية رابعة ويتطلب بقاء (خاندان) في امريكا لوقت اضافي لمدة خمسة اشهر اخرى، والمعوقات التي تعترض بقاء (خادان) في امريكا وايجاد مكان لاقامة الطفل.. ويلجأ صديق (كاره) (سارة)! احد القساوسة لايجاد حل لهذه المشكلة. الفصل 46ص327-332 ينقل لنا سواري في هذا الفصل لوحة أنسانية اخرى عن الجالية العراقية من الاخوة المسيحيين في امريكا وبمبادرة من احد القساوسة يجتمعون في الكنيسة لايجاد مخرج لعقدة ايجاد مكان او بيت تتكفل بالاعتناء بالطفل (خاندان) لمدة خمسة اشهر لحين اجراء الفحوصات النهائية للطفل خاندان للتأكد من نجاح العملية الجراحية هنا حديث احد القساوسة يجسد وحدة ابناء العراق وحبهم للعراق حتى وهم في القرية. يستخدم الروائي هنا (فلاش باك) مستذكراً احداث ما بعد سقوط عبد الكريم قاسم احداث قيام الحرس القومي وممارساتهم القمعية ضد أبناء العراق ويذكر بعض ممارساتهم تلك في قضاء تلكيف واعدام والد احد ابناء تلك المدينة وهو الذي تكفل بأحتضان الطفل خاندان في بيته لمدة خمسة اشهر. الفصل 47ص233-238: لوحة اخرى وشهر اخر مجاميع من الجالية العراقية من المسيحيين في ديترويت يجتمعون حول الطفل (خاندان) في بيت زهير احد أبناء تلكيف الذي تكفل باحتضان (خاندان) لوحة الغربة.. وحب العراق واهله الفصل 48 ص239-25 في هذا الفصل يستخدم سواري أدوات اخرى من أدوات شد القارئ للنص مستخدماً (فلاش باك) ولكن في احد احلامه.. عندما يرى في حلمه ثلاث أفاع.. الافاعي تلك هم الاشخاص الثلاثة الذين يدبرون له الدسائس للنيل منه وأزاحته من الادارة في الدائرة التي يعمل فيها. ويصف لنا في هذا الفصل لوحة حزينة اخرى عندما يخرج (كاره) من الدائرة برفقة صديقه جلال الذي يعمل معه في الدائرة، بعد تمكن الاعداء الثلاثة وبتقاريرهم الكاذبة والملفقة من أزاحة (كاره) من الادارة يخرج (كارة) من الدائرة بعد أن خدمها ثلاثين سنة. الفصل 49ص353-356 هنا الكاتب يناجي نفسه ويشكو الزمن الذي عانى منه الويلات والمآسي وهنا يتذكر (فيان) ويقول مع نفسه.. عند كل ضيق كان يلجأ أليها ويشكو لها همومه فهي تعلم كل اسراره ومواقع ضعفه وقوته.. فيان بالنسبة له الملاذ الآمن فهي المرجعية يرجع أليها عند الشدائد. الفصل 50 ص357 -36: يذهب (كاره) الى فيان ليشكو لها همومه. الفصل 52ص 363-369.. في هذا الفصل يستسلم (كارة) للواقع المفروض هذه حال الدنيا يوم لك ويوم عليك الانسان القوي عليه أن يصمد أمام العواصف وهنا يسرد لنا الروائي احداثاً حدثت في قريته.. عندما اندلعت معركة بين مجموعتين وكيف نجا هو من الموت المحقق، ويتذكر المواقف الايجابية والوقوف بجانب الحق ونصرة المظلومين، هذا كله نابع من راحة ضمير يتذكر مواقفه الايجابية ومواقف (الاعداء الثلاثة) الذين دبروا له المؤامرة لطرده من الدائرة ويقرر (كاره) احالة نفسه على التقاعد بعد سماع نصيحة صديقه شيخ فاضل ويقول مع نفسه لتسقط كل الاشياء الا شيء واحد وهو علاج ولده.
كل الاشياء فداء لعيون ولده (خاندان) الفصل 52 ص 371-376: يرسم سواري في هذا الفصل لوحة رومانسية اخرى، يصف فيها دهاءه وذكاء (فيان) يصف جمالها ولطفها، وهي الظهير القوي لـ(كاره) وهي تحاول الانتقام من (الاعداء الثلاثة) في الدائرة الذين دبروا (لكاره) مؤامرة لأخراجه من الأدارة.
الفصل 53 ص77-380: في هذا الفصل مايزال (كاره) يعيش هول الصدمة والمؤامرة التي افقدته الأدارة.. ويتلقى (كارة) جواباً من أمريكا من ولده (خاندان) وهو بخير ويخبره بالاستعداد لاستقبال (خاندان) في عمان بعد نجاح كل العمليات الجراحية لاعادة النور الى عينيه.
الفصل 54ص 381-ص391 في هذا الفصل يقابل (كاره) وزير الاعلام ويكون متكلماً وجريئاً في الحديث معه ويوضح له خلفيات تلك المؤامرة التي دبرها له (الاعداء الثلاثة) الفصل 55 ص 393-397: يتلقى بطل الرواية من أمريكا ومن صاحب البيت (زهير) الذي تكفل باحتضان (خاندان) يخبره بالاستعداد لاستقبال (خاندان) الفصل 56 ص399- 404 لوحة اخرى من الدموع- لوحة من المعاناة.. في دائرة الجوازات للحصول على التأشيرة للذهاب الى عمان الا أن الجوازات ترفض منحه التأشيرة ويحاول ولكن بدون جدوى.. يعود خائباً مكسور الخاطر والدموع تنهمر من عينيه. الفصل 57ص 405-408 والفصل 58ص 409-413 يحاول (كاره) ايجاد مخرج للمشكلة يتصل بأبن اخته في عمان لاستقبال ولده (خاندان) حين عودته من أمريكا. الفصل 59 ص 415-418 يرسم لنا الكاتب لوحة اخرى من المعاناة بعد يأسه من الذهاب الى عمان بسبب عدم الحصول على التأشيرة لذا يقرر تكليف ابن اخته (ريكان) لتسلم الطفل ويذهب هو الى المعبر الحدودي (طربيل) لاستقبال (خاندان) الفصل 60ص419-427 في هذا الفصل مايزال (كاره) يعاني من الم الجرح ابعاده من الادارة يحاول أن ينسى همومه بالحديث مع ضيوفه الذين جاءوا من دهوك والموصل لاستقبال ولده (خاندان) ويجسد سواري هنا مدى التلاحم بين الاقرباء وصلة القربى وفي أوقات الشدة.. كما يرسم لنا الكاتب معاناة الانتظار في المعبر الحدودي، ويشير الى الوساطة والمحسوبية، لانه توسط لدى عم مدير المعبر الحدودي فكان محترماً ومقدراً ومعززاً أما بقية الناس فالتعامل معهم ليس كالذي لديه وساطة.
الفصل 61 ص429-433: في هذا الفصل يرسم لنا سواري لوحة اخرى من الدموع الساخنة دموع الاستقبال.. استقبال ولده (خاندان) .. أنها قصة داخل قصة- قصة متكاملة، في هذا الفصل استطاع سواري أن يستخدم الأدوات الفنية.. الاحداث.. مفاجآت وخوف وثم الفرح بحيث أن هذا الفصل يمكن أن يكون مادة لرواية كاملة. الفصل 62 والاخير من ص435-444 لوحة اخرى من الدموع.. لكنها دموع الفرح دموع استقبال واستلام ولده (خاندان) وشفاء عينيه وعودة النور الى عينيه.. وحديث كارة مع سائق الحافلة اثناء العودة الى بغداد.. يقول سواري.. على الحكومة ان تعلم الشعب القانون والنظام بدلاً من تعليمه السلاح وساحات التدريب.. ويرسم لنا سواري لوحة اخرى.. لوحة الفرح.. لوحة الاستقبال في بغداد استقبال الاهل والاقرباء ووالدة (خاندان) واخوته.. هذا يتذكر (كارة) صديقته (فيان) وكأنه يراها مع حشود المستقبلين وهي ترتدي فستان الفرح الأبيض وهي تنثر الحلوى فوق رؤوس المستقبلين. وينهي سواري روايته بهذا الفصل وبهذه العبارة (آه يافيان انت مصدر الهامي ومصدر تجربة حياتي.. لا تفكري أبداً أن قوة ما تستطيع من صد مجرى نهر حبك المقدس لأن الفستان الذي نسجته بأناملك وبالدموع سوف تلبسين هذا الفستان ولن تستطيع اية قوة من نزع هذا الفستان عن قامتك) .
اخيراً اتمنى الموفقية والتألق ومزيداً من الابداع للزميل الروائي محمد سليم سواري.


--








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس