الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليزر والموجات الكهربائية وعلم التخدير

محمد فوزي العجيلي

2012 / 3 / 16
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يقول علماء التخدير أن التخدير لا يقصد به مجرد زوال إحساس المريض بالألم أثناء العملية الجراحية فقط بل هو عملية معقدة وطويلة تشمل غياب الوعي وعدم الإحساس بالألم سواءاً كان داخليا أم خارجيا وإرخاء عضلاته وعدم تذكره ما جرى له أثناء العملية الجراحية إلى جانب المراقبة المستمرة لكل المؤشرات الحيوية أثناء وبعد الجراحة واتخاذ التدابير اللازمة لعدم حدوث أي خلل فيها مثل النزيف أو اضطرابات القلب والتنفس ، ويشبّه أحد العلماء الأطباء عمل طبيب التخدير داخل صالة العمليات بدور الربان الماهر الذي يستطيع توجيه سفينة ضخمة عبر ممرات ضيقة ومتداخلة حتى يصل بها إلى بر الآمان .
لقد كان التخدير قديما يعتمد على الضرب بأداة ثقيلة لتغييب الوعي ثم اكتشفت العقاقير المخدرة كالمورفين الذي استخدمه الفراعنة خلال عملياتهم الجراحية وتغير الحال فجاء التخدير الطبي أو ( البنج )الذي شكل فتحا حقيقيا في عالم الجراحة ليخفف من آلام المرضى ويتيح للجراحين فرصة العمل بدون مواجهة انفعالات المريض والتوترات التي تصيب الجراح نفسه .
لقد أتاح علم التشريح التعرف على مسارات الأعصاب التي تنقل تيار الإحساس بالألم فظهرت مدرسة حديثة في علاج الألم التي تعتمد على استخدام أساليب متعددة تهدف إلى عرقلة وصول تيار الإحساس بالألم حيث يتم اللجوء أحيانا إلى أساليب جراحية أو كيماوية لقطع العصب الناقل للألم في حالة عدم وجود أية وظيفة حيوية أخرى للعصب تحتم الإبقاء عليه مثل تحكمه في عمليات الإخراج أو التبول كما بدئ بنجاح تام في استخدام الليزر في قطع سريان تيار الألم عبر الأعصاب الخاصة في حالات آلام الظهر المزمنة .
لقد اصبح الطب كما يقول الدكتور ( وينسون باريس ) رئيس الجمعية العالمية لعلاج الألم ورئيس قسم وأستاذ التخدير في فلوريدا – اصبح مهتما بدراسة افضل واحدث الوسائل الخاصة بعلاج الألم وهو الأمر الذي يمثل ضرورة وليس رفاهية وهذا ما أقرته نقابة الأطباء الأمريكيين عام 1989 من خلال اعترافها بفرع طب علاج اللالم كفرع متخصص من العلوم الطبية ، وحتى يمكن أن نتخيل المقصود بأنواع اللالم ومدى الحاجة إلى إنشاء عيادات متخصصة للتعامل معه على مستوى العالم بأسره يمكننا القاء نظرة سريعة على عدد من الإحصائيات الأمريكية ومنها أن 10% من الشعب الأمريكي يعاني من الصداع و16% يعانون من آلام الظهر وان 40-50%يعانون من واحد أو اكثر من آلام الصداع النصفي والام الحوض والبطن والظهر والعمود الفقري والسرطان وهم ينفقون سنويا على علاجها 198 مليار دولار .
أن الطب يوفر الآن أساليب عديدة للتعامل مع اللالم مثل الليزر والترددات اللاسلكية والإبر الصينية والعلاج بالمجال المغناطيسي.
لقد انتقل التخدير بالنسبة للولادة بلا ألم من التخدير الكلي للام إلى التخدير الموضعي أو إبرة الظهر فمن غير المنطقي في رأي أطباء التخدير تعريض كل من آلام والجنين لمخاطر البنج الكلي وان كانت ضئيلة ومنه تأخر الولادة وبقاء الجنين داخل الرحم فترة طويلة تسمح بانتقال المخدر إليه عبر دم آلام مما يعني تعريضه لتاْثير المخدر ، في حين أن التخدير الموضعي يوقف إحساس آلام بآلام الولادة فقط بينما تكون واعية تماماً لما يدور حولها وقادرة على الاستجابة لتعليمات الطبيب الخاصة بتنظيم انقباضات الرحم ودفع الجنين إلى الخارج خلافا لحالة التخدير الكلي.
ولعل من وسائل التخدير القديمة – الحديثة هي الإبر الصينية التي لا يمكن تفسير تأثيرها بالطب المتعارف عليه لانه يعتمد على نظريات وأساليب مختلفة ، يقول أحد الأطباء الاختصاصيين في هذا المجال عن هذا الأسلوب : بتبسيط شديد تعتمد فكرة الإبر الصينية على سريان تيار كهرو مغناطيسي في جسم الإنسان بطريقة دورية مشابه لسريان الدورة الدموية ولكن بسرعة اقل ، ويضيف : أن مدة الدورة الدموية هي حوالي 12 ثانية بينما تستغرق دورة التيار الكهرومغناطيسى 24 ثانية تسير خلالها في قنوات من الجسم تبدء بأصابع اليد وتنتهي بأصابع القدم وتعمل كدورتين منفصلتين في كل جانب من الجسم .
أن الطب الصيني ينظر إلى إذن الإنسان باعتبارها صورة لوضع الجنين داخل رحم آلام حيث تمثل شحمة الأذن رأس الجنين المتجه إلى الأسفل بينما تمثل أجزاء صيوان الأذن بقية أعضاء الجسم . أن الهدف من الوخز بالأبر في مناطق مختلفة من الأذن هو أما أن يكون زيادة وتنشيط في سرعة سريان تيار الكهرومغناطيسي في منطقة معينة من الجسم مثل حالات الشلل أو ارتخاء العضلات او تقليل وتثبيط سرعة سريان هذا التيار في حالات مثل آلام المفاصل أو الصداع أو الربو .
أن تنشيط أو تثبيط التيار الكهرومغناطيسى عن طريق أجزاء معينة من الأذن يتم بعدة طرق من بينها الضغط سواء بالإصبع أم أي جسم غير حاد أو بالوخز بالإبر أو باستخدام مغناطيسيات قوية ذات حجم صغير أو بإشعاعات مختلفة مثل الليزر والموجات فوق الصوتية والمايكرويف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مداخله صغيره
د.قاسم الجلبي ( 2012 / 3 / 17 - 13:36 )
سيدي الكريم , ان طبيب الاسنان الامريكي الجنسيه هو اول من اكتشف البنج في معالجه مرضاه وكان هذا كما اعتقد في بدايات القرن 19 من القرن الماضي , شكرا لكم هلى هذه المقاله الدسمه مع التقدير


2 - رد على ( مداخلة صغيرة ) . د قاسم الجلبي
د محمد فوزي العجيلي ( 2012 / 3 / 18 - 19:32 )
بداية اشكر د قاسم الجلبي على مداخلته واحب ان اوضح ان المقالة غير معنية بتاريخ التخدير وبالرغم من ذلك فان ملاحظتكم الطيبة هي صحيحة حيث ان طبيب الاسنان مورتون هو اول من استعمل الايثر على احد مرضاه عام 1846 وكان ذلك اليوم يوما تاريخيا في تاريخ التخدير الذي غير مجرى الجراحة من بعدها

اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب