الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيديني عشقا ..زيديني ..أنا أقدم عاصمة للحزن..!!

سالم اسماعيل نوركه

2012 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


معذرة لقيصر الأغنية العربية (كاظم الساهر)الذي ما أن ترك العراق حتى تربع على عرش الغناء العربي وأصبح أسما لا معا حتى على المستوى العالم بعطائه الفني وأخرى للشاعر نزار القباني الذي أحس بازدواجية مرعبة في داخله منعته من ممارسة حريته بشكل مطلق لذلك قرر أن يتفرغ للشعر وحده ويترك سلك الدبلوماسية وخيرا فعل.
لسنا هنا بصدد مقال فني عن كاظم الساهر والشاعر نزار القباني ولا عن قصيدة (جسمك خارطتي)والذي قلمها الأول وشطب منها مقاطع عديدة وحور بعض كلماتها لتظهر بالشكل الجميل التي ظهرت بها هذه القصيدة وبلحن وصوت كاظم الساهر ولتعرف عند الناس بقصيدة زيديني عشقا ،مثلا إنك لا تسمع عبارة (وجعي ..يمتد كبقعة زيت..من بيروت ..إلى الصين..وجعي قافلة ..أرسلها ..خلفاء الشام ..إلى الصين..في القرن السابع للميلاد ..وضاعت في فم تنين..) أو(يدهسني حبك..مثل حصان قوقازي مجنون..يرميني تحت حافره ..يتغرغر في ماء عيوني..).
تحتاج بغداد والعراق إلى لمسات سحرية ووطنية لتصبح مثل قصيدة زيديني عشقا ،تحتاج إلى شطب أشياء وإضافة أشياء .
لا تستعجلوا الآن تعلمون عن ماذا نريد أن نكتب ،عن حال مطارين في العالم ؛مطار بغداد الدولي ومطار بي جينج في شمال غرب الصين وهو ليس مطار صين الدولي إنما هو مطار مدينة ،يقول صديقي وبعد أن هنأته بسلامة العودة إلى أرض الوطن الغالي والخالي من ملامح التطور : كنت في الصين قبل ثلاث شهور وسافرت مرة ثانية وعدت قبل يومين وفي كل مرة يفاجئوك الصينيون بانجاز جديد فإنجازاتهم مستمرة .
في هذه المرة في نفس مدينة شانتو نزلت طيارتنا في مطار جديد وحديث ،سألتهم عن المطار السابق ولم لم ننزل عليه فأجابني الصيني بأن ذالك المطار عمره عشرة سنوات وأصبح خارج الخدمة(وهو مطار رغم عدم رضا الصينيون عليه فهو بالنسبة لنا حلم على علاته) وهذا مطار حديث بمواصفات العصر ونحن العراقيون مازلنا على مطارنا العتيق والذي لا يحمل أدنى مواصفات مطارات العالم .
مختلف المطار الجديد عن سابقتها في كل شيء والكلام لصديقي ،في المساحة والشكل والمضمون ووسائل التطور من المدرج إلى الصالات والأرضية والسقوف والبنايات مثل المطاعم والفنادق والسوبر الماركات والسلالم الكهربائية والخدمات وأماكن الانتظار والألوان ومقاعد الجلوس والمغاسل والحمامات والتفتيش وتنظيم حركة الطائرات والإنارة حيث تنبهر بخروج الضوء وتبحث عن مصدره وباختصار تشعر بأنك تعيش في مكان يسبق العصر ولا يتخلف عنه وعمال وعاملات وموظفين وموظفات في غاية الأناقة والتعامل الحضاري ،كل شيء في هذا المطار يتسابق مع الجمال ومع الزمن وتشعر إنك أمام مشهد متكامل من الجمال والهندسة المتطورة ونافورة مائية مع الضوء العجيب وبتشكيل جميل هنا وهناك والنظافة 100% في كل الأرجاء ،عالم ساحر من الجمال .
يقول صديقي:لا أكتمك سرا إن قلت حين يسألوني هناك عن بلدي أنعرج في الإجابة وبودي أن أقول بأني من بلد لا وجود له على الخريطة وخصوصا نحن نملك كل مقومات النهوض وبلد حضاري والعلة في الحكومات التي حكمت العراق وكل واحدة منها تلعن أختها واليوم لا تسمع سوى قالت القائمة العراقية وقالت قائمة دولة القانون وقالت فلانة! .
في رحلة العودة جاء بعض الصينيون إلى العراق وما أن نزلوا أرض المطار حتى بدا على ملامحهم السخرية والتعجب من حال مطارنا البائس بكل معنى الكلمة والذي تنبعث في كل مكان فيه رائحة التخلف والبدائية المفرطة ولا شيء فيه ينسجم مع روح العصر والكلام لصديقي ويقول تصور كل شيء جميل هناك يقابله كل شيء غير جميل هنا وكل شيء متطور هناك يقابله كل شيء متخلف هنا وكل خطوة هناك إلى الأمام يقابلها خطوات هنا إلى الخلف وقالوا لنا (لا تراجع العراقي يتقدم)يبدوا أنه تقدم نحو الخلف!
وجدت في أحدى صالات المطار في بغداد العاصمة عامل كهرباء بيده درج ويحاول مد سلك كهرباء من شمعة كهربائية إلى أخرى والسلك ظاهر للعيان وممدود بشكل(حضاري)ووجدت بعض العمال في المطار يضحكون والفشار بينهم كأنه (سلاطة)والآخر يتكلم بالموبايل وكأنه في صحاري أفريقيا ،لا احترام للمكان باعتباره واجهة للبلد لا أريد أن أطيل فكل شيء خراب في خراب والطيور تعشش في سقف المطار وكأنه كهف من كهوف العالم القديم .
يا بعض مسئولي العراق إن كنتم تعيشون الازدواجية فاحسموا أمركم فليرجع كل إلى عمله ويترك السلطة مثلما الشاعر نزار القباني حسم أمره وتركت السلك الدبلوماسي وأنصرف إلى الشعر فأبدع وزادنا عشقا .
طبعا أخي المسئول نحن متخلفون في كل جوانب الحياة ليس فقط في مطارنا الغريب والعجيب والحل في جلب شركات عالمية مختصة في كل مجالات البناء ولدينا كل شيء ،الأرض والثروة والأيدي العاملة والمواد فقط عليكم القضاء على الفساد المالي والإداري وقليلا من حب الوطن.
ولسان حال العاصمة (زيدوني عشقا زيدوني فأنا أقدم عاصمة في الكون وجعلتموني أقدم عاصمة للحزن والتخلف)!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل من ايدو اللو
امير ( 2012 / 3 / 16 - 20:08 )
السيد الكاتب ملاحظاتك دقيقة وتعليقاتك جميلة وليس هناك حل حتى في الافق لا! لانه لايوجد عندنا في الحكم رجل دولة بالمعنى المعلروف والمسؤولين في المطار لايشعرون بالمسؤولية والمسؤولين الاخرين كبارا وصغارا لايهمهم الامر ما داموا يتنعمون ب v . i p


2 - الى متى ياعراق
ياسر الدوسري ( 2012 / 3 / 20 - 16:37 )
تحية طيبة الى من يتصدى للمسؤلية المطار واجهة البلد ومنضر الدولة وهيبتها وللاسف الشديد واجهة بلدنا اي مطار بغداد الحبيبة لايليق بها ولا باسم العراق الكبير نتمنى ان نلتفت الى هذه النقطة من كل جوانبها من كادر ومرافق اخرى وكوني رجل اعمال زرت العراق صدمت بما شاهدت وبدون مبالغة من اجرات موضفي المطار اي اجراءات اي مطار داخلي في مدن العالم ارتب وادق من مطارنا القديم والمتهالك من استاف لاخبرة له بكل شي ولايعلم ماقيمة المكان الذي يعمل به من خلال استعمال الكلمات النابية والاسلوب المتخلف مع كل الاحترام

اخر الافلام

.. حتى يتخلص من ضغط بن غفير وسموترتش.. نتنياهو يحل مجلس الحرب |


.. كابوس نتنياهو.. أعمدة البيت الإسرائيلي تتداعى! | #التاسعة




.. أم نائل الكحلوت سيدة نازحة وأم شهيد.. تعرف على قصتها


.. السياحة الإسرائيلية تزدهر في جورجيا




.. متظاهرون إسرائيليون يغلقون عدة طرق في تل أبيب الكبرى ومحيطها