الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الأسلاموية الى الأيموية الى اليبرالية

عبدالناصرجبارالناصري

2012 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كل من يعتبر ظاهرة الأيمو بأنها ظاهرة سلبية فهو لاينظر الى المستقبل ولايمتلك نظرة ثاقبة للأحداث التي تصب بمصلحة هذا الشعب المظلوم فظاهرة الأيمو تعتبر من أهم الظواهر التي تعيد الأمل في نفوس العراقيين ولايمكن لشعب من شعوب العالم أن يتحول الى شعب محترم من دون أن تكون هنالك ظواهر تساعد على نشوء أبجديات التقدم المجتمعي فالعمل لابد أن ترافقه أخطاء والأخطاء تحدث في المجتمعات العاملة ولاتحدث في المجتمعات الصامتة والساكنة والمتقوقعة على نفسها والتي لاتحتك بالحضارة ولاتحتك بالتقدم فهذه المجتمعات تبقى على حالها ولاتنهض كما هو الحال في عراق صدام حسين فنحن نعلم أن صدام حسين منع المجتمع العراقي من كل متطلبات الحياة ومنعه من الأحتكاك بالحضارة والتقدم الذي يشهده العالم المتقدم فلاوسائل أتصال ولاوسائل معرفة ولاوسائل أعلام وكان يضخ على العراق فكر واحد وأتجاه واحد وثقافة دموية ودكتاتورية لاتنظر الى الآخر بنظرة أحترام بل تنظر الى الجميع على أنهم يملكون فكر واحد وكل من يؤمن بهذا الفكر يجب أن يبقى ويخلد وكل من يعارض هذا الفكر يجب أن يقتل ويعدم ويهمش ويحارب ومن خلال هذه الممارسات الصدامية ماهي النتيجة التي حصدها الشعب العراقي من هذه الثقافة المغلقة على نفسها ؟ فبالتأكيد والكل يعرف بأن المجتمع العراقي نتيجة للأنغلاق الذي عاشه أصبح شعب معنف لايحترم الآخر ولايؤمن بالديمقراطية ومجتمع تسوده السرقة والسلب والنهب والذبح والتخلف والأنحطاط الأخلاقي وبيوت الدعارة والجريمة المنظمة والأختطاف والأغتصاب وكل ماهو محرم دوليا كان يوجد في العراق رغم القبضة الحديدية التي كان صدام يحكم بها العراق إلا أن المجتمع بدأ ينحط أكثر فأكثر نتيجة للأنعزال والتخلف الذي كان يسود العراق
وبدأت هناك ظواهر كانت تزعج صدام حسين وكانت تؤرق من يؤييد الأنغلاق المجتعي فكانت الظواهرالأسلامية تعتبر من الظواهر السلبية على العراق وعلى المجتمع العراقي وكان صدام حسين وزمرته يحارب الظاهرة الأسلامية ورجالها مثلما يحارب النظام الحالي ظاهرة الأيمو وبالتأكيد الظاهرة الأسلامية كان لها الفضل الكبير في توعية الناس على ظلم وطغيان صدام حسين ولذلك كان للشباب الذين أهتدوا بالظاهرة الأسلامية دور واضح في أسقاط النظام الصدامي وبدأت الظاهرة الأسلامية تنموشيئا فشيئا حتى أصبحت ظاهرة عمت على المجتمع العراقي بالخير وساهمت مساهمة كبيرة في أسقاط الظلم والدكتاتورية البعثية
وأستمرت هذه الظاهرة الأسلامية بعد سقوط النظام وعمل رجال هذه الظاهرة بالسياسة وسيطروا على الحكم وبدأوا يتحولون من ظاهرة الى طريقة حكم في العراق وبدأوا يجبرون الناس على الألتزام بهذه الظاهرة كما كان صدام حسين يجبر الناس على أعتناق البعث والفكر العفلقي الدموي وبدأوا يطلبون من المجتمع العراقي أن ينغلق على نفسه وعلى الفكر الأسلامي فقط ولم يتعظوا من الأنغلاق الذي كان يمارسه صدام وكان لهذا الأنغلاق على الفكر الأسلامي دور واضح في أزدياد معدلات العنف والجريمة والقتل والذبح وكافة المشاهد التي يندى لها جبين الأنسانية ولايوجد مجنمع في العالم تعرض الى هجمة شرسة من الأقتتال المجتمعي مثل ماتعرض له العراق نتيجة للأنغلاق على الفكر الأسلامي فالأنغلاق والتكميم يولد الأنفجار ويولد الثورات
