الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصيدة الريفيّة

سنان أحمد حقّي

2012 / 3 / 16
الادب والفن



القصيدة الريفيّة

تمهّل أيّها الوردُ
فقد أودى بنا الوجدُ
وقد طوّقتَ مُختالا
قلوبا راعها الودُّ
أريجُ الوصلِ فوّاحٌ
فهل يدنو بنا البعدُ؟
تركنا خلفنا سفراً
شديداً كلّهُ صدُّ
تمهّل قد برا النّفسَ
وجيبٌ ليسَ يرتدُّ
واشواقٌ لها رجعٌ
ونجوى ما لها حدُّ
فإن كان ولا بدّ
فممّا ما لهُ بدُّ
فزدنا من شذا وصلٍ
فقد أزرى بنا الوعدُ

أسيلَ الخدِّ لا تشكو
فداكَ الخصرُ والقدُّ
فدى عينيكَ يا نوراً
يُراقصُ جيدهُ النَّهدُ
تبدّى الحسنُ في وجهٍ
براهُ الخيرُ والسّعدُ
جنانٌ أزهرت عشقاً
وعَطّرَ صفوها الزُّهدُ
وأنفاسٌ بها حرّى
يؤجّجُ نارها السّهد
أفقنا من ســـباتٍ مالهُ وعدٌ ولا عهدُ
على أصواتِ أطيارٍ
براها الخالقُ الفردُ
ونصحو حيثُ عطرِ العشقِ موجٌ هائجٌ نجدُ
وقد وشّى ثيابَ الهمسِ وردُ كلّهُ سعدُ
على عُشبٍ من الهجرانِ بحرُ السّهدِ يمتدُّ
ومن قيلولةٍ للـــوجدِ يلقى ثغـــــرَها الخدُّ
خطىً كسلى نرى فيها
رموشَ الشّوقِ ترتدُّ
خطرنا عبرَ أنواءٍ
نديّاتٍ لها رعدُ
وصوتُ الغيثِ موصولٌ
وقصفُ الرَّعدِ مُشتدُّ
وشُؤبوبٌ لهُ يغشى
حنينا ما لهُ عدُّ
تحمّمنا بهِ حينا
وحينا عنهُ نرتدُّ
فلا ضدُّ ولا جهدٌ
ولا هزلٌ ولا جدُّ
تنسّمنا عبيرا عاطراً يندى لهُ المجدُ
ورحنا في ربوعٍِ حالماتٍ في المدى نعدو
ونمضي فوقَ أحراشٍ
قريراتٍ بها نشدو
فلا حرٌّ ولا ضيقٌ
ولا قرٌّ ولا بردُ
تخفّفنا من الشكوى
وغنّى الطائرُ الغَرْدُ
بألحانٍ من الأنوارِ مخفوقٌ بها الشّهدُ
وكان الصّبحُ في رفقٍ
بهيجٍ رائقٍ يبدو
كأنّ الانوارَ تطوي الّليلَ والدّنيا لها زندُ
وبرقُ الفجرِ يُغرينا
وصمتً الّليلِ يرتدُّ
كأن بساطه ُ وشيٌ
بأزهارٍ لهُ عقدُ
حواشٍ ليس يحكيها
سوى نورٍ بهِ زردُ
يلوحُ المركبُ الطّافي
على أفقٍ لهُ ندُّ
قلوعٌ تنجلي حتّى
يماسي نورها المجدُ
شراعُ الشّمسِ مُفترٌّ
ومسراها لهُ قصدُ
فيا مهداً لعشــقٍ صارَللدنيـــا هو المهدُ
فكوني فوق عُشبِ الحبِّ عنواناً بهِ نحدو
وغيثا ماؤهُ سحرٌ
وسحرا طيبهُ رُشدُ
وكوني ياابنةَ الأحراشِ ليلا ثوبُهُ الحمدُ
...
تعالي نعبقُ الإلهامَ في سوحٍ هي الخلدُ
نناجي هاجسا ترعى حواشي روضهِ الأسدُ
بعيدا نلثمُ الذّكرى ويبزغُ سعدنا الرّغدُ
هداكِ اللهُ يا فجرا
سرى هونا به الجدُّ
فلا مكرٌ ولا كُرهٌ
ولا بُغضٌ ولا حقدُ
ولا حزنٌ ولا قهرٌ
ولا عبءٌ ولا كدُّ
لنحيي العشقَ في قلبينِ قد أضناهما الجهدُ
فأنغامٌ وأضواءٌ
وأنسامٌ لها عودُ
فراديسٌ تلي بعضا
وبعضُ البعضِ ممتدُّ
بها نخلٌ ورمّانٌ
والوانٌ لها وِردُ
رحيقٌ عاطرٌ فيها
وأكوابٌ بها شهدُ
وجنّاتٌ وأنهارٌ
يُساوي ندّها الندُّ
فلا عدوٌ ولا غولٌ
ولا شرْهٌ ولا وغدُ
هلمّوا حيثُ لا صخبٌ
ولا غدرٌ ولا فقدُ
وريحانٌ وأيكٌ في
حِماهُ تُسترُ الخودُ
بلى صمتُ الدّنى صوتٌ
لهُ في عمقهِ صدٌّ
وشجوٌ بين اطيافٍ
من الأنغامِ مرتدُّ
ووِرقٌ هاتفٌ في الدّوحِ صدّاحٌ لهُ وجدُ
فتيها في جنان الخُلدِ قد سُرّت بكِ الخُلدُ
فلا لغوٌ ولا كربٌ
ولا حُرٌّ ولا عبدُ


سنان أحمد حقّي
دهوك/ الجمعة 16 آذار 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منزل فيلم home alone الشهير معروض للبيع بـ 5.25 مليون دولار


.. إقبال كبير على تعلم اللغة العربية في الجامعات الصينية | #مرا




.. كل الزوايا - وزارة الثقافة تعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة


.. كل الزوايا- المخرج محمد فاضل: في اهتمام كبير من الدولة بالف




.. كل الزوايا - أ.د محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق: الثقافة