ولنا في البلدان العربية تجربة واقعية فعلى الرغم من القبضة الحديدية التي يمارسها الحكام إلا أن الشعوب ثارت عليها وأسقطتها لأن الشعوب أقوى من الطغاة مهما كبر طغيانهم , فالشعب العراقي اليوم بعد كل المعاناة التي يعانيها من الفكر الأسلاموي الطائفي البعيد كل البعد عن مباديء الأسلام الحقيقية التي جاء من أجلها , فالمعارضة العراقية السابقة كانت ترفع شعارالأسلام والقيم النبيلة ولكن هذه القيم تلاشت عند أول لحظة أغراء للكرسي وتحول مفهوم المعارضة العراقية من مفهوم الأسلام هو الحل للمعاناة التي يعيشها الشعب العراقي الى مفهوم الأسلام هو الطريق الوحيد للوصول الى السلطة وأفضل طريقة للسلب والنهب وتكفير الآخروهنا أحدد المعارضة العراقية التي شاركت في الحكم مباشرة بعد سقوط صدام حسين "حكام مابعد صدام " على حد تعبير السياسي العراقي المجاهدعنوان المصداقية فائق الشيخ علي , وهذه الألاعيب الأسلاموية لم تمر على العراقيين فالشعب العراقي أكتشف حقيقة هؤلاء الذين يحالون أستغلال مشاعر الناس فثار عليهم في البصرة لتردي الخدمات ومايعيشه أهل البصرة من جو حارق وبلا كهرباء في بلد البترول وبلاماء صالح للشرب في بلاد الرافدين ألا أن هذه المظاهرات قمعت بفتاوى دينية لأن هنالك من يفتي لأستمرار الفساد , وكذلك ثار البغداديون في ساحة التحرير من أجل رفض الواقع المأساوي الذي يعيشه العراق تحت حكم النظرية الأسلاموية التي أنهكت العراق الجديد وغيبته من الحضور كبلد نموذج للمنطقة كما كنا نتصور بأن العراق عندما يزول صدام حسين سوف يصبح نموذج ولكن الأسلاموية حلت على البلد فأنهكته وأظلمته
ألا أن العراقيين لاسيما الشباب منهم لن يقفوا في موقف متفرج على الأوضاع المريرة التي يعيشها هذا الشعب المظلوم ولذلك نرى الشعب يرفض النظرية الأسلاموية كلاً حسب طريقته فهنالك من يرفض الأسلاموية بعدم الذهاب الى الجوامع حتى أصبحت الجوامع خالية من المصلين وهنالك من يرفض الأسلاموية من خلال اللجوء الى تعرية أصحاب الفكر الأسلاموي وأبراز أهدافهم الشخصية التي يبحثون عنها فالتاريخ العراقي يذكر بأن أسلاموي كان يؤذن بواسطة سماعة ذات صوت مرتفع وفي عز الشتاء مع وجود البرد القارص في وقت الصباح ألا أن عراقياً لن يسكت على ممارسات هذا الاسلاموي فذهب اليه سراً ليرى ماهي مصداقية هذا الأسلاموي وهل هو حريص على أداء الصلاة بأوقاتها ؟ فذهب هذا العراقي المتمرد على الواقع الذي كان يحترم هذا الأسلاموي ولايشكك بمصداقيته فرأى هذا العراقي أن الأسلاموي نائم على سريره وملتحف ولايقوم لتأدية الصلاة ولكنه يستعمل ساعة تنبيه تنبهه بوقت الصلاة ويؤذن وهو في فراشه وبطانيته فثار عليه هذا الشاب قائلا لابارك الله فيك يومياً تحرمنا من النوم وأنت في عز نومك وأنهار عليه ضرباً وشتماً هذه التجربة تذكرنا بأن العراقيين لايمكن أن يسكتوا على من يظلمهم مهما كانت حججه وأساليبه
فبعد كل الظلم والقمع الأسلاموي الذي تعرضت له مظاهرات العراق الجديد ألا أن الشاب العراقي يومياً يعبر عن رفضه لهذه الممارسات الأسلاموية وظاهرة الأيمو واحدة من الظواهر التمردية على الواقع المزري ولاخوف على العراق وفيه شباب يرفضون الطائفية والأسلاموية وكل مانشاهده من مظاهر عراقية قد تكون مختلفة نوعاً ما عن المماراسات السائدة في المجتمعات ألا أن هذه المظاهر هي ضريبة حقيقية من أجل أنتقال هذا الشعب من مجتمع أسلاموي طائفي الى مجتمع ليبرالي يحترم الجميع وتحفظ فيه الحريات الشخصية وحقوق الأقليات وتسوده العدالة والحب والسلام والمصداقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر